استشارة..
تحجّبت منذ مدّة قصيرة، ولكنّي أنوي تركه بعد أن أخبرني أحد الشّيوخ أني لو كنت تحجّبت من أجل النّاس، فحجابي بلا معنى، بل يجب أن أتحجّب قربةً إلى الله. بصراحة، ورغم محاولتي فهم ما قاله، إلّا أنّي لم أفهم، وبصراحة أكثر، أنا لا أرى الحجاب سوى عبء.
أنا بطبيعتي محتشمة ولا أهوى لفت الأنظار، بل إنّي أكره نظرة الشَّهوة، وكان موضوع اللّبس يقلقني أحياناً، عندما لا تكون الملابس بحدّ ذاتها رادعاً للرّجل، فهناك مجتمعات يتصرّف فيها الرّجل كالحيوان في التّعاطي مع غرائزه، ووصلتُ إلى نتيجة أنها مشكلة الرّجل وليست مشكلتي، لأنّ الرّجل أيضاً مأمور بغضّ البصر.
الموضوع يضايقني جدّاً، لأنّه كان من المفروض أن يشعرني الحجاب بالرّاحة كما قيل لي، ولكنّي لا أشعر بذلك، بل أصبحت مشتّتة، وأفكّر معظم الوقت في التمرّد على ما فعلته.
أرجو توضيح مسألة الحجاب ببساطة؛ هل هي فرض كالصَّوم والصَّلاة دون شرط أن تنبع من القلب؟ ولماذا فُرِض على المرأة أن تتحجَّب كي تُقبَل في مجتمع إسلاميّ، ولم يفرض ذلك على الرّجل، ولماذا سلّط الإسلام الرّجل على المرأة؟ ثمّ، أليس الرّجل فتنة للمرأة أيضاً، كما هي فتنة له؟
أنا حزينة معظم الوقت بسبب حجابي، وبعكس من يقولون إنَّ الحجاب أعطى المرأة الحرية، فإنّي أشعر بأنَّه يكبّلني، وأشعر بغضب طوال الوقت. كما أنّي بحسب فهمي للقرآن، لا أجد فيه ما يوجب الحجاب، بل الحشمة فقط.
وجواب..
قد ثبت عندنا أنَّ الله تعالى هو المشرِّع الوحيد، وأنَّ الأنبياء(ع) يقتصر دورهم على تلقّي الوحي والتّشريع منه تعالى وتبليغه للنّاس. ولذا، فإنَّ على المؤمن أن يتقبّل أحكام الشّريعة جميعها، حتى لو لم يفهم الحكمة منها، والحجاب هو واحد من هذه التّشريعات التي ثبت أمر المرأة بها بالنّصوص الصّحيحة، ولا ينبغي لك ما دمت مؤمنة بالله تعالى ورسوله(ص)، أن تتضايقي من تشريع واضح وحاسم، كما لا ينبغي لك أن تفسّريه وتفهميه بالطّريقة الواردة في رسالتك، وإذا كنت تقبلين ستر معظم جسدك، مثلما يفعل الرّجال، فلماذا يزعجك لو زدت على ذلك غطاء الرّأس. ألا ترين كثيراً من الدّيانات يلتزم فيها الرجل بستر رأسه، وخصوصاً علماء الدّين بل وأحياناً يلتزم الرجال ستر الرأس بفعل التّقاليد؟ وربما لم يوجب ستر الرأس على الرّجل، لأنّه سيضطرّ للعمل في الخارج في مختلف الأعمال التي يعيقه عنها ستر الرأس.
والإسلام أكرم المرأة وساواها بالرّجل ورفع من شأنها، ولم يُسلِّط عليها الرّجل كما تقولين، بل التقاليد غير الإسلاميّة هي المسؤولة عن ذلك، ويمكنك التوسّع في هذا الموضوع بقراءة كتابنا (دنيا المرأة).
كما أنّني أعتقد أنّ الرجل فتنة للمرأة كما هي المرأة فتنة للرّجل، وأنّ الفتنة لا تقتصر على الجسد، بل على الشّخص كلّه بتصرّفاته وإيحاءاته للآخرين.
***
مرسلة الاستشارة: .....
نوع الاستشارة: دينيّة.
المجيب عنها: سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
تحجّبت منذ مدّة قصيرة، ولكنّي أنوي تركه بعد أن أخبرني أحد الشّيوخ أني لو كنت تحجّبت من أجل النّاس، فحجابي بلا معنى، بل يجب أن أتحجّب قربةً إلى الله. بصراحة، ورغم محاولتي فهم ما قاله، إلّا أنّي لم أفهم، وبصراحة أكثر، أنا لا أرى الحجاب سوى عبء.
أنا بطبيعتي محتشمة ولا أهوى لفت الأنظار، بل إنّي أكره نظرة الشَّهوة، وكان موضوع اللّبس يقلقني أحياناً، عندما لا تكون الملابس بحدّ ذاتها رادعاً للرّجل، فهناك مجتمعات يتصرّف فيها الرّجل كالحيوان في التّعاطي مع غرائزه، ووصلتُ إلى نتيجة أنها مشكلة الرّجل وليست مشكلتي، لأنّ الرّجل أيضاً مأمور بغضّ البصر.
الموضوع يضايقني جدّاً، لأنّه كان من المفروض أن يشعرني الحجاب بالرّاحة كما قيل لي، ولكنّي لا أشعر بذلك، بل أصبحت مشتّتة، وأفكّر معظم الوقت في التمرّد على ما فعلته.
أرجو توضيح مسألة الحجاب ببساطة؛ هل هي فرض كالصَّوم والصَّلاة دون شرط أن تنبع من القلب؟ ولماذا فُرِض على المرأة أن تتحجَّب كي تُقبَل في مجتمع إسلاميّ، ولم يفرض ذلك على الرّجل، ولماذا سلّط الإسلام الرّجل على المرأة؟ ثمّ، أليس الرّجل فتنة للمرأة أيضاً، كما هي فتنة له؟
أنا حزينة معظم الوقت بسبب حجابي، وبعكس من يقولون إنَّ الحجاب أعطى المرأة الحرية، فإنّي أشعر بأنَّه يكبّلني، وأشعر بغضب طوال الوقت. كما أنّي بحسب فهمي للقرآن، لا أجد فيه ما يوجب الحجاب، بل الحشمة فقط.
وجواب..
قد ثبت عندنا أنَّ الله تعالى هو المشرِّع الوحيد، وأنَّ الأنبياء(ع) يقتصر دورهم على تلقّي الوحي والتّشريع منه تعالى وتبليغه للنّاس. ولذا، فإنَّ على المؤمن أن يتقبّل أحكام الشّريعة جميعها، حتى لو لم يفهم الحكمة منها، والحجاب هو واحد من هذه التّشريعات التي ثبت أمر المرأة بها بالنّصوص الصّحيحة، ولا ينبغي لك ما دمت مؤمنة بالله تعالى ورسوله(ص)، أن تتضايقي من تشريع واضح وحاسم، كما لا ينبغي لك أن تفسّريه وتفهميه بالطّريقة الواردة في رسالتك، وإذا كنت تقبلين ستر معظم جسدك، مثلما يفعل الرّجال، فلماذا يزعجك لو زدت على ذلك غطاء الرّأس. ألا ترين كثيراً من الدّيانات يلتزم فيها الرجل بستر رأسه، وخصوصاً علماء الدّين بل وأحياناً يلتزم الرجال ستر الرأس بفعل التّقاليد؟ وربما لم يوجب ستر الرأس على الرّجل، لأنّه سيضطرّ للعمل في الخارج في مختلف الأعمال التي يعيقه عنها ستر الرأس.
والإسلام أكرم المرأة وساواها بالرّجل ورفع من شأنها، ولم يُسلِّط عليها الرّجل كما تقولين، بل التقاليد غير الإسلاميّة هي المسؤولة عن ذلك، ويمكنك التوسّع في هذا الموضوع بقراءة كتابنا (دنيا المرأة).
كما أنّني أعتقد أنّ الرجل فتنة للمرأة كما هي المرأة فتنة للرّجل، وأنّ الفتنة لا تقتصر على الجسد، بل على الشّخص كلّه بتصرّفاته وإيحاءاته للآخرين.
***
مرسلة الاستشارة: .....
نوع الاستشارة: دينيّة.
المجيب عنها: سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض).