الاعتراف بالخطيئة والإقرار بالذّنوب

الاعتراف بالخطيئة والإقرار بالذّنوب

نبقى مع أدعية الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، في دعائه لربّه وطاعته وتقرُّبه منه، والطلب إليه بالعفو والرّحمة والمغفرة ورفيع الدرجات. يقول(ع):

"اللَّهُمَّ إِنِّي أُصْبِحُ وَأُمْسِي مُسْتَقِلًّا لِعَمَلِي، مُعْتَرِفاًبِذَنْبِي، مُقِرّاً بِخَطَايَايَ، أَنَا بِإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي ذَلِيلٌ،عَمَلِي أَهْلَكَنِي، وَهَوَايَ أَرْدَانِي، وَشَهَوَاتِي حَرَمَتْنِي، فَأَسْأَلُكَ يَا مَوْلايَ سُؤَالَ مَنْ نَفْسُهُ لاهِيَةٌ لِطُولِأَمَلِهِ، وَبَدَنُهُ غَافِلٌ لِسُكُونِ عُرُوقِهِ، وَقَلْبُهُ مَفْتُونٌبِكَثْرَةِ النِّعَمِ عَلَيْهِ، وَفِكْرُهُ قَلِيلٌ لِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ، سُؤَالَ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الأمَلُ، وَفَتَنَهُ الْهَوَى، وَاسْتَمْكَنَتْ مِنْهُ الدُّنْيَا، وَأَظَلَّهُ الأجَلُ، سُؤَالَ مَنِاسْتَكْثَرَ ذُنُوبَهُ، وَاعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ، سُؤَالَ مَنْ لا رَبَّ لَهُغَيْرُكَ، وَلا وَلِيَّ لَهُ دُونَكَ، وَلا مُنْقِذَ لَهُ مِنْكَ، وَلامَلْجَأَ لَهُ مِنْكَ، إِلَّا إِلَيْكَ".

هنا، يلفت الإمام زين العابدين(ع) إلى أهميّة نقد الذّات ومحاسبتها، لجهة تقصيرها في جنب الله، وعدم أداء حقِّ الله كما يجب؛ إنّه نقد ذاتيّ كي يستزيد الإنسان من القرب إلى الله والعمل في سبيل ذلك بكلِّ وعي وإخلاص.

إنَّ على الإنسان أن يعترف على الدّوام بخطئه، ويقرّ بذنوبه أمام نفسه وربّه، ولا يصرَّ على المعاصي، بل يكون الإقرار بها فرصةً لتجديد العهد مع الله تعالى على اكتساب الحسنات، وإذا ما تأمَّل المرء في سوء أعماله واتّباعه لهواه، يرى حجم الذلّ الّذي تقع النّفس فيه جرّاء ضعف النّفس أمام جموح الشّهوات، فالطلب والسّؤال يبقى من الله تعالى أن يعصم النّفوس من طول الأمل في الدنيا، والذي يشكِّل المفتاح أمام جنوح النّفس إلى الغفلة والفتنة بالمظاهر الزّائلة، حيث تخلد النّفس إلى الدّنيا، فتستعبدها الحياة وتقيِّدها.

ويظلّ الاعتراف أمام الله في السّرّ والعلانية مدعاةً إلى تجديد اللّقاء معه، وطلب العفو والرّحمة، والإنقاذ من الضَّلالات، فلا ملجأ في الوجود إلا إليه، فهو حصن التّائبين، وموضع حاجات الطّالبين.

وحول ما تقدَّم، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "ففي هذا الدّعاء، يواجه الإنسان يومه وليله أمام ربّه، في عمليّة نقد ذاتيّ يستغرق من خلالها في كلّ أعماله، فهو يتطلّع إلى أعماله في كلّ ما ذهب من عمره، فلا يراها بالمستوى المطلوب كمّاً ونوعاً... وفي ضوء ذلك، يتطلَّع هذا الإنسان المؤمن بالله إلى ربّه، ليسأله سؤال من يملك النّفس اللاهية، فقد فتنه الهوى، وغلب عليه الأمل، واستمكنت منه الدّنيا.. ولذلك، فإنّه يسأل ربَّه سؤال الإنسان الّذي يجد الله في كلِّ شيء في وجوده، في الدّنيا والآخرة، فلا ربَّ له غيره، ولا وليَّ له دونه، ولا منقذ له منه، ولا ملجأ منه إلا إليه، ليخرج من ذلك كلّه بنفسٍ راجعةٍ إلى الله، مطيعةٍ له، واثقةٍ به، متوكِّلةٍ عليه في كلِّ أمورها".[كتاب: آفاق الرّوح، ج1، ص140-141].

من هنا، علينا ألا ندع الدّنيا تستمكن منّا بزخارفها، وألا يغلب علينا طول الأمل، بل أن نكون المؤمنين الناقدين لأنفسهم، والمحاسبين لها ليلاً نهاراً، كي نحصّنها من الشرور والمعاصي.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

نبقى مع أدعية الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، في دعائه لربّه وطاعته وتقرُّبه منه، والطلب إليه بالعفو والرّحمة والمغفرة ورفيع الدرجات. يقول(ع):

"اللَّهُمَّ إِنِّي أُصْبِحُ وَأُمْسِي مُسْتَقِلًّا لِعَمَلِي، مُعْتَرِفاًبِذَنْبِي، مُقِرّاً بِخَطَايَايَ، أَنَا بِإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي ذَلِيلٌ،عَمَلِي أَهْلَكَنِي، وَهَوَايَ أَرْدَانِي، وَشَهَوَاتِي حَرَمَتْنِي، فَأَسْأَلُكَ يَا مَوْلايَ سُؤَالَ مَنْ نَفْسُهُ لاهِيَةٌ لِطُولِأَمَلِهِ، وَبَدَنُهُ غَافِلٌ لِسُكُونِ عُرُوقِهِ، وَقَلْبُهُ مَفْتُونٌبِكَثْرَةِ النِّعَمِ عَلَيْهِ، وَفِكْرُهُ قَلِيلٌ لِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ، سُؤَالَ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الأمَلُ، وَفَتَنَهُ الْهَوَى، وَاسْتَمْكَنَتْ مِنْهُ الدُّنْيَا، وَأَظَلَّهُ الأجَلُ، سُؤَالَ مَنِاسْتَكْثَرَ ذُنُوبَهُ، وَاعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ، سُؤَالَ مَنْ لا رَبَّ لَهُغَيْرُكَ، وَلا وَلِيَّ لَهُ دُونَكَ، وَلا مُنْقِذَ لَهُ مِنْكَ، وَلامَلْجَأَ لَهُ مِنْكَ، إِلَّا إِلَيْكَ".

هنا، يلفت الإمام زين العابدين(ع) إلى أهميّة نقد الذّات ومحاسبتها، لجهة تقصيرها في جنب الله، وعدم أداء حقِّ الله كما يجب؛ إنّه نقد ذاتيّ كي يستزيد الإنسان من القرب إلى الله والعمل في سبيل ذلك بكلِّ وعي وإخلاص.

إنَّ على الإنسان أن يعترف على الدّوام بخطئه، ويقرّ بذنوبه أمام نفسه وربّه، ولا يصرَّ على المعاصي، بل يكون الإقرار بها فرصةً لتجديد العهد مع الله تعالى على اكتساب الحسنات، وإذا ما تأمَّل المرء في سوء أعماله واتّباعه لهواه، يرى حجم الذلّ الّذي تقع النّفس فيه جرّاء ضعف النّفس أمام جموح الشّهوات، فالطلب والسّؤال يبقى من الله تعالى أن يعصم النّفوس من طول الأمل في الدنيا، والذي يشكِّل المفتاح أمام جنوح النّفس إلى الغفلة والفتنة بالمظاهر الزّائلة، حيث تخلد النّفس إلى الدّنيا، فتستعبدها الحياة وتقيِّدها.

ويظلّ الاعتراف أمام الله في السّرّ والعلانية مدعاةً إلى تجديد اللّقاء معه، وطلب العفو والرّحمة، والإنقاذ من الضَّلالات، فلا ملجأ في الوجود إلا إليه، فهو حصن التّائبين، وموضع حاجات الطّالبين.

وحول ما تقدَّم، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "ففي هذا الدّعاء، يواجه الإنسان يومه وليله أمام ربّه، في عمليّة نقد ذاتيّ يستغرق من خلالها في كلّ أعماله، فهو يتطلّع إلى أعماله في كلّ ما ذهب من عمره، فلا يراها بالمستوى المطلوب كمّاً ونوعاً... وفي ضوء ذلك، يتطلَّع هذا الإنسان المؤمن بالله إلى ربّه، ليسأله سؤال من يملك النّفس اللاهية، فقد فتنه الهوى، وغلب عليه الأمل، واستمكنت منه الدّنيا.. ولذلك، فإنّه يسأل ربَّه سؤال الإنسان الّذي يجد الله في كلِّ شيء في وجوده، في الدّنيا والآخرة، فلا ربَّ له غيره، ولا وليَّ له دونه، ولا منقذ له منه، ولا ملجأ منه إلا إليه، ليخرج من ذلك كلّه بنفسٍ راجعةٍ إلى الله، مطيعةٍ له، واثقةٍ به، متوكِّلةٍ عليه في كلِّ أمورها".[كتاب: آفاق الرّوح، ج1، ص140-141].

من هنا، علينا ألا ندع الدّنيا تستمكن منّا بزخارفها، وألا يغلب علينا طول الأمل، بل أن نكون المؤمنين الناقدين لأنفسهم، والمحاسبين لها ليلاً نهاراً، كي نحصّنها من الشرور والمعاصي.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية