النميمة وآثارها في المجتمع

النميمة وآثارها في المجتمع

إنَّ "النميمة" من المفردات التي تنعكس آثارها السلبية على المجتمع برمّته، فتفسده، وتهدّ عرى بنيانه، رغم أن المسلم قد لا ينتبه إلى ذلك، فيدعي عدم السرقة وارتكاب الحرام، لكنه في الوقت عينه، يتجاهل ما يقوم به من نميمة، بمعنى نقل كلام من إنسان إلى إنسان، وتحريفه، فيخرِّب العلاقات بين الأفراد والجماعات.

وقد تنقل المرأة كلاماً لامرأة أخرى عن جارتها، أو عن إحداهنّ، يكون مغايراً للواقع، وتحدث إثر ذلك المشاكل. وقد ينقل رجل كلاماً عن لسان آخر، فيتسبب بكثير من التعقيدات، وعندها تفسد العلاقات، وتحلّ لغة العداوة والبغضاء، التي تفتك بالحياة، وتحوّلها إلى جحيم مستعر، فإذا بالناس يتقاطعون ويتدابرون، فبدل أن تسيطر الرحمة، ويعمّ التواصل والتكافل، تباعد النميمة بينهم، وتشعل نار الفتنة والأحقاد في الصدور والقلوب.

يقول تعالى في كتابه العزيز: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}[القلم:11]، أي الإنسان الذي يطعن بالناس، بحيث يسعى إلى الفساد والفتنة، والإساءة إلى العلاقات بين الناس، والدفع إلى إثارة الخلافات والنزاعات، وهو ما يبيّن مرضه النفسي، عبر حقده على المجتمع، وعلى كل فرصة للمحبة والخير فيه.

وفي الحديث المروي عن الرسول(ص): "لا يدخل الجنة نمّام"، في إشارة إلى مدى خطورة هذه العادة البغيضة، فكيف يدخل الجنّة أناس يفتشون عن عثرات الناس وزلاّتهم، ويستغلون كل ذلك، خدمةً لكل ما يسيء إلى الحياة؟!

إنَّ النميمة بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الإنسان المسلم والرسالي، وقد حارب الإسلام هذه الآفة، ودعا إلى اجتنابها، بالنظر إلى خطورتها، بحيث تفقد المرء صوابه، وتبعده رأساً عن الصراط المستقيم، وتضعه على سكة الندامة، والابتعاد عن رحمة الله ومرضاته، فقد أراد الله تعالى لمجتمع البشر، أن يكونوا متحابين متضامين، يستأنس بعضهم ببعض، ويشعرون بالأمن والطمأنينة والسلام في كل أوضاعهم، كي يحققوا إنسانيتهم، ويقوموا بمهمّتهم في استخلاف الأرض، على أساس سوي وصحيح، وبما يرضي الله.

إذاً، لا يمكن للمؤمن أن يتَّصف بالنميمة، ولا يجتمع الإيمان مع النميمة في شخص واحد، لأن الإيمان يعني الصفاء والوضوح والصراحة والصدق. وإذا نظرنا إلى واقعنا اليوم، نرى آثار النميمة السلبية تسيطر على كثير من علاقاتنا، وتشرذم أواصرها، فحتى بين الأخوة والأولاد والأهل، وبين بعض الأزواج والجيران، تكثر النميمة، وتخلق بذيولها مشاكل كثيرة، فنسمع عن كثير من القطيعة والعداوة والبغضاء هنا وهناك، حتى في الحياة العامة بين الناس، في أسواقهم وتجارتهم ومعاملاتهم، حيث تتسلل النميمة لتنقضّ على شؤونهم، فتفسدها.

إنَّ إيماننا لا يستقيم حتى تستقيم قلوبنا وألسنتنا، ونبتعد عن نار النميمة التي تحرق كل علاقاتنا، ويبقى باب التوبة مفتوحاً لنا جميعاً، عندما نقلع عن تلك السلوكيات الذميمة، ونبتعد عن هتك الستر، وإفشاء الأسرار العامة والخاصة.

إنَّ علينا أن نربي أنفسنا وأجيالنا على قول الصدق والحق، والتمسك بالوضوح والصراحة، وإنماء المحبة، وعمل الخير، كي لا نقع في مصيدة النميمة، وأن ننصح أنفسنا وأهلنا كل حين، بما يجلب الاطمئنان والسلامة لهم، وأن نعتبر من سيئات النميمة ونحاصرها، وأن نظنّ خيراً بالناس، ونحكِّم عقولنا، ونبتعد عن أنانياتنا وأحقادنا، وأن نعفو عن بعضنا البعض. فأجمل ما يكون، أن نكون مجتمع المؤمنين المتماسكين المتحابين الطيبين المقتدين برسول الرحمة والمحبة محمد(ص)، الذي ما تكلم إلا في مصلحة عامة، أو نفع لمسلم، أو دفع ضر!

يقول الباري عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


إنَّ "النميمة" من المفردات التي تنعكس آثارها السلبية على المجتمع برمّته، فتفسده، وتهدّ عرى بنيانه، رغم أن المسلم قد لا ينتبه إلى ذلك، فيدعي عدم السرقة وارتكاب الحرام، لكنه في الوقت عينه، يتجاهل ما يقوم به من نميمة، بمعنى نقل كلام من إنسان إلى إنسان، وتحريفه، فيخرِّب العلاقات بين الأفراد والجماعات.

وقد تنقل المرأة كلاماً لامرأة أخرى عن جارتها، أو عن إحداهنّ، يكون مغايراً للواقع، وتحدث إثر ذلك المشاكل. وقد ينقل رجل كلاماً عن لسان آخر، فيتسبب بكثير من التعقيدات، وعندها تفسد العلاقات، وتحلّ لغة العداوة والبغضاء، التي تفتك بالحياة، وتحوّلها إلى جحيم مستعر، فإذا بالناس يتقاطعون ويتدابرون، فبدل أن تسيطر الرحمة، ويعمّ التواصل والتكافل، تباعد النميمة بينهم، وتشعل نار الفتنة والأحقاد في الصدور والقلوب.

يقول تعالى في كتابه العزيز: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}[القلم:11]، أي الإنسان الذي يطعن بالناس، بحيث يسعى إلى الفساد والفتنة، والإساءة إلى العلاقات بين الناس، والدفع إلى إثارة الخلافات والنزاعات، وهو ما يبيّن مرضه النفسي، عبر حقده على المجتمع، وعلى كل فرصة للمحبة والخير فيه.

وفي الحديث المروي عن الرسول(ص): "لا يدخل الجنة نمّام"، في إشارة إلى مدى خطورة هذه العادة البغيضة، فكيف يدخل الجنّة أناس يفتشون عن عثرات الناس وزلاّتهم، ويستغلون كل ذلك، خدمةً لكل ما يسيء إلى الحياة؟!

إنَّ النميمة بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الإنسان المسلم والرسالي، وقد حارب الإسلام هذه الآفة، ودعا إلى اجتنابها، بالنظر إلى خطورتها، بحيث تفقد المرء صوابه، وتبعده رأساً عن الصراط المستقيم، وتضعه على سكة الندامة، والابتعاد عن رحمة الله ومرضاته، فقد أراد الله تعالى لمجتمع البشر، أن يكونوا متحابين متضامين، يستأنس بعضهم ببعض، ويشعرون بالأمن والطمأنينة والسلام في كل أوضاعهم، كي يحققوا إنسانيتهم، ويقوموا بمهمّتهم في استخلاف الأرض، على أساس سوي وصحيح، وبما يرضي الله.

إذاً، لا يمكن للمؤمن أن يتَّصف بالنميمة، ولا يجتمع الإيمان مع النميمة في شخص واحد، لأن الإيمان يعني الصفاء والوضوح والصراحة والصدق. وإذا نظرنا إلى واقعنا اليوم، نرى آثار النميمة السلبية تسيطر على كثير من علاقاتنا، وتشرذم أواصرها، فحتى بين الأخوة والأولاد والأهل، وبين بعض الأزواج والجيران، تكثر النميمة، وتخلق بذيولها مشاكل كثيرة، فنسمع عن كثير من القطيعة والعداوة والبغضاء هنا وهناك، حتى في الحياة العامة بين الناس، في أسواقهم وتجارتهم ومعاملاتهم، حيث تتسلل النميمة لتنقضّ على شؤونهم، فتفسدها.

إنَّ إيماننا لا يستقيم حتى تستقيم قلوبنا وألسنتنا، ونبتعد عن نار النميمة التي تحرق كل علاقاتنا، ويبقى باب التوبة مفتوحاً لنا جميعاً، عندما نقلع عن تلك السلوكيات الذميمة، ونبتعد عن هتك الستر، وإفشاء الأسرار العامة والخاصة.

إنَّ علينا أن نربي أنفسنا وأجيالنا على قول الصدق والحق، والتمسك بالوضوح والصراحة، وإنماء المحبة، وعمل الخير، كي لا نقع في مصيدة النميمة، وأن ننصح أنفسنا وأهلنا كل حين، بما يجلب الاطمئنان والسلامة لهم، وأن نعتبر من سيئات النميمة ونحاصرها، وأن نظنّ خيراً بالناس، ونحكِّم عقولنا، ونبتعد عن أنانياتنا وأحقادنا، وأن نعفو عن بعضنا البعض. فأجمل ما يكون، أن نكون مجتمع المؤمنين المتماسكين المتحابين الطيبين المقتدين برسول الرحمة والمحبة محمد(ص)، الذي ما تكلم إلا في مصلحة عامة، أو نفع لمسلم، أو دفع ضر!

يقول الباري عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية