نداء إلى المجاهدبن والى أهلنا الصامدين في الجنوب والبقاع

نداء إلى المجاهدبن والى أهلنا الصامدين في الجنوب والبقاع

في رسالة ملتفزة توجّه فيها بالتحية والدعاء الى المجاهدين
فضل الله: أنتم "البدريّون" الذين تصنعون للأمة تاريخاً جديداً

وجّه سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله رسالة متلفزة وجهها الى المجاهدين والى أهلنا الصامدين والصابرين في الجنوب والبقاع والى كل الأحرار في لبنان، أكد فيها أن المرحلة التي يخوض المجاهدون مع الشعب اللبناني تجربتها الآن هي مرحلة صناعة الواقع والمستقبل في صمود الوعي للقضية الكبرى، مشدداً على أن الذي صنع الانتصار للبنان كله وللعرب والمسلمين في عام 2000 "سوف يصنع انتصاراً جديداً للأمة كلها، ويسقط العنفوان السياسي الأمريكي والصهيوني وكل أعداء الحرية في المنطقة والعالم".. وجاء في رسالة سماحته:
من موقع مسؤوليتي من العقل والقلب والموقع والموقف، أوجّه كلمتي الأبوية والأخوية الى أهلي الصابرين الصامدين من أبناء جبل عامل، هذا الجبل الشامخ بعنفوانه من خلال إنسانه الذي اختزن الوعي المنفتح على كل مواقع التحدي العدواني، فلم يسقط ولم ينحرف، بل بقي في خط رد التحدي تارة، والصمود في أفق المواجهة للأعداء تارة أخرى.. كما أوجّه كلمتي الى أهلي في البقاع المحروم والشجاع، والى كل أهلي الأحرار في لبنان، لأقول:
إن المرحلة التي تخوضون تجربتها الآن هي مرحلة صناعة الواقع والمستقبل في صمود الوعي للقضية الكبرى، فقد أراد الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وحلفائها أن يبتعد بمواقفكم عن الوقوف مع حركة الجهاد في خطوط المجاهدين، في عملية تضليل سياسي وإعلامي، واستغلال للتدمير الهمجي الذي أصاب البنية التحتية، وللمجازر البربرية الوحشية التي أوقعها بأطفالكم ونسائكم وشيوخكم من المدنيين الأبرياء العزّل، بحجة أن المقاومة هي المسؤولة عن ذلك، من أجل إيجاد الهوّة بينها وبينكم، أنتم شعب المقاومة، فرفضتم ذلك بكل إباء لأنكم ـ أنتم ـ الشعب الذي أنتج المقاومين وربّاهم ورعاهم ووقف معهم، وخاض كل حروب الحرية والعزة والكرامة الى جانبهم، فهم أبناؤكم وآباؤكم وإخوانكم.. وهكذا انطلق الموقف من قاعدة كل التاريخ الذي صنعتموه، وكل الهزيمة التي أوقعتموها بالعدوّ، فلم تضعفوا ولم تسقطوا بالرغم من كل الآلام والمجازر والتجويع والتهجير، وأعلنتم أنكم سوف تصنعون لبنان الحرية الجديد، ووطن الوحدة التي تجمع كل أبنائه وأطيافه.
أيها الأحبة: لقد صنعتم الانتصار للبنان كله وللعرب والمسلمين في عام 2000، وها أنتم ـ من خلال صمودكم وصبركم القوي وجهاد أبنائكم ـ تتحركون في هذه المرحلة من أجل تصنعوا انتصاراً جديداً للأمة كلها، وإسقاط العنفوان السياسي الأمريكي والصهيوني، وكل أعداء الحرية في المنطقة والعالم.
وكلمتي لأبنائي وأحبائي وأعزائي المجاهدين، الذين يقفون على الجبهة وفي خطوط مواجهة العدو، فيقاتلون جنوده، ويدمّرون دباباته وآلياته، ليهزموا روحه، وليسقطوا مقولة الجيش الذي لا يُقهر، ليعود مهزوماً ذليلاً في أول معركة يُهزم بها في تاريخه، فقد بعتم أنفسكم لله، وتجنّدتم في سبيل الله، وعشتم روحية الإيمان وتقواه وإخلاصه، وجاهدتم في الله حق جهاده، وبدأتم ـ في التجربة الثانية للمواجهة والتحدي للاستكبار وصنيعته إسرائيل ـ بصنع التاريخ الجديد، على الرغم من فقدان التوازن في ميزان القوة العسكرية المادية، ووقوف العالم المستكبر مع العدو في مواقفه السياسية المؤيِّدة لعدوانه، لأنهم لا يريدون للمستضعفين أن يأخذوا بأسباب القوة في حركة المقاومة للعدو، وعلى الرغم من خذلان الأقربين الذين باعوا أنفسهم للشيطان الذي يخوّف أولياءه، فيسقطون أمام تخويفه..
أيها البدريّون الذين يستمدّون القوة من الله، ويستوحون روحية النصر منه، أيها المجاهدون في "خيبر" الجديدة الذين حملوا الراية فكانوا ممن أحبّوا الله ورسوله وأحبّهم الله ورسوله، الذين يكرّون ولا يفرّون، والذين يفتح الله على أيديهم.. أنتم جيش الأمة العربية والإسلامية، إن جهادكم سوف يصنع للعرب وللمسلمين والمستضعفين المستقبل الجديد الذي سوف تكون فيه الساحة كلها للشعوب المستضعفة لا للمستكبرين، وسوف يتحقق النصر على أيديكم لأنكم نصرتم الله بنصرة عباده المظلومين، "ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز"، وسوف تكونون القدوة لكل الشعوب، في مقاومة تجتاح كل الذين يريدون للأمة أن تضعف وتسقط في مواقع المستكبرين.
يا أحبتي.. يا أبنائي.. يا من عشتم طفولتكم الطاهرة البريئة، وشبابكم الواعي المؤمن المجاهد، معي وفي عقلي وقلبي وكل حياتي: لقد أعطيتم الأمة معنى الحرية في جهادكم، ومعنى العزة والكرامة في صمودكم، وجددتم العنفوان للمستقبل..
إن روحي معكم، وقلبي وعقلي معكم، ودعائي لكم، وابتهالي الى الله تعالى أن يتغمّد الشهداء برحمته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يشملكم برضوانه ومحبته في رفيع الدرجات وفي مواقع القرب منه.

المكتب الإعلامي  بيروت 9 رجــب 1427 هـ/ 3 آب 2006 م.

في رسالة ملتفزة توجّه فيها بالتحية والدعاء الى المجاهدين
فضل الله: أنتم "البدريّون" الذين تصنعون للأمة تاريخاً جديداً

وجّه سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله رسالة متلفزة وجهها الى المجاهدين والى أهلنا الصامدين والصابرين في الجنوب والبقاع والى كل الأحرار في لبنان، أكد فيها أن المرحلة التي يخوض المجاهدون مع الشعب اللبناني تجربتها الآن هي مرحلة صناعة الواقع والمستقبل في صمود الوعي للقضية الكبرى، مشدداً على أن الذي صنع الانتصار للبنان كله وللعرب والمسلمين في عام 2000 "سوف يصنع انتصاراً جديداً للأمة كلها، ويسقط العنفوان السياسي الأمريكي والصهيوني وكل أعداء الحرية في المنطقة والعالم".. وجاء في رسالة سماحته:
من موقع مسؤوليتي من العقل والقلب والموقع والموقف، أوجّه كلمتي الأبوية والأخوية الى أهلي الصابرين الصامدين من أبناء جبل عامل، هذا الجبل الشامخ بعنفوانه من خلال إنسانه الذي اختزن الوعي المنفتح على كل مواقع التحدي العدواني، فلم يسقط ولم ينحرف، بل بقي في خط رد التحدي تارة، والصمود في أفق المواجهة للأعداء تارة أخرى.. كما أوجّه كلمتي الى أهلي في البقاع المحروم والشجاع، والى كل أهلي الأحرار في لبنان، لأقول:
إن المرحلة التي تخوضون تجربتها الآن هي مرحلة صناعة الواقع والمستقبل في صمود الوعي للقضية الكبرى، فقد أراد الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وحلفائها أن يبتعد بمواقفكم عن الوقوف مع حركة الجهاد في خطوط المجاهدين، في عملية تضليل سياسي وإعلامي، واستغلال للتدمير الهمجي الذي أصاب البنية التحتية، وللمجازر البربرية الوحشية التي أوقعها بأطفالكم ونسائكم وشيوخكم من المدنيين الأبرياء العزّل، بحجة أن المقاومة هي المسؤولة عن ذلك، من أجل إيجاد الهوّة بينها وبينكم، أنتم شعب المقاومة، فرفضتم ذلك بكل إباء لأنكم ـ أنتم ـ الشعب الذي أنتج المقاومين وربّاهم ورعاهم ووقف معهم، وخاض كل حروب الحرية والعزة والكرامة الى جانبهم، فهم أبناؤكم وآباؤكم وإخوانكم.. وهكذا انطلق الموقف من قاعدة كل التاريخ الذي صنعتموه، وكل الهزيمة التي أوقعتموها بالعدوّ، فلم تضعفوا ولم تسقطوا بالرغم من كل الآلام والمجازر والتجويع والتهجير، وأعلنتم أنكم سوف تصنعون لبنان الحرية الجديد، ووطن الوحدة التي تجمع كل أبنائه وأطيافه.
أيها الأحبة: لقد صنعتم الانتصار للبنان كله وللعرب والمسلمين في عام 2000، وها أنتم ـ من خلال صمودكم وصبركم القوي وجهاد أبنائكم ـ تتحركون في هذه المرحلة من أجل تصنعوا انتصاراً جديداً للأمة كلها، وإسقاط العنفوان السياسي الأمريكي والصهيوني، وكل أعداء الحرية في المنطقة والعالم.
وكلمتي لأبنائي وأحبائي وأعزائي المجاهدين، الذين يقفون على الجبهة وفي خطوط مواجهة العدو، فيقاتلون جنوده، ويدمّرون دباباته وآلياته، ليهزموا روحه، وليسقطوا مقولة الجيش الذي لا يُقهر، ليعود مهزوماً ذليلاً في أول معركة يُهزم بها في تاريخه، فقد بعتم أنفسكم لله، وتجنّدتم في سبيل الله، وعشتم روحية الإيمان وتقواه وإخلاصه، وجاهدتم في الله حق جهاده، وبدأتم ـ في التجربة الثانية للمواجهة والتحدي للاستكبار وصنيعته إسرائيل ـ بصنع التاريخ الجديد، على الرغم من فقدان التوازن في ميزان القوة العسكرية المادية، ووقوف العالم المستكبر مع العدو في مواقفه السياسية المؤيِّدة لعدوانه، لأنهم لا يريدون للمستضعفين أن يأخذوا بأسباب القوة في حركة المقاومة للعدو، وعلى الرغم من خذلان الأقربين الذين باعوا أنفسهم للشيطان الذي يخوّف أولياءه، فيسقطون أمام تخويفه..
أيها البدريّون الذين يستمدّون القوة من الله، ويستوحون روحية النصر منه، أيها المجاهدون في "خيبر" الجديدة الذين حملوا الراية فكانوا ممن أحبّوا الله ورسوله وأحبّهم الله ورسوله، الذين يكرّون ولا يفرّون، والذين يفتح الله على أيديهم.. أنتم جيش الأمة العربية والإسلامية، إن جهادكم سوف يصنع للعرب وللمسلمين والمستضعفين المستقبل الجديد الذي سوف تكون فيه الساحة كلها للشعوب المستضعفة لا للمستكبرين، وسوف يتحقق النصر على أيديكم لأنكم نصرتم الله بنصرة عباده المظلومين، "ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز"، وسوف تكونون القدوة لكل الشعوب، في مقاومة تجتاح كل الذين يريدون للأمة أن تضعف وتسقط في مواقع المستكبرين.
يا أحبتي.. يا أبنائي.. يا من عشتم طفولتكم الطاهرة البريئة، وشبابكم الواعي المؤمن المجاهد، معي وفي عقلي وقلبي وكل حياتي: لقد أعطيتم الأمة معنى الحرية في جهادكم، ومعنى العزة والكرامة في صمودكم، وجددتم العنفوان للمستقبل..
إن روحي معكم، وقلبي وعقلي معكم، ودعائي لكم، وابتهالي الى الله تعالى أن يتغمّد الشهداء برحمته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يشملكم برضوانه ومحبته في رفيع الدرجات وفي مواقع القرب منه.

المكتب الإعلامي  بيروت 9 رجــب 1427 هـ/ 3 آب 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية