ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبة سماحته :
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}. ويقول سبحانه مخاطباً رسوله: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون، إنك ميت وإنهم ميتون}.
الاستمرار في حمل الرسالة
نلتقي في هذه الأيام - الثامن والعشرين من شهر صفر - بذكرى وفاة رسول الله(ص)، وفي هدى الآية الأولى، يريد الله أن يقول لنا وللمسلمين في كل زمان ومكان، إن الرسالة لا تتحدد بحياة الرسول، فالرسول يموت كما يموت البشر الآخرون، لأن الله تعالى لم يجعل لأحد من قبله الخلد، ولم يجعل الخلد للبشر من بعده، ولذلك فإن للرسول مهمة يؤديها في تبليغ الرسالة وتعليم الناس وتزكيتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ويبقى للأمة بعد الرسول أن تستمر في حمل الرسالة، بحيث يعمل كل مسلم ومسلمة بالرسالة في حياته الخاصة، أن يحملها في عقله وقلبه وفي كل حياته، وأن يدعو الناس الآخرين إليها، ولذلك فإن المسلمين ليسوا معنيين بأن يبقوا على الإسلام فحسب، بل هم معنيون بأن يُدخلوا الآخرين في الإسلام.
ولهذا، كنا ولا نزال نقول للمغتربين - سواء كانوا في مناطق أفريقيا أو أوروبا وأفريقيا والبرازيل وكندا وما إلى ذلك - إن عليهم أن يتثقفوا بالإسلام، وأن يتعلموا لغة كل بلد يهاجرون إليه، وأن يتحمّلوا مسؤولية دعوة الآخرين إلى الإسلام، ونحن نعرف أن كثيراً من البلاد التي يغلب عليها الإسلام الآن لم تدخل في الإسلام من خلال الفاتحين، بل من خلال التجار والعمّال المسلمين الذين كانوا يملكون بعض ثقافة الإسلام، فكانوا يدعون الناس إلى الإسلام بالإضافة إلى أعمالهم.
لتكن الدعوة الإسلامية - كل بحسب طاقته وثقافته - موضع اهتمام كل المسلمين، كما كان الرسول(ص) يعيش مسؤولية الدعوة إلى الإسلام، فلا بدّ لكل مسلم ومسلمة أن يحملوا هذه المسؤولية، {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}..
الرسول(ص) في حديث علي(ع)
في ذكرى وفاة النبي (ص) نريد أن نتوقف أمام أقرب الناس إلى رسول الله (ص) وألصقهم به، وأكثرهم محبة له، وأشدهم التزاماً بكل تعليماته، وأفضلهم في حمل علم رسول الله(ص)، وهو الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)، هذا الإنسان الذي كان نفس رسول الله (ص)، كان نفسه في عقله وقلبه وروحه، وفي كل حركته في الحياة. كيف كان يتحدث حين قُبض رسول الله وتولى دفنه؟
تغلغل في وجدان كل الناس
ففي كلام له (ع) في "نهج البلاغة" وهو يلي غسل رسول الله (ص) وتجهيزه، يقول: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنباء وأخبار السماء - كان كل نبي عندما يموت يخلفه نبيّ آخر في كل مسيرة الأنبياء، ولكن بموت رسول الله انقطع الوحي من السماء، كانت السماء تُنزل علينا ما يسدد خطانا ويفتح آفاقنا وينير عقولنا وينظم حياتنا، وتعطينا من خلالك الكثير من الأنباء والأخبار التي تتصل بالحياة من حولنا - خصصت حتى صرت مسلّياً عمن سواك - بحيث كان يجد كل إنسان فيك السلوى عن أي نبي أو قريب إلى الله - وعممت حتى صار الناس فيك سواء - وصرت شخصية امتدت في وجدان الناس حتى صار الناس فيك سواء، فكل يؤمن بك ويحبك ويتبعك - ولولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع - أردت لنا أن نصبر حتى على أشد المصائب التي تواجهنا في الحياة، لأن الله أراد للناس أن يصبروا لأن الصبر من عزم الأمور - لأنفذنا عليك ماء الشؤون - كل ما في عيوننا من الدمع - ولكان الداء مماطلاً - لكان المرض مستمراً - والكمد محالفاً - والكمد هو التعبير عن حالة الحزن الشديد - وقلاّ لك - فمهما بلغت حالة الكمد والداء والبكاء فإن كل ذلك يبقى قليلاً - ولكنه ما لا يُملك رده ولا يُستطاع دفعه، بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك"، اذكرنا عند ربك ليرحمنا، لأنك القريب إلى الله.
المصاب الجلل
وفي كلمة أخرى عندما وقف على قبر رسول الله (ص) بعد أن دفنه، وعليّ(ع) هو الذي ولي غسله وتجهيزه والقوم مشغولون بما كان يمكن أن يُشغلوا به بعد ذلك، فقال على قبره (ص): "إن الصبر لجميل إلا عنك - والإمام (ع) هو الصابر الذي لا يجزع، ولكنه أراد أن يبيّن مدى تأثره بفراق رسول الله (ص) الذي عاش معه منذ طفولته الأولى حتى قُبض وهو على صدره - وإن الجزع لقبيح إلا عليك - لأن الإنسان عندما يلتقي بمصاب رسول الله فإنه يشعر أن الجزع قبيح في كل الموارد إلا عن رسول الله - وإن المصاب بك لجليل - وأي مصاب أجلّ من أن يفقد الناس هذه الرحمة الإلهية - وإنه قبلك وبعدك لجلل"، لكبير وشديد.
الإقلاع عن الدنيا
وكان أمير المؤمنين(ع) يتحدث عن صفات رسول الله(ص) في حياته الخاصة، يقول (ع) وهو يخاطب بعض الناس: "فتأسّ بنبيك الأطيب الأطهر(ص)، فإن فيه أسوةً لمن تأسى، وعزاءً لمن تعزّى، وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه والمقتص لأثره - الذي يمشي وراءه - قضم الدنيا قضماً - لم يأكلها ليشبع منها - ولم يعرها طرفاً - لم يلتفت إليها ليحدق فيها بكل عينيه - أهضم أهل الدنيا كشحاً وأخمصُهم من الدنيا بطناً - كان الضعيف وكان خميص البطن - عُرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه، وحقّر شيئاً فحقّره - كان يبغض ما يبغضه الله مهما كان الناس يتنازعون فيه، وكان يحقّر ما حقّره الله حتى لو كان الناس يعظّمونه - وصغّر شيئاً فصغّره. ولو لم يكن فينا - وهذه هي مشكلتنا - إلا حبنا ما أبغض الله، وتعظيمنا ما صغّر الله، لكفى به شقاقاً لله، ومحادة عن أمر الله - فمن أحب من أبغضه الله وما أبغضه، ومن كبّر ما صغّره الله ومن صغّره، فإنه يكون ممن شاقّ الله وحادّه - ولقد كان (ص) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبيد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري - من دون سرج - ويُردف خلفه - يُجلس شخصاً وراءه - ويكون الستر على باب بيته، فتكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها. فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه".. والنبي(ص) لم يرفض الدنيا لأنها حرام، بل إن الله تعالى قال: {قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}، ولكن رسول الله (ص) أراد أن يعيش للرسالة كلها، وأن لا يُشغل نفسه بالدنيا كما يُشغل الآخرون أنفسهم بها، فتكون أكبر همهم، فيبتعدون عن رسالتهم ومسؤولياتهم وطاعتهم لله طلباً للدنيا.
علي (ع) على نهج الرسول(ص)
إخماد الفتن:
ثم نلاحظ موقف الإمام عليّ(ع) لما قُبض رسول الله، وخاطبه العباس وأبو سفيان في أن يبايعاه بالخلافة، فقال: "أيها الناس، شقّوا أمواج الفتن بسفن النجاة - وما أكثر الفتن عندنا في بحار الواقع - وعرّجوا عن طريق المنافرة - لا تتنافروا - وضعوا تيجان المفاخرة، أفلح من نهض بجناح - الذي استطاع أن ينأى بنفسه عن كل هذا الواقع - أو استسلم فأراح، ماءٌ آجِن، ولقمةٌ يغصّ بها آكلها، ومجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه، فإن أَقُلْ - طالبت بحقي - يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي! والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة"، لأنه أعلم بطرق السماء منه بطرق الأرض.
نصرة الإسلام:
وفي ختام الحديث، يحدثنا عليّ (ع) عن المشكلة التي واجهها بعد رسول الله(ص)، فقد بعث إلى أهل مصر مع "مالك الأشتر" لما ولاّه إمارتها، فمن جملة ما قال: "فوالله ما كان يُلقي في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده (ص) عن أهل بيته - لأنهم(ع) هم الذين يملكون الحق في القيادة - ولا أنهم مُنَحّوه عني من بعده - وقد عرفوا موقعي من رسول الله وموقعي من الإسلام وقدرتي على قيادة المسلمين - فما راعني إلا انثيال الناس على فلان - ويقصد أبا بكر - يبايعونه، فأمسكت يدي - لأنني لا أريد أن أخلق فتنة بين المسلمين وأنا أمين على الإسلام خارج الخلافة كما أنا أمين عليه داخلها - حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمد (ص)، فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم هذه.. فنهضت في تلك الأحداث - ونصحت وساعدت وعاونت - حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه".
الاسلام مسؤولية الجميع
في ذكرى وفاة رسول الله (ص)، وفي موقف عليّ (ع)، علينا أن نتحسس مسؤوليتنا عن الإسلام كله، الإسلام الفكر والواقع والتحدي، والإسلام في ردّ التحدي، أن نتحمّل مسؤوليتنا عن الإسلام كله، لأن المسلمين بأجمعهم معنيون في بيوتهم وأسواقهم ونواديهم وساحاتهم أن يعملوا في سبيل أن يكون الإسلام قوياً في كل ساحات الحياة، وأن نعمل جميعاً - كما عمل عليّ (ع) وهو صاحب الحق - من أجل أن لا نرى ثلماً في الإسلام ولا هدماً، أن نعمل على أساس الوحدة بين المسلمين، ولا أقصد من الوحدة أن يترك هذا مذهبه وذاك مذهبه، ولكن الوحدة أن نلتقي على ما اتفقنا عليه وأن نتحاور فيما اختلفنا فيه، وأن نكون صفاً كالبنيان المرصوص في مواجهة كل التحديات والأوضاع الصعبة.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله فيما حمّلكم من مسؤولية الإسلام على مستوى الخطوط الإسلامية الثقافية، لنقف جميعاً في مواجهة كل الذين يريدون إثارة الشبهات والتعقيدات الفكرية ضد العقيدة والشريعة الإسلامية والمنهج الإسلامي، وأن نتحمّل مسؤوليتنا في مواجهة كل الذين يريدون أن يكيدوا للإسلام وأهله، وكل الذين يعملون على السيطرة على مقدّرات المسلمين السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية..
أن نعيش الاهتمام بكل الواقع الإسلامي أمام كل التحديات التي تواجهنا، ولا سيما التحديات التي يوجهها الاستكبار العالمي - وفي مقدمته الاستكبار الأمريكي - حتى يجعل منا بقرة حلوباً تدر عليه في اقتصاده. وفي هذا الجو لا بد لنا أن نتابع كل القضايا التي يتحرك فيها الواقع لنحدد موقفنا من ذلك كله، فماذا هناك؟
روح الانتصار:الإمام الخميني(رض)
نلتقي في هذه الأيام بالذكرى السنوية الحادية عشرة لرحيل الإمام الخميني (رحمه الله)، الذي أسس الجمهورية الإسلامية، وأعطى الحركة الإسلامية القوة والاندفاع اللذين حوّلاها إلى تيار إسلامي أعطى ثماره في أكثر من بقعة من بقاع العالم.
إننا عندما نلتقي بهذه الذكرى في مرحلة الانتصار على العدو الإسرائيلي، لا بدّ لنا أن نؤكد بأن روح هذا الانتصار كان انطلاقة من فكره وثورته وحركته منذ البداية، في تأثيراته على المجاهدين في تربية إرادة النصر، وشجاعة الموقف، وحيوية الإيمان.
حذار من المخططات الدولية
وفي هذا الجو، لا تزال الأجواء الاحتفالية تتواصل في لبنان وخارجه بتحقق الانتصار الشعبي على العدو الإسرائيلي، وانسحابه من لبنان إلى غير رجعة. ولكن لا بدّ من الانتباه إلى أن هناك خططاً دولية تعمل على حماية العدو لكي يتلافى تأثيرات هزيمته، وإدخال لبنان في متاهات سياسية، من أجل الضغط على سوريا من جهة، وخلق المشاكل للبنان من جهة أخرى.
ونلاحظ في هذا الجانب حركة أمريكية وفرنسية، للعب على قضية الأمن والاستقرار في لبنان، وذلك بالنظر إلى المصلحة الإسرائيلية، لأن الأمن الإسرائيلي بالنسبة إلى أمريكا هو كل شيء سابقاً ولاحقاً، ولأن أمريكا تحاول تقوية موقف رئيس حكومة العدو بمختلف الوسائل والتصريحات، في محاولة لكسر الموقف الوطني السوري الصلب، واللعب على الموقف الفلسطيني لتقديم التنازلات الجديدة من جهة، وتلميع صورته الشعبية ببعض الأمور من جهة أخرى.
هل يقبل مجلس الأمن العفو عن عملاء النازي؟!
وهكذا، يقف الـكـونـغـرس الأمـريـكي في هذا الاتجاه، ليشيد بـ"مجازفة" إسرائيل من أجل السلام في الشرق الأوسط – على حدّ قوله – ويدعو لنزع سلاح المقاومة لـ"وقف جميع النشاطات الإرهابية في تلك المنطقة"، و"العفو عن جميع عناصر جيش لبنان الجنوبي وضمان عودتهم الآمنة مع عائلاتهم لتأهيلهم في المجتمع اللبناني".. إننا، في الوقت الذي لم نسمع فيه أي كلمة من الكونغرس الأمريكي في الإشادة بلبنان والحديث عن آلامه والدمار الذي لحق به جرّاء الاحتلال، أو مطالبة العدو بإطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين المختطَفين في سجونه، نسأل: هل يقبل هذا المجلس إصدار العفو عن العملاء الذين تعاونوا مع النازي، ولماذا يلاحقهم في كل مكان؟ ولماذا لا يصدر بياناً يدعو فيه السلطات الأمريكية لإطلاق سراح كل الجواسيس الذين كانوا عيناً لخصوم أمريكا على حساب مصالحها؟ إن أمريكا نفسها رفضت إطلاق جاسوس إسرائيلي في السنة الفائتة عندما راهن على ذلك "نتنياهو" على أساس مساومة ما في قضية التسوية!!
لا نقبل أي وصاية دولية
ثم، نحن نسأل الكونغرس الأمريكي عن أي إرهاب يتحدث، وهو يرى الأسلوب الحضاري الذي تمثل في سلوك المجاهدين في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان؟؟ إننا لا نقبل أية وصاية دولية أمريكية أو فرنسية على لبنان، الذي تحرر من الاحتلال الإسرائيلي في أكثر مواقع أرضه، ويعمل على أن يحرر الباقي، ويرفض أن يقع تحت احتلال سياسي مبطّن من أية جهة كانت.
وليس بعيداً من ذلك، علينا أن نحدّق بالمسألة الفلسطينية والسورية والعربية بشكل عام، بما يتصل بالحركة الإسرائيلية المتحالفة مع التحركات الأمريكية، لأن ذلك سوف يترك تأثيره السلبي على المنطقة كلها، وعلى المستقبل العربي كله.
علينا البقاء في حالة تأهب
وأخيراً، إن المرحلة لا تزال حذرة على صعيد الحركة الدولية، وتعقيدات الأمم المتحدة، والتهديدات الإسرائيلية العنترية التي تدل على الرعب الإسرائيلي من المقاومة، كأسلوب من أساليب تطمين أهالي المستوطنات.. وهناك أكثر من قضية تنتظر الحل، لأن الانسحاب قد حلّ مشكلة واحدة، وبقيت هناك مشاكل كثيرة، مثل مزارع "شبعا"، وتخطيط الحدود بدقة، والمعتقلين لدى العدو، ما يفرض علينا البقاء في حالة تأهب أمني وسياسي لمواجهة المستجدات في المستقبل القريب، لأن المسألة تتصل بمستقبل لبنان كله.
ندعو لحركة اندماجية بين الشعب
ولا بدّ من السعي على جميع المستويات لتوفير مناخ أمني اجتماعي جامع بين العائلات اللبنانية، ولا سيما في المنطقة التي انسحب منها العدو.. نحن نعرف أن الاحتلال زرع الأحقاد، وحاول الاستقواء بفئة هنا على فئة هناك تارة وبالعكس أخرى، فعلى الجميع العمل لانتزاع هذه الأحقاد، من خلال التواصل الشعبي، ولا يكفي التواصل الديني والرسمي. إننا ندعو لحركة اندماجية شعبية عفوية بين الجميع، لمصلحة لبنان الواحد، وضد العدو الذي يريد لنا أن نتحرك كجماعات ومِزَق متناثرة. |