تمضي أيَّام الشَّهر الفضيل وساعاته، على أمل أن يكون المرء قد استفاد حقيقةً من الرَّحمة والمغفرة والبركة الّتي يختصّ بها شهر الصّيام، ومن الفوائد المفترض أن يكون قد أقبل عليها المؤمن، "صلة القربى"، من أهل وأقارب وأصدقاء وجيران، فيحسن إلى الأبوين والأخوة كأشدّ ما يكون الإحسان؛ إحسان الكلمة الطيّبة، واليد الكريمة الرَّحيمة، والشّعور العاطفي النّبيل والمخلص..
ويحسن إلى أقاربه، فيصلهم ويزورهم، ويتفقّد أحوالهم، ويخفّف عنهم مشاكلهم، ويشاركهم آلامهم وآمالهم، كما ويصل جيرانه بالسّؤال عنهم، والتودّد إليهم، ومشاركتهم في السرّاء والضرّاء، وأيضاً يحسن إلى أصدقائه ومعارفه، فيسأل عن أخبارهم، ويتواصل معهم على كلّ خير.
ولو افترضنا كان هناك مشاكل وتعقيدات بين الأبناء والأهل، أو بين الأهل والأقارب والجيران، فإنّ الصّوم الّذي يربّينا على الصّبر والتحمّل، والتجمّل بأخلاقيّات الإسلام، يطلب من الجميع أن يعملوا بمقتضى روح الشّريعة، لجهة نبذ كلّ الخلافات والانفتاح على الآخر، واستعمال لغة الحوار الهادئ، ونزع البغضاء والضّغائن من القلوب والنّفوس، وعدم الإساءة إلى الآخرين حتّى ولو أساؤوا هم، بل استيعابهم ومعاملتهم بالّتي هي أحسن، والتقرّب إليهم، وإشاعة أجواء المودّة والرّحمة بين النّاس جميعاً.
وقد وردت النّصوص الدينيّة الكثيرة الّتي تؤكّد صلة الرّحم، باعتبارها قيمة إسلاميّة وإنسانيّة كبيرة، ففي الحديث المرويّ عن الرّسول(ص): "لا يدخل الجنّة قاطع رحِم".. وعن الإمام زين العابدين(ع): "يا بنيّ، لا تصحبنّ قاطع رحم، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله".
فهل نصل اليوم أرحامنا؟ هل يتواصل الأبناء مع أهلهم ويتراحمون معهم، وهل يصل الأقارب بعضهم بعضاً؟ وهل نصل جيراننا؟ للأسف، فإنّنا اليوم نجد الكثير من المواقف المؤلمة لجهة قطيعة الرّحم وعدم وصلها بما يرضي الله، ونعثر على كثير من المشاكل حتّى بين الأولاد والأهل، فيتباغضون ويتباعدون، والحال عينها بين الأقارب.
كلّ هذا لا يعبِّر البتّةَ عن أخلاقيّات الإسلام والإنسان، وعن أخلاقيّات الصّوم الّتي هي في أدقّ صورها وتعاليمها تدعو إلى صلة الرّحم، ووصل النّاس بعضهم البعض في علاقات تسودها لغة المحبّة والتّعاون والاحترام، فلا يعقل أن يتوجّه المرء إلى خالقه، ويمارس العبادات، ومنها فريضة الصّيام، وهو قاطع لأرحامه، ففي ذلك الخسران الكبير، والابتعاد الكلّيّ عن موطن رضا الله تعالى والقرب منه.
إنَّ مجتمع الصَّائمين هو مجتمع المتراحمين المتواصلين المتحابّين، الّذين يؤكّدون صلة الرّحم في كلّ مواقفهم وأوضاعهم وسلوكيّاتهم كقيمةٍ حضّ عليها الإسلام، ودعا جاهداً للسّير بها خدمةً للواقع الإنساني كلّه، فإذا أردت أن تتقرَّب من الله تعالى، فانظر إلى صلة القربى.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
تمضي أيَّام الشَّهر الفضيل وساعاته، على أمل أن يكون المرء قد استفاد حقيقةً من الرَّحمة والمغفرة والبركة الّتي يختصّ بها شهر الصّيام، ومن الفوائد المفترض أن يكون قد أقبل عليها المؤمن، "صلة القربى"، من أهل وأقارب وأصدقاء وجيران، فيحسن إلى الأبوين والأخوة كأشدّ ما يكون الإحسان؛ إحسان الكلمة الطيّبة، واليد الكريمة الرَّحيمة، والشّعور العاطفي النّبيل والمخلص..
ويحسن إلى أقاربه، فيصلهم ويزورهم، ويتفقّد أحوالهم، ويخفّف عنهم مشاكلهم، ويشاركهم آلامهم وآمالهم، كما ويصل جيرانه بالسّؤال عنهم، والتودّد إليهم، ومشاركتهم في السرّاء والضرّاء، وأيضاً يحسن إلى أصدقائه ومعارفه، فيسأل عن أخبارهم، ويتواصل معهم على كلّ خير.
ولو افترضنا كان هناك مشاكل وتعقيدات بين الأبناء والأهل، أو بين الأهل والأقارب والجيران، فإنّ الصّوم الّذي يربّينا على الصّبر والتحمّل، والتجمّل بأخلاقيّات الإسلام، يطلب من الجميع أن يعملوا بمقتضى روح الشّريعة، لجهة نبذ كلّ الخلافات والانفتاح على الآخر، واستعمال لغة الحوار الهادئ، ونزع البغضاء والضّغائن من القلوب والنّفوس، وعدم الإساءة إلى الآخرين حتّى ولو أساؤوا هم، بل استيعابهم ومعاملتهم بالّتي هي أحسن، والتقرّب إليهم، وإشاعة أجواء المودّة والرّحمة بين النّاس جميعاً.
وقد وردت النّصوص الدينيّة الكثيرة الّتي تؤكّد صلة الرّحم، باعتبارها قيمة إسلاميّة وإنسانيّة كبيرة، ففي الحديث المرويّ عن الرّسول(ص): "لا يدخل الجنّة قاطع رحِم".. وعن الإمام زين العابدين(ع): "يا بنيّ، لا تصحبنّ قاطع رحم، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله".
فهل نصل اليوم أرحامنا؟ هل يتواصل الأبناء مع أهلهم ويتراحمون معهم، وهل يصل الأقارب بعضهم بعضاً؟ وهل نصل جيراننا؟ للأسف، فإنّنا اليوم نجد الكثير من المواقف المؤلمة لجهة قطيعة الرّحم وعدم وصلها بما يرضي الله، ونعثر على كثير من المشاكل حتّى بين الأولاد والأهل، فيتباغضون ويتباعدون، والحال عينها بين الأقارب.
كلّ هذا لا يعبِّر البتّةَ عن أخلاقيّات الإسلام والإنسان، وعن أخلاقيّات الصّوم الّتي هي في أدقّ صورها وتعاليمها تدعو إلى صلة الرّحم، ووصل النّاس بعضهم البعض في علاقات تسودها لغة المحبّة والتّعاون والاحترام، فلا يعقل أن يتوجّه المرء إلى خالقه، ويمارس العبادات، ومنها فريضة الصّيام، وهو قاطع لأرحامه، ففي ذلك الخسران الكبير، والابتعاد الكلّيّ عن موطن رضا الله تعالى والقرب منه.
إنَّ مجتمع الصَّائمين هو مجتمع المتراحمين المتواصلين المتحابّين، الّذين يؤكّدون صلة الرّحم في كلّ مواقفهم وأوضاعهم وسلوكيّاتهم كقيمةٍ حضّ عليها الإسلام، ودعا جاهداً للسّير بها خدمةً للواقع الإنساني كلّه، فإذا أردت أن تتقرَّب من الله تعالى، فانظر إلى صلة القربى.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .