دينية
17/05/2013

وحدة الشَّرائع في الخطوط العامَّة

وحدة الشَّرائع في الخطوط العامَّة

استشارة..

قد لا يكون نزول الكتب السماويَّة في أزمنة وعصور مختلفة برهاناً على أنَّ لكلِّ نبي ديناً جاء به إلى قومه، فلا يختلف اثنان على ما جاء في صحف إبراهيم وموسى(ع)، ولكنَّ الاختلاف هو حول ما إذا كان ما ورد في الإنجيل هو ذاته ما جاء في القرآن، في الوقت الذي يعدّ القرآن شاملاً لكلّ ما جاء من كتب، فالقرآن كلام الله، كما الكتب السماوية التي سبقت، وقول القرآن إنَّ الدين عند الله هو الإسلام، لا يعني أنَّ النبي إبراهيم(ع)، أو موسى بن عمران، أو عيسى بن مريم، لم يكونوا من المسلمين أو أتوا بدين آخر.

من جهةٍ ثانية، إنَّ مرسل المصطفى محمَّد(ص) هو نفسه مرسل الأنبياء والمرسلين. فهل ما جاء النبي إبراهيم(ع) يختلف عما جاء به النبي عيسى بن مريم وغيره من الأنبياء؟

وجواب..

لا ريب في تعدّد الأنبياء والرسل (صلوات الله عليهم أجمعين) على مدى العصور، حتى بلغوا مئة وأربعة وعشرين ألف نبي، كما ذكر في بعض الأحاديث الشّريفة، حيث واكب الأنبياء الإنسان في مختلف أدوار تطوره الثقافي والحضاري، وتواجدوا إلى جانبه لهدايته إلى طريق الحق، وتقويم ما قد تعترض سيرته الفردية والأسرية والاجتماعية من أخطاء. وقد أكَّد القرآن وحدة العقيدة الدينية القائمة على الإيمان بالله الواحد وبالأنبياء والملائكة والكتب الموحى بها واليوم الآخر والشرائع المفروضة على الناس.

ومن الأمور المؤكدة وحدة هذه الشرائع في الخطوط التشريعية العامة، مثل وجوب الصدق والعدل والأمانة والمودة والنصيحة والصلاة والصوم والجهاد والزكاة وما أشبه ذلك، وحرمة الكذب والظلم والخيانة والبغضاء والغش والزنى وترك ذكر الله تعالى وعدم التعبّد له.

نعم، أكد القرآن الكريم وجود الاختلاف في بعض الأمور التشريعية، ولكن دون خوضه في جميع التفاصيل، بل ذكر بعضها على نحو الإجمال، ومن ذلك ما ورد على لسان النبي عيسى(ع): {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}[آل عمران: 50].

وعلى العموم، فإنّ ما قلناه هو موضع اتفاق العلماء، ولا خلاف في ذلك بينهم.

***

مرسل الاستشارة: باقر.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 6 أيار 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

قد لا يكون نزول الكتب السماويَّة في أزمنة وعصور مختلفة برهاناً على أنَّ لكلِّ نبي ديناً جاء به إلى قومه، فلا يختلف اثنان على ما جاء في صحف إبراهيم وموسى(ع)، ولكنَّ الاختلاف هو حول ما إذا كان ما ورد في الإنجيل هو ذاته ما جاء في القرآن، في الوقت الذي يعدّ القرآن شاملاً لكلّ ما جاء من كتب، فالقرآن كلام الله، كما الكتب السماوية التي سبقت، وقول القرآن إنَّ الدين عند الله هو الإسلام، لا يعني أنَّ النبي إبراهيم(ع)، أو موسى بن عمران، أو عيسى بن مريم، لم يكونوا من المسلمين أو أتوا بدين آخر.

من جهةٍ ثانية، إنَّ مرسل المصطفى محمَّد(ص) هو نفسه مرسل الأنبياء والمرسلين. فهل ما جاء النبي إبراهيم(ع) يختلف عما جاء به النبي عيسى بن مريم وغيره من الأنبياء؟

وجواب..

لا ريب في تعدّد الأنبياء والرسل (صلوات الله عليهم أجمعين) على مدى العصور، حتى بلغوا مئة وأربعة وعشرين ألف نبي، كما ذكر في بعض الأحاديث الشّريفة، حيث واكب الأنبياء الإنسان في مختلف أدوار تطوره الثقافي والحضاري، وتواجدوا إلى جانبه لهدايته إلى طريق الحق، وتقويم ما قد تعترض سيرته الفردية والأسرية والاجتماعية من أخطاء. وقد أكَّد القرآن وحدة العقيدة الدينية القائمة على الإيمان بالله الواحد وبالأنبياء والملائكة والكتب الموحى بها واليوم الآخر والشرائع المفروضة على الناس.

ومن الأمور المؤكدة وحدة هذه الشرائع في الخطوط التشريعية العامة، مثل وجوب الصدق والعدل والأمانة والمودة والنصيحة والصلاة والصوم والجهاد والزكاة وما أشبه ذلك، وحرمة الكذب والظلم والخيانة والبغضاء والغش والزنى وترك ذكر الله تعالى وعدم التعبّد له.

نعم، أكد القرآن الكريم وجود الاختلاف في بعض الأمور التشريعية، ولكن دون خوضه في جميع التفاصيل، بل ذكر بعضها على نحو الإجمال، ومن ذلك ما ورد على لسان النبي عيسى(ع): {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}[آل عمران: 50].

وعلى العموم، فإنّ ما قلناه هو موضع اتفاق العلماء، ولا خلاف في ذلك بينهم.

***

مرسل الاستشارة: باقر.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 6 أيار 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية