دينية
28/05/2013

ما هو المغزى من الصَّلاة!؟

ما هو المغزى من الصَّلاة!؟

استشارة..

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أواجه مشكلة وهي عدم قدرتي على الالتزام الديني، ولا سيما أداء الصلاة، على الرغم من قوة إيماني بالله وسعيي الدائم للقيام بكل ما يرضيه، إضافةً إلى أنَّني أتوكّل عليه في كل ما أفعله، وأحمده عند كل خير أو ضرر. أنا أتساءل عن مغزى أداء هذه الصلاة بشكلٍ روتيني، وأعتقد أن دعائي لله في كل ما أفعل، هو فعل الصلاة الحقيقي، حيث أشعر بضعفي وخشوعي لربي، وإن لم أتوضأ وأسجد باتجاه القبلة.

وجواب..

تنطلق فكرة الصَّلاة من وعينا ومعرفتنا بالله تعالى وبما هو عليه من صفات الجلال والعظمة، والتي وصلت إلى حوالى 99 صفة واسماً، وهي ما يصطلح عليه بأسماء الله الحسنى، والتي تشمل كل وصف جميل وجليل، فإذا وعيت كمؤمن هذه الصفات وأدركت عظيم معانيها، فمن المفترض أن يملأ قلبك حب صاحب هذه الصفات، ويتحرك لسانك تسبيحاً باسمه وتلذذاً بذكره. والصلاة الإسلامية تحقق وتجسّد إدراك المؤمن لجلال الله وخشوع القلب له وتحرك اللسان بذكره، وهي حالة تلقائية تحدث من المؤمن بشكل عفوي حتى لو لم يؤمر بها، وهي تشبه حالة العاشق لحبيبته، حيث يدفعه حبه لها وتقديره وإعجابه بصفاتها وجمالها، إلى أن يذكرها ويتغزل بمحاسنها في حضورها وغيبتها، في كلام شاعري منثور أو منظوم.

وسيلام المحبّ لله تعالى، كما يلام العاشق، إذا كتم حبَّه في قلبه ولم يظهره على لسانه، ليعبّر عنه كلاماً جميلاً وذكراً عاطراً، من خلال الصلاة الإسلاميّة، حيث يذكر الله تعالى تكبيراً وحمداً وإقراراً بالعبودية وطلباً للهداية، منذ أول كلمة فيها وهي "الله أكبر"، إلى آخر كلمة فيها وهي "السلام عليكم"، والتي تعبر عن دور هذه العبادة في تعزيز الصلات الاجتماعية بين المؤمنين وقيامها على السلام والأمن، لا على العنف والحرب والرفض للآخر.

فإذاً، الجهة الأولى التي ركَّزنا عليها هي أنَّ فكرة الصَّلاة وتشريعها في الإسلام بطريقتها المعروفة، تهدف إلى التعبير عن العقيدة التي فطرنا الله عليها، وعن ذكر الله بصفاته وأسمائه الحسنى، وعن تأكيد عبوديتنا له وطلبنا منه الهداية والتَّسديد، وذلك حيث لا يكفي بقاء هذه العقيدة مجرد فكرة في القلب.

وأما الجهة الثانية، فهي أنَّ الصلاة وسيلة لشكر الله تعالى على نعمه، ذلك أنَّنا من موقع اعتقادنا بأنه هو المنعم والخالق والمدبر لهذا الكون، يجب علينا أن نحمده على نعمه التي لا تحصى، حيث إنه من القبيح عقلاً أن تترك شكر المنعم عليك، وهو أمر عقلائي وفطري يشبه توجهك لشكر الإنسان الذي ساعدك، إذ إنك تشعر بوجوب شكرك له اعترافاً منك بجميله عليك، وحيث إنّ فضل الله كبير على الإنسان، فلا بد له من شكره كما أمر، أي بطريقة الصلاة الإسلامية التي يمتزج فيها الروح والجسد والفكر والمشاعر في عمل واحد، يتم من خلاله ذكر الله وحمده وتقديسه، ذكراً جميلاً وركوعاً خاشعاً وسجوداً خاضعاً، فتكون الصلاة بذلك من أهم الفرائض بسبب ما فيها من عظيم الفوائد.

***

مرسل الاستشارة: ع.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 22 أيار 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أواجه مشكلة وهي عدم قدرتي على الالتزام الديني، ولا سيما أداء الصلاة، على الرغم من قوة إيماني بالله وسعيي الدائم للقيام بكل ما يرضيه، إضافةً إلى أنَّني أتوكّل عليه في كل ما أفعله، وأحمده عند كل خير أو ضرر. أنا أتساءل عن مغزى أداء هذه الصلاة بشكلٍ روتيني، وأعتقد أن دعائي لله في كل ما أفعل، هو فعل الصلاة الحقيقي، حيث أشعر بضعفي وخشوعي لربي، وإن لم أتوضأ وأسجد باتجاه القبلة.

وجواب..

تنطلق فكرة الصَّلاة من وعينا ومعرفتنا بالله تعالى وبما هو عليه من صفات الجلال والعظمة، والتي وصلت إلى حوالى 99 صفة واسماً، وهي ما يصطلح عليه بأسماء الله الحسنى، والتي تشمل كل وصف جميل وجليل، فإذا وعيت كمؤمن هذه الصفات وأدركت عظيم معانيها، فمن المفترض أن يملأ قلبك حب صاحب هذه الصفات، ويتحرك لسانك تسبيحاً باسمه وتلذذاً بذكره. والصلاة الإسلامية تحقق وتجسّد إدراك المؤمن لجلال الله وخشوع القلب له وتحرك اللسان بذكره، وهي حالة تلقائية تحدث من المؤمن بشكل عفوي حتى لو لم يؤمر بها، وهي تشبه حالة العاشق لحبيبته، حيث يدفعه حبه لها وتقديره وإعجابه بصفاتها وجمالها، إلى أن يذكرها ويتغزل بمحاسنها في حضورها وغيبتها، في كلام شاعري منثور أو منظوم.

وسيلام المحبّ لله تعالى، كما يلام العاشق، إذا كتم حبَّه في قلبه ولم يظهره على لسانه، ليعبّر عنه كلاماً جميلاً وذكراً عاطراً، من خلال الصلاة الإسلاميّة، حيث يذكر الله تعالى تكبيراً وحمداً وإقراراً بالعبودية وطلباً للهداية، منذ أول كلمة فيها وهي "الله أكبر"، إلى آخر كلمة فيها وهي "السلام عليكم"، والتي تعبر عن دور هذه العبادة في تعزيز الصلات الاجتماعية بين المؤمنين وقيامها على السلام والأمن، لا على العنف والحرب والرفض للآخر.

فإذاً، الجهة الأولى التي ركَّزنا عليها هي أنَّ فكرة الصَّلاة وتشريعها في الإسلام بطريقتها المعروفة، تهدف إلى التعبير عن العقيدة التي فطرنا الله عليها، وعن ذكر الله بصفاته وأسمائه الحسنى، وعن تأكيد عبوديتنا له وطلبنا منه الهداية والتَّسديد، وذلك حيث لا يكفي بقاء هذه العقيدة مجرد فكرة في القلب.

وأما الجهة الثانية، فهي أنَّ الصلاة وسيلة لشكر الله تعالى على نعمه، ذلك أنَّنا من موقع اعتقادنا بأنه هو المنعم والخالق والمدبر لهذا الكون، يجب علينا أن نحمده على نعمه التي لا تحصى، حيث إنه من القبيح عقلاً أن تترك شكر المنعم عليك، وهو أمر عقلائي وفطري يشبه توجهك لشكر الإنسان الذي ساعدك، إذ إنك تشعر بوجوب شكرك له اعترافاً منك بجميله عليك، وحيث إنّ فضل الله كبير على الإنسان، فلا بد له من شكره كما أمر، أي بطريقة الصلاة الإسلامية التي يمتزج فيها الروح والجسد والفكر والمشاعر في عمل واحد، يتم من خلاله ذكر الله وحمده وتقديسه، ذكراً جميلاً وركوعاً خاشعاً وسجوداً خاضعاً، فتكون الصلاة بذلك من أهم الفرائض بسبب ما فيها من عظيم الفوائد.

***

مرسل الاستشارة: ع.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 22 أيار 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية