دينية
01/11/2013

أبرّ والديَّ ولكنَّهما يسيئان إليّ.. ماذا أفعل؟

أبرّ والديَّ ولكنَّهما يسيئان إليّ.. ماذا أفعل؟

استشارة..

أنا متزوّج، وأعيش مع أهلي في بيتٍ واحد. مشكلتي أنَّ زوجتي تقابل السّوء بأسوأ منه، وهي لا تروق لوالديَّ بسبب هذه الصفة، ما يؤثر في تعاطيهما مع ابنتي(سنة ونصف السنة)، فلا يظهران لها المقدار نفسه من الحب الذي يظهرانه لأولاد أخوتي، وأحياناً تشملني هذه التصرفات، فيساعدان أخوتي أكثر مني.

أتظاهر دائماً بأنني غير منزعج، فأسهر معهما كل يوم، ونتبادل الأحاديث، وأخفي ألمي. وفي حال حدث ما يغضبني، أعزف عن الجلوس معهما، ولكنني لا أؤذيهما أبداً، ولا يسعني إلا أن أحترمهما، لأنهما والديَّ ومن واجبي أن أبرهما. فكيف تنظرون إلى هذه المشكلة؟

وجواب..

تصدر الكثير من المجاملات عن الناس، على سبيل اللياقة والمداراة، وليس تعبيراً عن حالة واقعية من الحب والتعاطف واللهفة والإقبال على الآخر، ولا يُستثنى من ذلك القريبون منا، كالوالدين والزوجة والأولاد، فإنَّ حبنا للآخر، ورغبتنا في التواصل معه، وإبداء الاهتمام به، لا تقابل دائماً بالدرجة نفسها، أو بالحرارة نفسها، بل إن ذلك عرضة للتقلّب، وخصوصاً إذا صدر من الآخرين ما يوجب النفور منهم.

وعليه، فأنت لا تناقض نفسك عندما تظهر المودة للآخرين وتجاملهم، وخصوصاً الأهل والزوجة والأولاد، رغم أنك لا تشعر واقعياً بالتعاطف معهم، لأن المجاملة أو المداراة بهذا المعنى، وبما يتفرع عنه من لياقات اجتماعية، هي من الخلق الفاضل المقبول إنسانياً وإسلامياً، فقد ورد في الحديث عن النبي(ص) قوله: "أمرني ربي بمداراة الناس"، كما أن المداراة هي من جملة اللين، الذي حث الله تعالى نبيه(ص) عليه في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159]، حيث إنَّ للمداراة أثرها في إشاعة السكينة والدفء واللطف والحيوية والاستقرار على العلاقات الاجتماعيَّة، وهي من مظاهر البر المطلوب من الولد تجاه والديه، حيث لا يشترط في البر صدوره عن عاطفة واقعية، ولكن الأهم إشعار الوالدين بالطمأنينة، وعدم إيذائهما حتى بمثل النظرة والكلمة، وهذا كافٍ حتى لو خلا القلب أحياناً من حبهما.

ولا عذر لك أبداً في العزوف عن بر والديك، بحجة أنك منزعج من تصرفاتهما معك ومع زوجتك وابنتك، فإنَّ على الولد أن يبر والديه مهما كان حالهما معه ما دام يعيش معهما.

ومن جهة أخرى، فإنَّ على الزوجة التي تعيش مضطرة في بيت أهل زوجها، أن تكون رحبة الصدر وصبورة، وغير مبالية بكثير مما تراه أو تسمعه، وإلا ستبقى منزعجة دائماً، وبالأخص لو كان حماواها هما المسيئين لها، ويتوقعان منها تحمّلهما، وإظهار الاحترام لهما، وعدم الرد بوجههما. ويبقى الحل الأمثل هو أن تسكن في منزل مستقل عن أهلك، فهذا واجبك تجاه زوجته، وعليك أن تجعله في أولويات مشاريعك..

حفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير.

***

مرسل الاستشارة: حسين عبدالله.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 26 تشرين الثاني 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

أنا متزوّج، وأعيش مع أهلي في بيتٍ واحد. مشكلتي أنَّ زوجتي تقابل السّوء بأسوأ منه، وهي لا تروق لوالديَّ بسبب هذه الصفة، ما يؤثر في تعاطيهما مع ابنتي(سنة ونصف السنة)، فلا يظهران لها المقدار نفسه من الحب الذي يظهرانه لأولاد أخوتي، وأحياناً تشملني هذه التصرفات، فيساعدان أخوتي أكثر مني.

أتظاهر دائماً بأنني غير منزعج، فأسهر معهما كل يوم، ونتبادل الأحاديث، وأخفي ألمي. وفي حال حدث ما يغضبني، أعزف عن الجلوس معهما، ولكنني لا أؤذيهما أبداً، ولا يسعني إلا أن أحترمهما، لأنهما والديَّ ومن واجبي أن أبرهما. فكيف تنظرون إلى هذه المشكلة؟

وجواب..

تصدر الكثير من المجاملات عن الناس، على سبيل اللياقة والمداراة، وليس تعبيراً عن حالة واقعية من الحب والتعاطف واللهفة والإقبال على الآخر، ولا يُستثنى من ذلك القريبون منا، كالوالدين والزوجة والأولاد، فإنَّ حبنا للآخر، ورغبتنا في التواصل معه، وإبداء الاهتمام به، لا تقابل دائماً بالدرجة نفسها، أو بالحرارة نفسها، بل إن ذلك عرضة للتقلّب، وخصوصاً إذا صدر من الآخرين ما يوجب النفور منهم.

وعليه، فأنت لا تناقض نفسك عندما تظهر المودة للآخرين وتجاملهم، وخصوصاً الأهل والزوجة والأولاد، رغم أنك لا تشعر واقعياً بالتعاطف معهم، لأن المجاملة أو المداراة بهذا المعنى، وبما يتفرع عنه من لياقات اجتماعية، هي من الخلق الفاضل المقبول إنسانياً وإسلامياً، فقد ورد في الحديث عن النبي(ص) قوله: "أمرني ربي بمداراة الناس"، كما أن المداراة هي من جملة اللين، الذي حث الله تعالى نبيه(ص) عليه في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159]، حيث إنَّ للمداراة أثرها في إشاعة السكينة والدفء واللطف والحيوية والاستقرار على العلاقات الاجتماعيَّة، وهي من مظاهر البر المطلوب من الولد تجاه والديه، حيث لا يشترط في البر صدوره عن عاطفة واقعية، ولكن الأهم إشعار الوالدين بالطمأنينة، وعدم إيذائهما حتى بمثل النظرة والكلمة، وهذا كافٍ حتى لو خلا القلب أحياناً من حبهما.

ولا عذر لك أبداً في العزوف عن بر والديك، بحجة أنك منزعج من تصرفاتهما معك ومع زوجتك وابنتك، فإنَّ على الولد أن يبر والديه مهما كان حالهما معه ما دام يعيش معهما.

ومن جهة أخرى، فإنَّ على الزوجة التي تعيش مضطرة في بيت أهل زوجها، أن تكون رحبة الصدر وصبورة، وغير مبالية بكثير مما تراه أو تسمعه، وإلا ستبقى منزعجة دائماً، وبالأخص لو كان حماواها هما المسيئين لها، ويتوقعان منها تحمّلهما، وإظهار الاحترام لهما، وعدم الرد بوجههما. ويبقى الحل الأمثل هو أن تسكن في منزل مستقل عن أهلك، فهذا واجبك تجاه زوجته، وعليك أن تجعله في أولويات مشاريعك..

حفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير.

***

مرسل الاستشارة: حسين عبدالله.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 26 تشرين الثاني 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية