في معرض استقباله وفد جمعيّة النهضة الأندونيسيّة فضل الله: لنردّ الجميل إلى المسلمين في جنوب شرق آسيا بالتزام خطّ الوحدة الإسلاميّة ونبذ التعصّب المذهبيّ والانفتاح على قضايا الإسلام في العالم |
دعا العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى ردّ الجميل إلى المسلمين في أندونيسيا وماليزيا والمسلمين عموماً في جنوب شرق آسيا، هذه الشّعوب التي أخلصت للإسلام والوحدة الإسلاميّة والتزمت قضايا الأمّة، وعلى رأسها قضيّة فلسطين، مشيراً إلى أنّ ردّ الجميل لن يكون جميلاً إلا بالتزام طريق الوحدة الإسلاميّة ونبذ التعصّب المذهبي والانفتاح على قضايا الإسلام في العالم. وأكّد سماحته أنّ الرئيس الأميركي السّابق جورج بوش، أصيب بصدمة عند زيارته أندونيسا، وملاحظته التزام المسلمين هناك تجاه القضيّة الفلسطينيّة والشعب الفلسطيني، مشدّداً على ردّ حملات التّشويه التي تستهدف الإسلام تحت عنوان أنّه دين يصدّر العنف، مؤكّداً أنّ العنف الذي نشهده هو منتجٌ غربي، داعياً إلى دراسة ظاهرة الإرهاب في أسبابها ومناشئها ومقدّماتها. استقبل سماحته وفداً من جمعيّة نهضة العلماء في أندونيسيا، برئاسة الدكتور مشهوري، الذي أبلغه تحيّات رئيس الجمعيّة الدكتور الحاج أحمد هاشم موزادي، الذي لم يتمكّن من زيارته لوعكة صحيّة ألمت به.
ونوّه الدّكتور مشهوري بمواقف سماحة السيد فضل الله الوحدويّة، والتي تراعي أولويّات الأمّة والدّين الحنيف بعيداً عن الحسابات المذهبيّة، مشيداً بمواقفه الرّاسخة لمصلحة الفلسطينيّين والدّفاع عن الشّعب الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة.
وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد منوّهاً باهتمام الشّعب الأندونيسي بقضايا الأمّة الكبرى، وخصوصاً القضيّة الفلسطينيّة، مشيراً إلى أنّ خطط الدول الكبرى والمحاور الاستعماريّة تحرّكت على أساس إبعاد الشعوب الإسلاميّة وإقصائها عن القضيّة الفلسطينيّة، ولكنّ هذه الخطط تداعت وتساقطت إلى المستوى الذي لاحظنا فيه اهتماماً إسلامياً من الشّعوب البعيدة جغرافياً عن فلسطين المحتلّة والقدس الشريف، يفوق اهتمامات الدول والأنظمة والجهات المحيطة بفلسطين والقريبة منها.
أضاف: لقد لاحظنا في خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى أندونيسيا، مدى الصّدمة التي نزلت عليه وعلى فريق عمله عندما لاحظ اهتمام المسلمين في أندونيسيا بفلسطين المحتلّة، وإصرارهم على قياس العدالة الدوليّة ومدى صدقيّتها من خلال رصدهم لمدى اهتمامها بالشّعب الفلسطيني، وبالتالي تأكيدهم سقوط هذه العدالة في الامتحان من خلال الانحياز إلى كيان العدوّ والسكوت عن جرائمه وفظائعه التي ارتكبها بحقّ العرب عموماً والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.
وتابع: إنّنا نعتقد أنّ على المسلمين في المنطقة أن يردّوا الجميل إلى الشّعوب المسلمة في جنوب شرق آسيا؛ في أندونيسيا وماليزيا وغيرهما، تلك الشّعوب التي أخلصت للإسلام في الدفاع عنه والتزامه في مواجهة كلّ حملات التشويه التي تعرّض لها، كما أخلصت للوحدة الإسلاميّة، فنظرت إلى المسلمين كوحدة متكاملة، وعملت لاحتضان قضاياهم، ولن يكون ردّ الجميل جميلاً إلا بترسيخ دعائم الوحدة الإسلاميّة، ونبذ كل أساليب التعصّب المذهبي، والانطلاق كصفّ واحد في الدفاع عن قضايا الأمّة، وكسر شوكة الاستكبار العالمي السّاعي لتوتير العلاقات وتعقيدها داخل الساحة الإسلاميّة لتحقيق أهدافه وأهداف كيان العدوّ في تمزيق الأمّة، وتشتيت صفوفها لصرفها عن الاهتمام بقضيّة فلسطين وأولويّاتها الملحّة.
ودعا سماحته إلى تضافر جهود الجميع لفضح وكشف المؤامرة الخارجيّة التي تعكف على تظهيرها أجهزةٌ إعلاميّةٌ غربيّةٌ، زاعمة أنّ الإسلام هو دين العنف، وأنّه معني بإنتاج العنف داخل السّاحة الإسلاميّة وتصديره إلى خارجها، كما حدث في جزيرة بالي في أندونيسيا أو غيرها، وشدد على ضرورة التّأكيد للعالم أنّ عنفاً من هذا النّوع هو منتَج غربي، أو جرت تربيته وجرى تعاهده من خلال أجهزة مخابرات ومعاهد أمنيّة غربيّة، وأنّ العنف الذي أنتجته الحضارة الغربيّة في الحربين العالميّتين الأولى والثّانية، هو عنف لم تشهده البشرية في تاريخها، وأن امتداداته إلى مناطقنا انطلقت من خلال عقليّة السيطرة وأطماع الدول المستكبرة في الهيمنة وإن أدّى الأمر إلى دعم جهات وتنمية أفكار تؤمن بالعنف والإقصاء كوسيلة من وسائل مواجهة الآخر، وكأسلوب أسرع في عمليّة التغيير.
وخلص سماحته إلى التأكيد أنّ الإسلام يرفض العنف إلا في نطاق الدّفاع عن النفس، داعياً إلى دراسة ظاهرة الإرهاب من جذورها وأسبابها ومناشئها، بعيداً عن التوظيفات السياسية والأمنية وما إلى ذلك.
|