يذهب النَّاس لزيارة مقامات الأئمَّة(ع)، ويمارسون هناك طقوساً ويتلون أدعية. والأصل أن نعيش في هذه المقامات روحيَّة أفكار الإسلام ومفاهيمه؛ هذه الأفكار الّتي ناضل الأئمَّة وجاهدوا في سبيل إحيائها وتكريسها في النّفوس والعقول، وأن نجدِّد العهد مع الله، بما كرَّم به أولياءه، وأن نسير على هدي كتابه وسنَّة نبيِّه الصَّحيحة، وهدي علوم أئمّة أهل البيت(ع)، الَّتي هي علوم الإسلام الأصيلة، وأن نزداد روحانيّةً وقرباً من الله تعالى، ونزداد عبادةً وطاعةً وإخلاصاً وتوحيداً له حقّ الطّاعة والإخلاص والتّوحيد، وأن نعمّق ارتباطنا به، ونحدّق بكلّ معنى وقيمة ترفعنا إليه، وتؤدِّي إلى تعزيز إيماننا الواعي.
والأهمّ عندما نتردَّد إلى هذه المقامات الشَّريفة، أن تكون الزيارة فرصةً ومساحةً كي نفتح قلوبنا على الحقّ، فنعيد ترتيب أمورنا وأوضاعنا وعلاقاتنا، بما يعيدنا إلى حيويّتنا وأصالتنا، وبما يضمن تحقيق إنسانيَّتنا بالشَّكل الّذي يرضاه الله تعالى ويقرّبنا إليه.
أن تكون زائراً للمقامات، مستفيداً من هذه الفرصة، معناه أن ترفع درجة أخلاقيَّاتك في الحياة، وأن تحسِّن طباعك، وأن تمارس مسؤوليَّاتك، وأن تنعكس محبَّتك لله ولرسوله ولأهل بيته(ع) محبّةً للنّاس وخيراً ورحمةً.
المهمّ أن تأتي من الزيارة وأنت على يقين وإيمان بأنّك ستغيّر في حياتك ومجتمعك نحو الأفضل، وأن تنصر الحقّ وأهله، وأن تعبد الله حقَّ عبادته، وتتّقيه حقّ تقاته، وألا تستغرق في الطّقوس والشّكليّات دون الإفادة من كلِّ ما تقدَّم، لأنَّ ذلك تضييع للفرصة أو خسارة للوقت والجهد.
يريدنا أئمَّتنا عندما نأتي لزيارتهم، أن نكون من أهل الزّيارة الحقّة، وأن نتعلَّم من مدرستهم في كلِّ آن، وأن نتمثَّل روحانيَّتهم وأخلاقيَّاتهم في واقع علاقاتنا.
وعن آداب زيارة المقامات، وفي سياقٍ متَّصل، يقول العلامة المرجع السيّد محمد فضل الله(رض): "أعتقد أنّ الزّيارة يجب أن تأخذ طابع العيش مع الأئمّة... أن نعيش مواقفهم وأفكارهم. يعني عندما نتلو مثلاً في زيارة الإمام الحسين(ع): "أشهد أنَّك قد أقمت الصّلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصاً حتّى أتاك اليقين"، فمعنى ذلك أن تعيش هذه الأجواء، فبدلاً من أن تحدِّق في القفص أو في الزخارف، أو تنسجم مع الكلمات التقليدية، لا بدَّ من أن تفهم أنّ شخصيّة الحسين(ع) أنّه كان ينفتح على الله، وكان يتعبّد لله مخلصاً، وكانت ثورته مظهر عبادته، ومظهر محبَّته لله، يعني أن نخرج من الشّكل المادّيّ للزّيارة إلى الشّكل الرّوحيّ الثّقافيّ، حتى تكون الزيارة وسيلةً من وسائل انفتاحنا على النبيّ عندما نزوره. وعلينا أن لا ننسى أنهم عباد الله، لأنَّ الله علّمنا أن نقول في صلاتنا: "وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله"، بحيث نستذكر عبوديَّته، وحتى لا يكون استغراقنا به موجباً لنسيان الله سبحانه وتعالى، فنحن نعتبر عظمة الأئمّة(ع) وعظمة الأنبياء(ع)، أنهم عباد مكرّمون لا يسبقونه بالقول، ولهم فضل في رسالتهم ولهم فضلهم في أماناتهم، ما يفرض علينا أن لا نستغرق في ذواتهم بالطّريقة التي ننسى الله أمام ذلك، ونغفل عن عبوديتهم لله وارتباط إمكاناتهم بالله". ]كتاب النّدوة، ج 1، ص 633[.
فلنعمل على التحلّي الفعليّ بآداب زيارات المقامات المشرّفة، عبر استلهام سيرة من جاهد وضحّى وبلّغ ووقف إلى جنب الحقّ، ودعا ربّه وأطاعه بإخلاص...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
يذهب النَّاس لزيارة مقامات الأئمَّة(ع)، ويمارسون هناك طقوساً ويتلون أدعية. والأصل أن نعيش في هذه المقامات روحيَّة أفكار الإسلام ومفاهيمه؛ هذه الأفكار الّتي ناضل الأئمَّة وجاهدوا في سبيل إحيائها وتكريسها في النّفوس والعقول، وأن نجدِّد العهد مع الله، بما كرَّم به أولياءه، وأن نسير على هدي كتابه وسنَّة نبيِّه الصَّحيحة، وهدي علوم أئمّة أهل البيت(ع)، الَّتي هي علوم الإسلام الأصيلة، وأن نزداد روحانيّةً وقرباً من الله تعالى، ونزداد عبادةً وطاعةً وإخلاصاً وتوحيداً له حقّ الطّاعة والإخلاص والتّوحيد، وأن نعمّق ارتباطنا به، ونحدّق بكلّ معنى وقيمة ترفعنا إليه، وتؤدِّي إلى تعزيز إيماننا الواعي.
والأهمّ عندما نتردَّد إلى هذه المقامات الشَّريفة، أن تكون الزيارة فرصةً ومساحةً كي نفتح قلوبنا على الحقّ، فنعيد ترتيب أمورنا وأوضاعنا وعلاقاتنا، بما يعيدنا إلى حيويّتنا وأصالتنا، وبما يضمن تحقيق إنسانيَّتنا بالشَّكل الّذي يرضاه الله تعالى ويقرّبنا إليه.
أن تكون زائراً للمقامات، مستفيداً من هذه الفرصة، معناه أن ترفع درجة أخلاقيَّاتك في الحياة، وأن تحسِّن طباعك، وأن تمارس مسؤوليَّاتك، وأن تنعكس محبَّتك لله ولرسوله ولأهل بيته(ع) محبّةً للنّاس وخيراً ورحمةً.
المهمّ أن تأتي من الزيارة وأنت على يقين وإيمان بأنّك ستغيّر في حياتك ومجتمعك نحو الأفضل، وأن تنصر الحقّ وأهله، وأن تعبد الله حقَّ عبادته، وتتّقيه حقّ تقاته، وألا تستغرق في الطّقوس والشّكليّات دون الإفادة من كلِّ ما تقدَّم، لأنَّ ذلك تضييع للفرصة أو خسارة للوقت والجهد.
يريدنا أئمَّتنا عندما نأتي لزيارتهم، أن نكون من أهل الزّيارة الحقّة، وأن نتعلَّم من مدرستهم في كلِّ آن، وأن نتمثَّل روحانيَّتهم وأخلاقيَّاتهم في واقع علاقاتنا.
وعن آداب زيارة المقامات، وفي سياقٍ متَّصل، يقول العلامة المرجع السيّد محمد فضل الله(رض): "أعتقد أنّ الزّيارة يجب أن تأخذ طابع العيش مع الأئمّة... أن نعيش مواقفهم وأفكارهم. يعني عندما نتلو مثلاً في زيارة الإمام الحسين(ع): "أشهد أنَّك قد أقمت الصّلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصاً حتّى أتاك اليقين"، فمعنى ذلك أن تعيش هذه الأجواء، فبدلاً من أن تحدِّق في القفص أو في الزخارف، أو تنسجم مع الكلمات التقليدية، لا بدَّ من أن تفهم أنّ شخصيّة الحسين(ع) أنّه كان ينفتح على الله، وكان يتعبّد لله مخلصاً، وكانت ثورته مظهر عبادته، ومظهر محبَّته لله، يعني أن نخرج من الشّكل المادّيّ للزّيارة إلى الشّكل الرّوحيّ الثّقافيّ، حتى تكون الزيارة وسيلةً من وسائل انفتاحنا على النبيّ عندما نزوره. وعلينا أن لا ننسى أنهم عباد الله، لأنَّ الله علّمنا أن نقول في صلاتنا: "وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله"، بحيث نستذكر عبوديَّته، وحتى لا يكون استغراقنا به موجباً لنسيان الله سبحانه وتعالى، فنحن نعتبر عظمة الأئمّة(ع) وعظمة الأنبياء(ع)، أنهم عباد مكرّمون لا يسبقونه بالقول، ولهم فضل في رسالتهم ولهم فضلهم في أماناتهم، ما يفرض علينا أن لا نستغرق في ذواتهم بالطّريقة التي ننسى الله أمام ذلك، ونغفل عن عبوديتهم لله وارتباط إمكاناتهم بالله". ]كتاب النّدوة، ج 1، ص 633[.
فلنعمل على التحلّي الفعليّ بآداب زيارات المقامات المشرّفة، عبر استلهام سيرة من جاهد وضحّى وبلّغ ووقف إلى جنب الحقّ، ودعا ربّه وأطاعه بإخلاص...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.