مسؤولياتنا زمن الغيبة

مسؤولياتنا زمن الغيبة

ما هي مهمتنا ومسؤوليتنا في زمن الغيبة؟ لقد دلّنا الإمام (عج) على الطريق الذي يجب أن نسلكه بعد أن أجاب على أسئلة أحد الرواة، فعرّف أتباعه آنذاك في أيام السفراء الأربعة، بأن الغيبة الصغرى التي كان الناس يتصلون فيها به بشكل مباشر من خلال السفراء الأربعة قد انتهت، وأن الغيبة الكبرى قد بدأت، قال (عج) وهو يجيب هذا السائل: "وأما الحوادث الواقعة - ما يستجدّ من أحداث تحتاجون فيها إلى معرفة أحكامها وخطوطها - فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا - هؤلاء الذين جمعوا أحاديث أهل البيت (ع)، فرتّبوها ونظّموها وفهموها -فإنهم حجّتي عليكم - لأنكم لن تعيشوا في فراغ -وأنا حجّة الله".

أ ـ اتباع العلماء المخلصين:

ولذلك، فإن علينا أن نرجع إلى العلماء الذين يملكون علم الإسلام وتقواه، الذين أخلصوا لله ولرسوله، ولم يرتبطوا بسلطان جائر، ولم يخضعوا لأي حاكم ظالم، ولم يتحركوا في خط الانحراف السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، كما قال رسول الله (ص) في ما روي عنه: "العلماء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا"، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال (ص): "اتّباع السلطان - الذين يتبعون حكام الجور ويبررون لهم أفعالهم، ويؤيدونهم في مواقفهم وأوضاعهم، ويمنحونهم فتوى هنا عندما يريدون فتوى بالحرب، وفتوى هناك عندما يريدون فتوى بالسلم، بحيث يخضعون علمهم لحكام الجور - فإذا رأيتم العالم محبّاً لدنياه - لا يهتم برسالته ولا بدينه، ولا يتحرك من أجل رفعة أمته وإعزاز الإسلام، بل يهتم بمصالحه ونزواته، والحصول على المال، أجاء من حلال أو حرام، وفي البحث عن مواقع السلطة وتأييد الظالمين ضد المظلومين - فاتهموه على دينكم"، لا تتحركوا معه لتأخذوا منه الدين أو لتتبعوه في خط الدين.

ب ـ الوقوف مع المستضعفين:

الدور الثاني الذي لا بدّ أن نقف معه، هو أن نكون دائماً في عهد الغيبة مع المستضعفين في الأرض، الذين يعمل المستكبرون على مصادرة حقوقهم، وإضعاف مواقعهم واضطهاد إنسانيتهم، لأن الله تعالى يريدنا أن نقف مع المستضعفين المظلومين حتى لو كانوا كفّاراً. صحيح أنه لا بد لنا أن نقف ضد الكفر، لكن لا بدّ أن نقف ضد الظلم حتى لو كان الظالم مسلماً وكان المظلوم كافراً، فالله تعالى يريد لنا أن نعطي كل صاحب حقّ حقه، سواء كان مسلماً أو كافراً، لا يجوز لك أن تظلم الكافر في حقه إذا كان له حق عندك، كما لا يجوز لك أن تظلم المسلم في حقه إذا كان له حق عندك، وقد ورد عن أئمة أهل البيت (ع)، أن الله تعالى "أوحى إلى نبي في مملكة جبّار من الجبّارين أن ائتِ هذا الجبار وقل له إني إنما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين - لا أريد أن أسمع مظلوماً يشكو إلي في ظل حكمك - فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفّاراً"، لأن الله تعالى يريد العدل للناس جميعاً، كما يريد الإيمان للناس جميعاً.

لذلك، لا بد أن نكون مع المستضعفين في الأرض ضد المستكبرين فيها، لأن الله تعالى يرفض الاستكبار من كل إنسان؛ يرفضه من المسلمين كما من الكافرين، لأن الاستكبار يمثل علوّ الإنسان على الإنسان، والله لا يريد لإنسان أن يعلو على إنسان آخر، وقد قال الله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين}.

ج ـ إقامة العدل:

والدور الثالث، أن رسالة الإمام (عج) هي رسالة الإسلام في إقامة العدل في الأرض، {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى}، {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}، فالإمام ينطلق ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فمن أراد أن يكون من جنوده وأتباعه، فعليه أن لا يظلم أحداً ممن يعيش معه؛ أن لا يظلم عياله في بيته، ولا جيرانه في محلّته، وأن لا يظلم الذين يكونون تحت سلطته عندما يحكم، أو في موقع قضائه عندما يقضي. إذا كنت الظالم لزوجتك وأولادك أو جيرانك، فكيف تكون من جنوده؟ جنوده هم العادلون، السائرون في طريق الحق.

لذلك، اعرفوا ما هي حقوق الناس عندكم؛ عندما تعيش مع أبويك، فاعرف حقهما عليك وحقك عليهما، وعندما تتزوج، اعرف حق زوجتك عليك وحقك عليها. لا بدّ أن نعرف حقوق الناس لنعطي لكل ذي حق حقه، سواء كان صغيراً أو كبيراً. علينا أن نربي أنفسنا ومجتمعنا على العدل، وليكون كلٌّ منا الإنسان العادل، ليكون مجتمعنا المجتمع العادل، وأمتنا الأمة العادلة.

إن انتظار الإمام (عج) يفرض علينا أن نعدَّ أنفسنا على أساس المواصفات التي يتميّز بها أنصاره وأتباعه والسائرون في طريقه، لأننا عندما نكون الظالمين، صغيراً كان الظلم أو كبيراً، فإننا سوف نكون في الخط الآخر، خط أعدائه لا خط شيعته وأتباعه، وهذا ما ينبغي لنا أن نفكّر فيه.

اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة، واجعلنا من أتباعه والمستَشهدين بين يديه والسائرين في طريقه.

ما هي مهمتنا ومسؤوليتنا في زمن الغيبة؟ لقد دلّنا الإمام (عج) على الطريق الذي يجب أن نسلكه بعد أن أجاب على أسئلة أحد الرواة، فعرّف أتباعه آنذاك في أيام السفراء الأربعة، بأن الغيبة الصغرى التي كان الناس يتصلون فيها به بشكل مباشر من خلال السفراء الأربعة قد انتهت، وأن الغيبة الكبرى قد بدأت، قال (عج) وهو يجيب هذا السائل: "وأما الحوادث الواقعة - ما يستجدّ من أحداث تحتاجون فيها إلى معرفة أحكامها وخطوطها - فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا - هؤلاء الذين جمعوا أحاديث أهل البيت (ع)، فرتّبوها ونظّموها وفهموها -فإنهم حجّتي عليكم - لأنكم لن تعيشوا في فراغ -وأنا حجّة الله".

أ ـ اتباع العلماء المخلصين:

ولذلك، فإن علينا أن نرجع إلى العلماء الذين يملكون علم الإسلام وتقواه، الذين أخلصوا لله ولرسوله، ولم يرتبطوا بسلطان جائر، ولم يخضعوا لأي حاكم ظالم، ولم يتحركوا في خط الانحراف السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، كما قال رسول الله (ص) في ما روي عنه: "العلماء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا"، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال (ص): "اتّباع السلطان - الذين يتبعون حكام الجور ويبررون لهم أفعالهم، ويؤيدونهم في مواقفهم وأوضاعهم، ويمنحونهم فتوى هنا عندما يريدون فتوى بالحرب، وفتوى هناك عندما يريدون فتوى بالسلم، بحيث يخضعون علمهم لحكام الجور - فإذا رأيتم العالم محبّاً لدنياه - لا يهتم برسالته ولا بدينه، ولا يتحرك من أجل رفعة أمته وإعزاز الإسلام، بل يهتم بمصالحه ونزواته، والحصول على المال، أجاء من حلال أو حرام، وفي البحث عن مواقع السلطة وتأييد الظالمين ضد المظلومين - فاتهموه على دينكم"، لا تتحركوا معه لتأخذوا منه الدين أو لتتبعوه في خط الدين.

ب ـ الوقوف مع المستضعفين:

الدور الثاني الذي لا بدّ أن نقف معه، هو أن نكون دائماً في عهد الغيبة مع المستضعفين في الأرض، الذين يعمل المستكبرون على مصادرة حقوقهم، وإضعاف مواقعهم واضطهاد إنسانيتهم، لأن الله تعالى يريدنا أن نقف مع المستضعفين المظلومين حتى لو كانوا كفّاراً. صحيح أنه لا بد لنا أن نقف ضد الكفر، لكن لا بدّ أن نقف ضد الظلم حتى لو كان الظالم مسلماً وكان المظلوم كافراً، فالله تعالى يريد لنا أن نعطي كل صاحب حقّ حقه، سواء كان مسلماً أو كافراً، لا يجوز لك أن تظلم الكافر في حقه إذا كان له حق عندك، كما لا يجوز لك أن تظلم المسلم في حقه إذا كان له حق عندك، وقد ورد عن أئمة أهل البيت (ع)، أن الله تعالى "أوحى إلى نبي في مملكة جبّار من الجبّارين أن ائتِ هذا الجبار وقل له إني إنما استعملتك لتكفّ عني أصوات المظلومين - لا أريد أن أسمع مظلوماً يشكو إلي في ظل حكمك - فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفّاراً"، لأن الله تعالى يريد العدل للناس جميعاً، كما يريد الإيمان للناس جميعاً.

لذلك، لا بد أن نكون مع المستضعفين في الأرض ضد المستكبرين فيها، لأن الله تعالى يرفض الاستكبار من كل إنسان؛ يرفضه من المسلمين كما من الكافرين، لأن الاستكبار يمثل علوّ الإنسان على الإنسان، والله لا يريد لإنسان أن يعلو على إنسان آخر، وقد قال الله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين}.

ج ـ إقامة العدل:

والدور الثالث، أن رسالة الإمام (عج) هي رسالة الإسلام في إقامة العدل في الأرض، {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى}، {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}، فالإمام ينطلق ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فمن أراد أن يكون من جنوده وأتباعه، فعليه أن لا يظلم أحداً ممن يعيش معه؛ أن لا يظلم عياله في بيته، ولا جيرانه في محلّته، وأن لا يظلم الذين يكونون تحت سلطته عندما يحكم، أو في موقع قضائه عندما يقضي. إذا كنت الظالم لزوجتك وأولادك أو جيرانك، فكيف تكون من جنوده؟ جنوده هم العادلون، السائرون في طريق الحق.

لذلك، اعرفوا ما هي حقوق الناس عندكم؛ عندما تعيش مع أبويك، فاعرف حقهما عليك وحقك عليهما، وعندما تتزوج، اعرف حق زوجتك عليك وحقك عليها. لا بدّ أن نعرف حقوق الناس لنعطي لكل ذي حق حقه، سواء كان صغيراً أو كبيراً. علينا أن نربي أنفسنا ومجتمعنا على العدل، وليكون كلٌّ منا الإنسان العادل، ليكون مجتمعنا المجتمع العادل، وأمتنا الأمة العادلة.

إن انتظار الإمام (عج) يفرض علينا أن نعدَّ أنفسنا على أساس المواصفات التي يتميّز بها أنصاره وأتباعه والسائرون في طريقه، لأننا عندما نكون الظالمين، صغيراً كان الظلم أو كبيراً، فإننا سوف نكون في الخط الآخر، خط أعدائه لا خط شيعته وأتباعه، وهذا ما ينبغي لنا أن نفكّر فيه.

اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة، واجعلنا من أتباعه والمستَشهدين بين يديه والسائرين في طريقه.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية