استقبل وفد من هيئة المكتب في المنتدى الحقوقي وأكّد أن من حقّ اللبنانيين أن يعيشوا أجواء الأمل بالاستقرار فضل الله: لا قضية للعالم في لبنان إلا سلاح المقاومة |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من هيئة المكتب في "المنتدى الحقوقي"، ضمّ محامين ومحاميات برئاسة رئيس المنتدى، المحامي عباس صفا.
وتحدّث صفا عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الجسم الحقوقي في لبنان على ضوء ما يعانيه البلد على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن سماحة السيد فضل الله يمثّل الحضن الدافىء للجميع للهروب من دائرة العصبية والانغلاق إلى فضاء الحوار والانفتاح، مؤكداً أن هذه الأبوّة لسماحته تتسع للجميع بعيداً عن الأطر الطائفية والمذهبية والعرقية وغيرها.
وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد مشيراً إلى أن مشكلة لبنان تكمن في الدور الذي رُسم له منذ البداية ليكون وطناً تتقاسم فيه الجهات الطائفية الحصص من خلال ما وزّعه النظام الطائفي على المكوّنات اللبنانية، بعيداً عن الكفاءات وعن الجانب القيمي الذي تختزنه الطوائف والجهات المتعددة.
أضاف: إنني ألاحظ ـ وعلى الرغم من كل ما أنتجه النظام الطائفي من تداعيات ومشاكل ـ أن ثمة في لبنان من يفكّر بعقلية منفتحة، فلا يجد نفسه سجيناً داخل هذا الموقع الطائفي أو ذاك، أو حبيساً داخل هذا النطاق الحزبي أو ذاك المسمى العائلي أو العشائري أو ما إلى ذلك... ولعلّ المشكلة تكمن في أن الأزمة السياسية استطاعت دائماً أن تفرض نفسها على الجميع لتحول دون بروز هذه الفئات من المثقفين ومن الشباب الواعي الذي يعيش قلق المعرفة والانفتاح ولا يحظى بالفرصة السياسية المناسبة ولا بالإمكانيات الضرورية، وغالباً ما تعاكسه الظروف في مسعاه لاختراق كل هذا الكمّ من التخلّف الذي يفرض نفسه على الساحة الداخلية في الخطاب الطائفي والسياسي الذي يختزن النفي والإقصاء والتخوين في كثير من مظاهره وحركته، وإنني أجد أن من الضرورة بمكان أن تحظى هذه الفئات بالفرصة اللازمة وأن تعطى حقها في التعبير والإبداع والحركة.
ورأى سماحته أنه لا مجال في لبنان للوصول إلى مستقبل واعد للطوائف على حساب الوطن، ولذلك فلا سبيل لتأمين الحماية للبلد إلا من خلال المواطنة التي تحتضن خصوصيات الطوائف فلا تلغيها وتحفظ حقوق المواطنين في داخل نظام يحترم الكفاءات ولا يصادر الإبداع من خلال الفوضى السياسية القاتلة.
واعتبر سماحته أن العالم لا يهتم بلبنان من خلال شغفه به وحبّه له، بل من زاوية تأثير لبنان على أوضاع المنطقة وعلى إسرائيل تحديداً، ولذلك فليس لهذا العالم من قضية في لبنان إلا المقاومة وسلاحها وكل الاهتمامات السياسية الدولية بالملفات الداخلية تأتي من خلال مقاربة هذه القضية، لأن ثمّة مواقع دولية لا تزال تعتبر أن قضيتها الكبرى في المنطقة تتمثل في انتزاع عناصر القوة العربية والإسلامية، كما تعتبر أن قضيتها في لبنان هي انتزاع عنصر القوة الأساسي الذي أثبت فاعليته بمواجهة إسرائيل، حيث لا شغل لهؤلاء في طول المنطقة العربية والإسلامية إلا بمسألتين أساسيتين: النفط وإسرائيل، وكل الأمور الأخرى تبقى في إطار التفاصيل...
وأكد سماحته، على ضرورة أن يسعى الجميع لتوافق لبناني لا يلغي أدوار الجميع في الداخل، بل يفتح نافذة على الأمل لجميع اللبنانيين بإمكانية نهوض بلدهم من جديد، لأن من حقّ اللبنانيين أن يعيشوا أجواء الأمل باستقرار قادم بعد كل سنوات التعب التي سلبت منهم الراحة والطمأنينة والسكينة والهدوء. |