فقد السيِّد محمَّد حسين فضل الله: الألم لرحيل الخطِّ الأصيل

فقد السيِّد محمَّد حسين فضل الله: الألم لرحيل الخطِّ الأصيل

                   من أينَ لـي بيقينِكَ الرَّبَّانـي                   لأغوصَ في بحرٍ من العرفانِ
                   لا حِصَّةٌ لِـيَ في اليقينِ،                      وإنَّما في الـحُبِّ ما يكفي من الإيمانِ
                   وأنا أُحِبُّكَ منذُ أنْ أَلْهَمْتَني                    صيدَ الرُّؤى وصناعةَ الوجدانِ
                    يا مَنْ رسمْتَ على تضاريسِ الهوى        خَطَّ استواءِ الـحُبِّ في الإنسانِ(1)
فقد السيِّد محمَّد حسين فضل الله (رض) ليس مجرَّد فقدان لبطل الخطّ وحسب، بل هو فقدان لخطّ أصيل حمل رسالة إصلاحيَّة على الصّعيد الديني.
السؤال المؤلم الَّذي يطرح نفسه: أين محبّو السيِّد من نهجه الواعي الداعي للانفتاح على الآخر؟ وهل هناك سعي حقيقي لاستكمال المشروع الفكريّ الكبير الَّذي نهض به السيِّد؟ وهل الخطاب الَّذي يُقدَّم باسمه يتَّفق مع خطاب السيِّد في الشَّكل والمحتوى؟
إنَّ استحضار السيِّد بخطاب المظلوميَّة، أو مقارنته بالمرجعيات الأخرى، وكأنه رمز حرب مع محيطه الإسلاميّ داخل البيت الشّيعي، أو الاقتصار على بعض نصوصه الفقهيّة أو التاريخيّة المخالفة للمشهور، يعتبر ظلمًا للسيِّد وتحجيما لفكره. نحن بحاجة إلى قراءة نقدية عميقة لتجربته الإسلاميَّة ومسيرته الحركيَّة. إعادة طباعة المصنَّفات الحاليَّة، أو استلال جزء منها ليطبع من جديد، ليس كافياً، إذ يوجد الكثير من تراثه غير المطبوع أو المسجَّل كصوت أو فيديو لم يرَ النّور بعد.
السيِّد فضل الله لم يكن يرغب في أن يصبح رمزًا نغنّي له ونحوّله إلى أداة عبثيَّة نتعارك بها مع الآخرين، كان يريد أن نستمرّ في طريقه، ونحمل شعلة الوعي الإسلامي الأصيل. كان يقول: "ليس المهمّ بطل الخطّ، فالبطل قد يموت، ولكن المهمّ خطّ البطل، فتمسَّكوا بالخطّ وإن مات البطل".

نحن بحاجة إلى جيل جديد يحمل شعلة الوعي الإسلامي، ويفكّر عمليًّا بأن الفكّر المحمّديّ الشيعي الأصيل، هو منهج حياة واقعي يناسب كلَّ زمان ومكان. علينا أن نفهم رساليّة السيّد محمَّد حسين فضل الله ونعيش وعيه، ونحتفل به من خلال دراسات نقديَّة جادَّة لمشروعه، لنتكامل معه وبه، ولا نقف لنشرعن تقديسه بطريقة أقرب إلى ما كان يرفضه. يجب أن نتجنَّب فتح جبهات صراع عند نقد أفكاره أو منهجه.
لكي نجدِّد وصلنا بالسيِّد محمَّد حسين فضل الله، علينا أن نفهم رسالته، ونعمل على دراستها نقديًّا، علميًّا وأكاديميًّا، ونتجنَّب الاستغراق في شخصيَّته. الاحتفاء السنوي بالشخصيات الإصلاحيَّة ليس كافيًا؛ المهمّ أن نقرأهم بعين النّاقد، وأن نحيي قيمهم الرساليَّة ورمزيَّتهم الإسلاميَّة.
فلنكن أبناء الرّسالة والوعي، ونواصل طريق السيِّد فضل الله بكلِّ الحبّ الَّذي كان يحتويه قلبه للجميع.
سلام عليك سيِّدي أبا علي، يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى الرفيق الأعلى، ويوم تبعث حيًّا.
(1) من قصيدة للشّاعر جاسم الصّحيّح في رثاء المرجع فضل الله (رض).
                   من أينَ لـي بيقينِكَ الرَّبَّانـي                   لأغوصَ في بحرٍ من العرفانِ
                   لا حِصَّةٌ لِـيَ في اليقينِ،                      وإنَّما في الـحُبِّ ما يكفي من الإيمانِ
                   وأنا أُحِبُّكَ منذُ أنْ أَلْهَمْتَني                    صيدَ الرُّؤى وصناعةَ الوجدانِ
                    يا مَنْ رسمْتَ على تضاريسِ الهوى        خَطَّ استواءِ الـحُبِّ في الإنسانِ(1)
فقد السيِّد محمَّد حسين فضل الله (رض) ليس مجرَّد فقدان لبطل الخطّ وحسب، بل هو فقدان لخطّ أصيل حمل رسالة إصلاحيَّة على الصّعيد الديني.
السؤال المؤلم الَّذي يطرح نفسه: أين محبّو السيِّد من نهجه الواعي الداعي للانفتاح على الآخر؟ وهل هناك سعي حقيقي لاستكمال المشروع الفكريّ الكبير الَّذي نهض به السيِّد؟ وهل الخطاب الَّذي يُقدَّم باسمه يتَّفق مع خطاب السيِّد في الشَّكل والمحتوى؟
إنَّ استحضار السيِّد بخطاب المظلوميَّة، أو مقارنته بالمرجعيات الأخرى، وكأنه رمز حرب مع محيطه الإسلاميّ داخل البيت الشّيعي، أو الاقتصار على بعض نصوصه الفقهيّة أو التاريخيّة المخالفة للمشهور، يعتبر ظلمًا للسيِّد وتحجيما لفكره. نحن بحاجة إلى قراءة نقدية عميقة لتجربته الإسلاميَّة ومسيرته الحركيَّة. إعادة طباعة المصنَّفات الحاليَّة، أو استلال جزء منها ليطبع من جديد، ليس كافياً، إذ يوجد الكثير من تراثه غير المطبوع أو المسجَّل كصوت أو فيديو لم يرَ النّور بعد.
السيِّد فضل الله لم يكن يرغب في أن يصبح رمزًا نغنّي له ونحوّله إلى أداة عبثيَّة نتعارك بها مع الآخرين، كان يريد أن نستمرّ في طريقه، ونحمل شعلة الوعي الإسلامي الأصيل. كان يقول: "ليس المهمّ بطل الخطّ، فالبطل قد يموت، ولكن المهمّ خطّ البطل، فتمسَّكوا بالخطّ وإن مات البطل".

نحن بحاجة إلى جيل جديد يحمل شعلة الوعي الإسلامي، ويفكّر عمليًّا بأن الفكّر المحمّديّ الشيعي الأصيل، هو منهج حياة واقعي يناسب كلَّ زمان ومكان. علينا أن نفهم رساليّة السيّد محمَّد حسين فضل الله ونعيش وعيه، ونحتفل به من خلال دراسات نقديَّة جادَّة لمشروعه، لنتكامل معه وبه، ولا نقف لنشرعن تقديسه بطريقة أقرب إلى ما كان يرفضه. يجب أن نتجنَّب فتح جبهات صراع عند نقد أفكاره أو منهجه.
لكي نجدِّد وصلنا بالسيِّد محمَّد حسين فضل الله، علينا أن نفهم رسالته، ونعمل على دراستها نقديًّا، علميًّا وأكاديميًّا، ونتجنَّب الاستغراق في شخصيَّته. الاحتفاء السنوي بالشخصيات الإصلاحيَّة ليس كافيًا؛ المهمّ أن نقرأهم بعين النّاقد، وأن نحيي قيمهم الرساليَّة ورمزيَّتهم الإسلاميَّة.
فلنكن أبناء الرّسالة والوعي، ونواصل طريق السيِّد فضل الله بكلِّ الحبّ الَّذي كان يحتويه قلبه للجميع.
سلام عليك سيِّدي أبا علي، يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى الرفيق الأعلى، ويوم تبعث حيًّا.
(1) من قصيدة للشّاعر جاسم الصّحيّح في رثاء المرجع فضل الله (رض).
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية