نلتقي مع ذكرى ولادة الإمام الحسن الزكيّ(ع)، في هذا الزّمن الصّعب الّذي يمرّ على الأمّة الإسلاميّة التي تهتزّ الأرض من تحتها، ويحاول أعداء الداخل والخارج أن يخطفوا هويتها، ويحولوا مسارها إلى مكان آخر، خدمةً لأهداف شيطانية.
ومع هذه الولادة المباركة، كل التمنيات أن تستلهم الأمّة من سيرة أئمّتها كلّ ما يعينها على حسن إدارة أوضاعها، بما يحفظ وجودها ومسيرتها.
هذا، وقد ولد الإمام الحسن ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في السنة الثالثة للهجرة في ليلة الثّلاثاء، ليلة النّصف من شهر رمضان المبارك، على المشهور، وقيل: ولد في السّنة الثانية.
كنيته الشّريفة أبو محمد، وألقابه الكريمة: السيد والسبط والأمين والحجّة والبرّ والنقيّ والزكيّ والمجتبى والزاهد.
وروى الصدوق عن الصادق(ع) أنه قال: "حدّثني أبي عن أبيه(ع)، أن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع)، كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً، وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصّراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله (تعالى ذكره)، شهق شهقة يخشى عليه منها".
روي عن الكامل للمبرّد وغيره، "أنَّ شاميّاً رأه راكباً، فجعل يلعنه والحسن لا يردُّ، فلما فرغ، أقبل الحسن(ع)، فسلّم عليه وضحك، فقال: أيها الشّيخ، أظنّك غريباً، ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحلمتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً.
فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته. لقد كنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ. وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقداً لمحبتهم". (الكامل في اللّغة والأدب، ج1، ص325، باختصار عنه في البحار 43 ص 344).
هذا بعض من سيرة مليئة بالجهاد والصّبر والتحدي للمحبطين والمارقين الذين سعوا بكلّ قواهم ليسقطوا الدّين، ويعطّلوا حدود الله، فكان الإمام الحسن(ع) مثال المؤمن المخلص لربّه، الذي عاش العبادة عملاً فاعلاً ومؤثّراً في المجتمع، فسعى بكلّ قوّة وثبات وإيمان لتركيز مفاهيم الدّين الأصيلة في نفوس الناس، وإعادتهم إلى رشدهم، وصحوتهم وإبعادهم عن أجواء الغفلة التي زعزعت إيمانهم ومزّقت كيانهم.
في هذه الذكرى المباركة لمولد إمام المسلمين جميعاً؛ الحسن بن عليّ(ع)، نتعلّم كيف نواجه ونتحدّى ونقاوم الأنانيّات والعصبيّات، وكيف نحوّل العبادة إلى نشاط دائم، ووعي وحكمة في تصويب حركتنا ومواقفنا، حتى نصحّح الكثير من سلوكيّات المجتمع التي تبعدنا عن أصالة إسلامنا.
في هذه الذّكرى الميمونة، كلّ الأمل أن يعود المسلمون إلى الاقتداء بأئمّتهم، ويتوقّفوا عند معاني هذه الذّكرى، لأننا بحاجة إليها للحفاظ على شخصيّتنا من الاهتزاز والضّياع. فالسلام على الإمام الحسن، يوم ولد، ويوم ارتفع مظلوماً إلى جوار ربّه، ويوم يبعث حيّاً.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
نلتقي مع ذكرى ولادة الإمام الحسن الزكيّ(ع)، في هذا الزّمن الصّعب الّذي يمرّ على الأمّة الإسلاميّة التي تهتزّ الأرض من تحتها، ويحاول أعداء الداخل والخارج أن يخطفوا هويتها، ويحولوا مسارها إلى مكان آخر، خدمةً لأهداف شيطانية.
ومع هذه الولادة المباركة، كل التمنيات أن تستلهم الأمّة من سيرة أئمّتها كلّ ما يعينها على حسن إدارة أوضاعها، بما يحفظ وجودها ومسيرتها.
هذا، وقد ولد الإمام الحسن ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في السنة الثالثة للهجرة في ليلة الثّلاثاء، ليلة النّصف من شهر رمضان المبارك، على المشهور، وقيل: ولد في السّنة الثانية.
كنيته الشّريفة أبو محمد، وألقابه الكريمة: السيد والسبط والأمين والحجّة والبرّ والنقيّ والزكيّ والمجتبى والزاهد.
وروى الصدوق عن الصادق(ع) أنه قال: "حدّثني أبي عن أبيه(ع)، أن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع)، كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً، وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصّراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله (تعالى ذكره)، شهق شهقة يخشى عليه منها".
روي عن الكامل للمبرّد وغيره، "أنَّ شاميّاً رأه راكباً، فجعل يلعنه والحسن لا يردُّ، فلما فرغ، أقبل الحسن(ع)، فسلّم عليه وضحك، فقال: أيها الشّيخ، أظنّك غريباً، ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحلمتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً.
فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته. لقد كنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ. وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقداً لمحبتهم". (الكامل في اللّغة والأدب، ج1، ص325، باختصار عنه في البحار 43 ص 344).
هذا بعض من سيرة مليئة بالجهاد والصّبر والتحدي للمحبطين والمارقين الذين سعوا بكلّ قواهم ليسقطوا الدّين، ويعطّلوا حدود الله، فكان الإمام الحسن(ع) مثال المؤمن المخلص لربّه، الذي عاش العبادة عملاً فاعلاً ومؤثّراً في المجتمع، فسعى بكلّ قوّة وثبات وإيمان لتركيز مفاهيم الدّين الأصيلة في نفوس الناس، وإعادتهم إلى رشدهم، وصحوتهم وإبعادهم عن أجواء الغفلة التي زعزعت إيمانهم ومزّقت كيانهم.
في هذه الذكرى المباركة لمولد إمام المسلمين جميعاً؛ الحسن بن عليّ(ع)، نتعلّم كيف نواجه ونتحدّى ونقاوم الأنانيّات والعصبيّات، وكيف نحوّل العبادة إلى نشاط دائم، ووعي وحكمة في تصويب حركتنا ومواقفنا، حتى نصحّح الكثير من سلوكيّات المجتمع التي تبعدنا عن أصالة إسلامنا.
في هذه الذّكرى الميمونة، كلّ الأمل أن يعود المسلمون إلى الاقتداء بأئمّتهم، ويتوقّفوا عند معاني هذه الذّكرى، لأننا بحاجة إليها للحفاظ على شخصيّتنا من الاهتزاز والضّياع. فالسلام على الإمام الحسن، يوم ولد، ويوم ارتفع مظلوماً إلى جوار ربّه، ويوم يبعث حيّاً.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.