فضل الله استقبل زكي وشدّد على أن تنطلق عجلة الحوار الفلسطيني الداخلي سريعاً عباس زكي: لا خروق في عين الحلوة وسنحاصر أي ظاهرة تهدد الأمن |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، ممثّل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، عباس زكي، الذي زاره مطمئناً إلى صحته، وتباحث معه في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي تفاصيل التطورات السياسية والأمنية الأخيرة على الساحة الفلسطينية.
وحذّر سماحة السيد فضل الله من اللعبة التي تديرها الإدارة الأمريكية المحافظة في المسألة الفلسطينية، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي بوش، التي باتت تدرك أن الزمن قد تجاوز أية تأثيرات فاعلة يمكن أن تنطلق من خلال حركتها في المسألة الفلسطينية، قد أعطت الضوء الأخضر للعدو لكي يوسّع من دائرة أنشطته الاستيطانية العدوانية في القدس والضفة الغربية لإقامة أمر واقع جديد يتجاوز كل الوعود التي قطعت للعرب والفلسطينيين في "أنابوليس" وليستفيد من التواطؤ العربي ومن الذلّة والمسكنة التي ضربت على حكامهم وزعمائهم.
وأشار سماحته إلى أن إدارة الرئيس بوش تحاول الإيحاء بأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لن تتأثر، على الرغم من كل هذا الزحف الاستيطاني، لأنها لا تزال تعمل لتمكين إسرائيل من إحكام القبضة الميدانية على الفلسطينيين، في الوقت الذي بات يعرف الجميع أن المفاوضات مع العدو لن تقوم لها قائمة، وأنها أصبحت مجرد ملهاة سياسية وإعلامية لتمرير مشاريع التهويد الإسرائيلية وصولاً إلى إقامة الدولة اليهودية النقية، كما يتحدث بذلك مرشحو الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا، لأن الخطة هي أن تفسح إدارة الرئيس بوش في المجال لمن يأتي بعدها لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل لحساب إسرائيل.
وشدد سماحته على أن ينطلق الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بين"حماس" والسلطة الفلسطينية بسرعة وبعيداً من الشروط والشروط المضادة، ومن الحسابات السياسية التي قد تنطلق لحساب هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك الطرف العربي، لأن المطلوب هو أن تنطلق عجلة الحوار لحساب القضية الفلسطينية التي تمر في هذه الأيام في مرحلة صعبة ومعقدة، وحيث يسعى العدو ـ بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية ـ إلى خلق مناخات سياسية تضغط فيها حتى المحاور العربية على الفلسطينيين.
من جهته، صرّح عباس زكي بعد اللقاء:
ما أحوجنا إلى التزوّد بحكمة هذا المناضل الكبير ذي المكانة الروحية العالية في ظروف استثنائية صعبة، فنحن نحتاج إلى رؤيته وإلى نقاء سريرته وإلى التشاور الدائم معه، وخصوصاً أنه صديق لقضايا العدل وأهمها القضية الفلسطينية، وقد شرحنا لسماحته كل المستجدات على الساحة الفلسطينية وما يقوم به العدو الصهيوني من استيطان وتنكيل وعقوبات جماعية وتنكّر لكل المشاريع الدولية، وأيضاً ما يجري على صعيد الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، سواء عبر البلدان العربية أو بين الفلسطينيين أنفسهم، وما ينوي القيام به رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعدما أطلق مبادرته الأخيرة، وتمنيات كل المخلصين للقضية الفلسطينية أن يرأب الصدع الفلسطيني وأن لا تبقى الكرة في الملعب الفلسطيني في ظلّ هذه الأوضاع المعقدة، ثم تناولنا الهموم المشتركة في لبنان وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط، وخرجت بانطباع أن جلسة كهذه تثير الطمأنينة والارتياح لمن يواجه صعوبات كبيرة، وأعتقد بأن الأمل والإرادة هما سرّ النجاح في نهاية المطاف.
|