شهر الصّيام من أقدس الأزمنة عند الله تعالى، بما خصّه وميَّزه على بقيّة الشّهور من فضائل، وقد جعله رحمةً لعباده إذا ما أحسنوا الانفتاح عليها والتّعامل معها، ومن هذه الفضائل والميزات، أن يعمل على تهذيب نفس الإنسان وروحه، وتخليصها من الموبقات والآثام، وإراحتها من مساوئ الأخلاق، ومن ذلك الكذب.
فالكذب هو نقيض الصِّدق، والّذي بيَّن تعالى في كتابه العزيز أنَّه ليس من صفات المؤمنين العاملين، قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النَّحل: 105]، فالأصل في المؤمن هو أن يكون صادقاً مع نفسه وربِّه في كلّ مواقفه وحركاته وسكناته، فالصّدق هو عنوان المؤمن وهويّته الأصيلة، إذ يمثّل عمق ارتباطه بجوهر الإسلام وروحه.
فلا يعقل أن يكون المؤمن كاذباً، لأنَّ ذلك يناقض كمال إيمانه، لا بل يهدِّمه ويحرِّفه عن مساره الطّبيعيّ في أن يكون صادقاً في كلامه ومواقفه وسلوكيَّاته، صادقاً بإطلاقه الكلام الّذي لا يزوِّر الحقائق، ولا يوقع الفتنة بين النَّاس، صادقاً مع جيرانه ومحيطه، فلا يطلق الوعود الكاذبة، فالمؤمن إذا وعد صدق، ويكون الصَّادق مع نفسه، فيعرف وزنها وحجمها، ويقف عند حدِّه، ولا يتجاوزه فيمارس إذ ذاك التكبّر والخيلاء.
ويكون الصَّادق مع ربِّه، فيلتزم بأوامره وتعاليمه ولا يحرِّفها، فيكون مثال المؤمن المخلص الملتزم بالصِّدق فيما يأخذ من الشَّريعة على مستوى النظريَّة والقاعدة والتَّطبيق، تراه نتيجة لذلك يوافق قوله فعله.
واليوم، نحن بأمسّ الحاجة إلى أن يكون الصِّدق هو المقياس والحاكم لعلاقاتنا الفرديَّة والجماعيَّة، أن يضبط علاقة الزوج بزوجته والعكس، وعلاقة الأهل وأولادهم، وعلاقة النّاس ببعضهم البعض، ففي ذلك تعزيز لروح التّعاون والمودّة والرّحمة والسّلام، وتقوية لأسس البنيان الاجتماعي، فالمجتمع القائم على الصّدق هو المجتمع النّاجح السّائر في طريق الحقّ والهداية، البعيد عن كلّ ضعف وسقوط.
إنّ الصّدق قيمة إسلاميّة وإنسانيّة كبيرة وعظيمة، تمنح الإنسان القوّة والمصداقيّة والاتّزان، وتعبّر عن كمال وجوده ككائن مسؤول وواعٍ لدوره.
إنّ مجتمع الصّائمين هو مجتمع الصّادقين الّذين يصدقون القول بالفعل، ويعملون على أن يعمّ الصّدق كلّ مناحي الحياة، ويجاهدون كلّ أنواع الضّغوطات مهما كانت، في سبيل الحفاظ على أمانتهم وصدقهم مع أنفسهم وخالقهم والوجود من حولهم.
فهلاّ نكون من المؤمنين الصّادقين المخلصين في كلّ واقعنا؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
شهر الصّيام من أقدس الأزمنة عند الله تعالى، بما خصّه وميَّزه على بقيّة الشّهور من فضائل، وقد جعله رحمةً لعباده إذا ما أحسنوا الانفتاح عليها والتّعامل معها، ومن هذه الفضائل والميزات، أن يعمل على تهذيب نفس الإنسان وروحه، وتخليصها من الموبقات والآثام، وإراحتها من مساوئ الأخلاق، ومن ذلك الكذب.
فالكذب هو نقيض الصِّدق، والّذي بيَّن تعالى في كتابه العزيز أنَّه ليس من صفات المؤمنين العاملين، قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النَّحل: 105]، فالأصل في المؤمن هو أن يكون صادقاً مع نفسه وربِّه في كلّ مواقفه وحركاته وسكناته، فالصّدق هو عنوان المؤمن وهويّته الأصيلة، إذ يمثّل عمق ارتباطه بجوهر الإسلام وروحه.
فلا يعقل أن يكون المؤمن كاذباً، لأنَّ ذلك يناقض كمال إيمانه، لا بل يهدِّمه ويحرِّفه عن مساره الطّبيعيّ في أن يكون صادقاً في كلامه ومواقفه وسلوكيَّاته، صادقاً بإطلاقه الكلام الّذي لا يزوِّر الحقائق، ولا يوقع الفتنة بين النَّاس، صادقاً مع جيرانه ومحيطه، فلا يطلق الوعود الكاذبة، فالمؤمن إذا وعد صدق، ويكون الصَّادق مع نفسه، فيعرف وزنها وحجمها، ويقف عند حدِّه، ولا يتجاوزه فيمارس إذ ذاك التكبّر والخيلاء.
ويكون الصَّادق مع ربِّه، فيلتزم بأوامره وتعاليمه ولا يحرِّفها، فيكون مثال المؤمن المخلص الملتزم بالصِّدق فيما يأخذ من الشَّريعة على مستوى النظريَّة والقاعدة والتَّطبيق، تراه نتيجة لذلك يوافق قوله فعله.
واليوم، نحن بأمسّ الحاجة إلى أن يكون الصِّدق هو المقياس والحاكم لعلاقاتنا الفرديَّة والجماعيَّة، أن يضبط علاقة الزوج بزوجته والعكس، وعلاقة الأهل وأولادهم، وعلاقة النّاس ببعضهم البعض، ففي ذلك تعزيز لروح التّعاون والمودّة والرّحمة والسّلام، وتقوية لأسس البنيان الاجتماعي، فالمجتمع القائم على الصّدق هو المجتمع النّاجح السّائر في طريق الحقّ والهداية، البعيد عن كلّ ضعف وسقوط.
إنّ الصّدق قيمة إسلاميّة وإنسانيّة كبيرة وعظيمة، تمنح الإنسان القوّة والمصداقيّة والاتّزان، وتعبّر عن كمال وجوده ككائن مسؤول وواعٍ لدوره.
إنّ مجتمع الصّائمين هو مجتمع الصّادقين الّذين يصدقون القول بالفعل، ويعملون على أن يعمّ الصّدق كلّ مناحي الحياة، ويجاهدون كلّ أنواع الضّغوطات مهما كانت، في سبيل الحفاظ على أمانتهم وصدقهم مع أنفسهم وخالقهم والوجود من حولهم.
فهلاّ نكون من المؤمنين الصّادقين المخلصين في كلّ واقعنا؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .