س: ما هي نصيحتكم للّذين يسعون دائماً إلى صنع الخلافات والمشاكل بين طلاب الحوزات العلمية من خلال الخلافات التي جرت أو تجري بين المراجع؟
وجواب..
إنّ من يسعى في إثارة الخلاف بين المؤمنين، هو إنسان بعيد من خطّ العدالة والتقوى، لأنّ الدين يعني الاستقامة، قال تعالى: {إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}، وقال تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}.
فالاستقامة هي أن لا يثير الإنسان الفتنة بين الناس. أما التعدّد في التقليد، فإنه يتبع قناعة كلّ مكلّف، فعلى أيّ أساس نحوّل قضيّة المرجعيّة إلى عصبيّة؟! يقول النبي: "العصبيّةُ في النار". وقد ورد في حديث الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) : "العصبيّة التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرَّجل شرار قومه خيراً من خيار قومٍ آخرين، وليس من العصبيَّة أن يحبَّ الرَّجل قومه، ولكن من العصبيَّة أن يعين قومه على الظّلم".
ولكنّ هؤلاء الناس الذين يثيرون الفتنة والخلافات لأجل اختلاف المرجعيّات، ويحاولون أيضاً أن يتهجّموا على مرجعٍ هنا أو مرجعٍ هناك، هؤلاء ليس لهم من التّقوى شيء، وننصحهم بأن يتَّقوا الله سبحانه وتعالى في النّاس وفي أنفسهم؛ لأنّهم سوف يقفون غداً بين يدي الله، وعندما ينطلق النداء: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}. فبماذا سيجيبون الله عن ذلك؟
* النّدوة - ج20.