نبقى في رحاب أدعية الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، نتفيّأ في ظلالها، ونتلمَّس شفافية الرّوح ونقاءها في توجّهها الخالص إلى الباري تعالى، لتأخذ من عبق الإيمان ما يرفعها ويجعلها تعيش معنى القرب الحقيقيّ من الله.
يقول الإمام زين العابدين(ع) في دعائه: "والحمد لله الَّذي اختار لنا محاسن الخلق، وأجرى علينا طيّبات الرزق، وجعل لنا الفضيلة بالمَلَكَة على جميع الخلق، فكلّ خليقته منقادة لنا بقدرته وصائرة إلى طاعتنا بعزَّته".
منْ غير الله تعالى يستحقّ الحمد والثناء والعبادة، وهو الَّذي صوَّرنا بأحسن صورة، وأظهرنا إلى عالم الوجود بأكمل الخلق وأحسنه، بما زوّدنا به من الحواس والجوارح، وبما أنعم علينا من نعمة العقل الَّذي نعقل به الأمور، ونعبد به الله حقّ عبادته!؟ ومنْ غير الله تعالى يستحقّ الحمد والشكر على ما رزقنا من الطيّبات من الطّعام والشراب والملذّات، بما يجعلنا نعيش الطّهارة والنّظافة الروحيَّة والمعنويَّة والجسديَّة؟! فله الحمد والشّكر أوّلاً وآخراً على ملكة الإبداع والمعرفة التي كرَّمنا بها تعالى على جميع خلقه، من خلال نعمة العقل الَّذي يتحرَّك في آفاق الحياة باحثاً ومناقشاً ومتأمّلاً ودارساً ومتسائلاً، يبغي الحقّ، ويبحث عن الحقيقة، ويرفض كلّ أشكال الجهل والتخلّف والسّطحيّة والتّهميش، فالعقل هو العنصر الَّذي يتحقّق به وجود الإنسان الفعليّ في كلّ الجوانب، وهو ما يتطلّب من صاحبه أن يكون واعياً ومسؤولاً يحرّك عقله في الخطّ الصَّحيح المنفتح على رضا الله ورحمته في خدمة بلاده وعباده.
وبالعقل النّافع والإبداع جُعل كلّ ما في الكون مسخّراً للإنسان، بما جعله الله تعالى مسؤولاً عنه وأميناً عليه، وكما يقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً}(الجاثية: 13). والدَّعوة تبقى مفتوحة للجميع كي يستعملوا عقولهم فيما ينفعهم، حتى يبدعوا علماً ومعرفةً، بما يغني الوجود من حولنا، ويستعملوا حواسهم وجوارهم ومشاعرهم في سبيل تصويب مسيرة المجتمع ودفعه نحو التقدّم والرفعة.
وحول ما تقدّم، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "نجد أنَّ الله أودع في الإنسان الخصائص المتحركة، ذات الأبعاد المتنوّعة المنفتحة على الكون بالقدرة الإلهيَّة، من خلال الفرص الكثيرة الّتي أتاحها له، وأودع بالأشياء المتَّصلة بوجوده المنتشرة في ساحة قدرته، الطّاعة الذاتية الّتي تجعلها خاضعة له في ما يراد أن يحركها أو يتعامل معها أو يوجّهها إلى ما يشاء في حدود قوانينها الوجوديّة الّتي أخضعها الله لها.
وهذا ما يجعل الحمد لله في وجودنا الإنسانيّ منطلقاً في خطّيْن؛ خطّ العظمة في النظام الكونيّ المرتبط بالإنسان، وخطّ النّعمة في النّتائج الطيّبة الّتي نحصل عليها في حياتنا من خلالها، ليكون الحمد مدحاً من جهة، وشكراً من جهة أخرى مما يجتمع لنا في وعينا الإيمانيّ لآلاء الله ونعمه في مواقع حمده، وبذلك يكون للحمد جانب موضوعيّ يتَّصل بحقيقة الموجود في ذاته، وجانب ذاتي يتّصل بالإنسان في حياته". [كتاب "آفاق الروح"، ج 1، ص 45، 46].
من هنا، علينا أن نؤكّد فعلاً حضور الله فينا، من خلال الحمد والشّكر الفعليّين، عبر معرفة نِعم الله علينا، وتوظيفها بما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
نبقى في رحاب أدعية الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، نتفيّأ في ظلالها، ونتلمَّس شفافية الرّوح ونقاءها في توجّهها الخالص إلى الباري تعالى، لتأخذ من عبق الإيمان ما يرفعها ويجعلها تعيش معنى القرب الحقيقيّ من الله.
يقول الإمام زين العابدين(ع) في دعائه: "والحمد لله الَّذي اختار لنا محاسن الخلق، وأجرى علينا طيّبات الرزق، وجعل لنا الفضيلة بالمَلَكَة على جميع الخلق، فكلّ خليقته منقادة لنا بقدرته وصائرة إلى طاعتنا بعزَّته".
منْ غير الله تعالى يستحقّ الحمد والثناء والعبادة، وهو الَّذي صوَّرنا بأحسن صورة، وأظهرنا إلى عالم الوجود بأكمل الخلق وأحسنه، بما زوّدنا به من الحواس والجوارح، وبما أنعم علينا من نعمة العقل الَّذي نعقل به الأمور، ونعبد به الله حقّ عبادته!؟ ومنْ غير الله تعالى يستحقّ الحمد والشكر على ما رزقنا من الطيّبات من الطّعام والشراب والملذّات، بما يجعلنا نعيش الطّهارة والنّظافة الروحيَّة والمعنويَّة والجسديَّة؟! فله الحمد والشّكر أوّلاً وآخراً على ملكة الإبداع والمعرفة التي كرَّمنا بها تعالى على جميع خلقه، من خلال نعمة العقل الَّذي يتحرَّك في آفاق الحياة باحثاً ومناقشاً ومتأمّلاً ودارساً ومتسائلاً، يبغي الحقّ، ويبحث عن الحقيقة، ويرفض كلّ أشكال الجهل والتخلّف والسّطحيّة والتّهميش، فالعقل هو العنصر الَّذي يتحقّق به وجود الإنسان الفعليّ في كلّ الجوانب، وهو ما يتطلّب من صاحبه أن يكون واعياً ومسؤولاً يحرّك عقله في الخطّ الصَّحيح المنفتح على رضا الله ورحمته في خدمة بلاده وعباده.
وبالعقل النّافع والإبداع جُعل كلّ ما في الكون مسخّراً للإنسان، بما جعله الله تعالى مسؤولاً عنه وأميناً عليه، وكما يقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً}(الجاثية: 13). والدَّعوة تبقى مفتوحة للجميع كي يستعملوا عقولهم فيما ينفعهم، حتى يبدعوا علماً ومعرفةً، بما يغني الوجود من حولنا، ويستعملوا حواسهم وجوارهم ومشاعرهم في سبيل تصويب مسيرة المجتمع ودفعه نحو التقدّم والرفعة.
وحول ما تقدّم، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "نجد أنَّ الله أودع في الإنسان الخصائص المتحركة، ذات الأبعاد المتنوّعة المنفتحة على الكون بالقدرة الإلهيَّة، من خلال الفرص الكثيرة الّتي أتاحها له، وأودع بالأشياء المتَّصلة بوجوده المنتشرة في ساحة قدرته، الطّاعة الذاتية الّتي تجعلها خاضعة له في ما يراد أن يحركها أو يتعامل معها أو يوجّهها إلى ما يشاء في حدود قوانينها الوجوديّة الّتي أخضعها الله لها.
وهذا ما يجعل الحمد لله في وجودنا الإنسانيّ منطلقاً في خطّيْن؛ خطّ العظمة في النظام الكونيّ المرتبط بالإنسان، وخطّ النّعمة في النّتائج الطيّبة الّتي نحصل عليها في حياتنا من خلالها، ليكون الحمد مدحاً من جهة، وشكراً من جهة أخرى مما يجتمع لنا في وعينا الإيمانيّ لآلاء الله ونعمه في مواقع حمده، وبذلك يكون للحمد جانب موضوعيّ يتَّصل بحقيقة الموجود في ذاته، وجانب ذاتي يتّصل بالإنسان في حياته". [كتاب "آفاق الروح"، ج 1، ص 45، 46].
من هنا، علينا أن نؤكّد فعلاً حضور الله فينا، من خلال الحمد والشّكر الفعليّين، عبر معرفة نِعم الله علينا، وتوظيفها بما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.