استقبال وفد أمريكي ضمّ رؤساء أبرشيات وأساتذة جامعيين

استقبال وفد أمريكي ضمّ رؤساء أبرشيات وأساتذة جامعيين

استقبل وفداً أمريكياً ضمّ 20 شخصية دينية وجامعية ورجال أعمال
فضل الله: مع استخدام سلاح المحبة ولكن ماذا نفعل أمام من يريد قتلنا؟

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً أمريكياً مؤلّفاً من 20 شخصية، ضمّ رؤساء أبرشيات، وأساتذة جامعيون، ورجال أعمال، وأدار معه حواراً وديّاً وصريحاً حول حوار الأديان، وسلاح المقاومة في لبنان، وعلاقة أمريكا بالمسلمين والعرب.

ورحّب سماحته في بداية اللقاء بالوفد قائلاً:

في البداية أحبّ أن أرحّب بكم من كل عقلي وقلبي، لأنني أؤمن بأن أهم شيء في المسائل المختلف فيها أن ندير الحوار فيما بيننا، ونحن من خلال الإسلام الذي نؤمن به كدين نعمل على أساس أن نكون أصدقاء العالم، لأن القرآن يعلّمنا أنه إذا حدثت مشاكل بينكم وبين الآخرين فحاولوا أن تحلّوها بالطريقة التي تحوّل أعداءكم إلى أصدقاء.

فنحن نؤمن بالصداقة بين الشعوب، حتى لو اختلفت الشعوب في أديانها، سواء أكانت الدين المسيحي أو الإسلامي، أو تلك التي يختلف فيها شعب عن شعب آخر في العرق والجنس وما إلى ذلك... نحن نؤمن كمسلمين بالسلام، فالتحية التي يقابل بها المسلم الإنسان الآخر، هي تحية "السلام عليكم"، وحتى تحية أهل الجنة هي السلام، نحن لا نؤمن بأن نثير الحرب مع الشعوب الأخرى ولا ننطلق فيها إلا في حالة الدفاع عن النفس، ونحن لا نؤمن بالعنف في علاقات الشعوب مع بعضها البعض، لأن العنف لن يستطيع أن يقرّب شعباً من شعب أو أن يحلّ المشاكل.

ولذلك كنتُ أول مَن استنكر ما حدث في 11سبتمبر، لأننا حتى ونحن نختلف في الخطوط السياسية مع الإدارة الأمريكية، لا نحارب أمريكا بهذا الطريقة، ونحترم الشعب الأمريكي، ونرفض أن يكون فريسةً للعنف الدامي والإرهاب تحت أي عنوان من العناوين... ولم يقتصر موقفنا على ما حدث في أمريكا، لأننا استنكرنا ما حدث في بريطانيا.. وكل التفجيرات التي استهدفت الأبرياء والآمنين هنا وهناك. إننا ندعو إلى احترام الإنسان، حتى لو اختلفنا معه في الدين والسياسة وفي أي جانب من جوانب الحياة.

ونحن ـ في الوقت نفسه ـ نعرف أن لأمريكا وللشعب الأمريكي مصالح عند المسلمين وللمسلمين أيضاً مصالح عندكم، وهناك مسلمين يعيشون كمواطنين صالحين طيبين في أمريكا، ونحن نوصيهم بألا يسيئوا للشعب الأمريكي بل باحترام أمنه وكل أوضاعه، نحن نوصي المسلمين والعرب الذين يعيشون في أمريكا، سواء الذين حصلوا على الجنسية الأمريكية أو المقيمين منذ زمن أن يكونوا مواطنين صالحين يتعاونون مع الشعب الأمريكي في القضايا المصيرية والحيوية. ونحن لا مشكلة عندنا من الناحية الدينية مع اليهود، فقد احتضن المسلمون اليهود في مدى مئات السنين وأكرموهم واحترموا حرياتهم الدينية وغيرها، في الوقت الذي كانت جماعات في الغرب تضطهدهم، ولكن هناك مشكلة أساسية تتمثّل بقيام إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني واضطهادها له، ونحن نعتقد أنّ الكثير مما يصلكم حول الشعب الفلسطيني وأنه شعب إرهابي، مشوّه وغير صحيح.

نحن نعتقد أنّ الفلسطينيين عندما يرسلون بعض الصواريخ على مناطق فيها مستوطنات فهي ردّ فعل على ما تقوم به إسرائيل من عمليات عنف ضد الفلسطينيين وحصارهم، فالصواريخ الفلسطينية هي رد فعل على الصواريخ الإسرائيلية واستخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية الحديثة، وحتى الطائرات الحربية ضد شعب أعزل...

نحن نختلف مع الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها المحافظون الجدد في احتلالهم للعراق، لأن هذا الاحتلال أسقط عشرات الألوف من الضحايا وجعل العراق في حالة فوضى كبيرة. مشكلتنا مع هذه الإدارة هي مشكلة سياسية تتصل بقضايانا. ولذلك وجهنا نداءً للشعب الأمريكي أن يسعى لتغيير هذه الإدارة وللمجيء بشخصيات أكثر توازناً وأكثر احتراماً للقانون الدولي وقضايا الشعوب، لأن هذه الإدارة هي التي جلبت أكبر نسبة من العداء لأمريكا في منطقتنا.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 09 ربيع الأول 1429 هـ  الموافق: 17/03/2008 م

استقبل وفداً أمريكياً ضمّ 20 شخصية دينية وجامعية ورجال أعمال
فضل الله: مع استخدام سلاح المحبة ولكن ماذا نفعل أمام من يريد قتلنا؟

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً أمريكياً مؤلّفاً من 20 شخصية، ضمّ رؤساء أبرشيات، وأساتذة جامعيون، ورجال أعمال، وأدار معه حواراً وديّاً وصريحاً حول حوار الأديان، وسلاح المقاومة في لبنان، وعلاقة أمريكا بالمسلمين والعرب.

ورحّب سماحته في بداية اللقاء بالوفد قائلاً:

في البداية أحبّ أن أرحّب بكم من كل عقلي وقلبي، لأنني أؤمن بأن أهم شيء في المسائل المختلف فيها أن ندير الحوار فيما بيننا، ونحن من خلال الإسلام الذي نؤمن به كدين نعمل على أساس أن نكون أصدقاء العالم، لأن القرآن يعلّمنا أنه إذا حدثت مشاكل بينكم وبين الآخرين فحاولوا أن تحلّوها بالطريقة التي تحوّل أعداءكم إلى أصدقاء.

فنحن نؤمن بالصداقة بين الشعوب، حتى لو اختلفت الشعوب في أديانها، سواء أكانت الدين المسيحي أو الإسلامي، أو تلك التي يختلف فيها شعب عن شعب آخر في العرق والجنس وما إلى ذلك... نحن نؤمن كمسلمين بالسلام، فالتحية التي يقابل بها المسلم الإنسان الآخر، هي تحية "السلام عليكم"، وحتى تحية أهل الجنة هي السلام، نحن لا نؤمن بأن نثير الحرب مع الشعوب الأخرى ولا ننطلق فيها إلا في حالة الدفاع عن النفس، ونحن لا نؤمن بالعنف في علاقات الشعوب مع بعضها البعض، لأن العنف لن يستطيع أن يقرّب شعباً من شعب أو أن يحلّ المشاكل.

ولذلك كنتُ أول مَن استنكر ما حدث في 11سبتمبر، لأننا حتى ونحن نختلف في الخطوط السياسية مع الإدارة الأمريكية، لا نحارب أمريكا بهذا الطريقة، ونحترم الشعب الأمريكي، ونرفض أن يكون فريسةً للعنف الدامي والإرهاب تحت أي عنوان من العناوين... ولم يقتصر موقفنا على ما حدث في أمريكا، لأننا استنكرنا ما حدث في بريطانيا.. وكل التفجيرات التي استهدفت الأبرياء والآمنين هنا وهناك. إننا ندعو إلى احترام الإنسان، حتى لو اختلفنا معه في الدين والسياسة وفي أي جانب من جوانب الحياة.

ونحن ـ في الوقت نفسه ـ نعرف أن لأمريكا وللشعب الأمريكي مصالح عند المسلمين وللمسلمين أيضاً مصالح عندكم، وهناك مسلمين يعيشون كمواطنين صالحين طيبين في أمريكا، ونحن نوصيهم بألا يسيئوا للشعب الأمريكي بل باحترام أمنه وكل أوضاعه، نحن نوصي المسلمين والعرب الذين يعيشون في أمريكا، سواء الذين حصلوا على الجنسية الأمريكية أو المقيمين منذ زمن أن يكونوا مواطنين صالحين يتعاونون مع الشعب الأمريكي في القضايا المصيرية والحيوية. ونحن لا مشكلة عندنا من الناحية الدينية مع اليهود، فقد احتضن المسلمون اليهود في مدى مئات السنين وأكرموهم واحترموا حرياتهم الدينية وغيرها، في الوقت الذي كانت جماعات في الغرب تضطهدهم، ولكن هناك مشكلة أساسية تتمثّل بقيام إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني واضطهادها له، ونحن نعتقد أنّ الكثير مما يصلكم حول الشعب الفلسطيني وأنه شعب إرهابي، مشوّه وغير صحيح.

نحن نعتقد أنّ الفلسطينيين عندما يرسلون بعض الصواريخ على مناطق فيها مستوطنات فهي ردّ فعل على ما تقوم به إسرائيل من عمليات عنف ضد الفلسطينيين وحصارهم، فالصواريخ الفلسطينية هي رد فعل على الصواريخ الإسرائيلية واستخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية الحديثة، وحتى الطائرات الحربية ضد شعب أعزل...

نحن نختلف مع الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها المحافظون الجدد في احتلالهم للعراق، لأن هذا الاحتلال أسقط عشرات الألوف من الضحايا وجعل العراق في حالة فوضى كبيرة. مشكلتنا مع هذه الإدارة هي مشكلة سياسية تتصل بقضايانا. ولذلك وجهنا نداءً للشعب الأمريكي أن يسعى لتغيير هذه الإدارة وللمجيء بشخصيات أكثر توازناً وأكثر احتراماً للقانون الدولي وقضايا الشعوب، لأن هذه الإدارة هي التي جلبت أكبر نسبة من العداء لأمريكا في منطقتنا.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 09 ربيع الأول 1429 هـ  الموافق: 17/03/2008 م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية