شغلت القضيَّة الفلسطينيَّة السيد فضل الله، وشكّلت أبرز همومه على مدى سني عمره، وحتَّى في أيَّامه الأخيرة، لم ينسَ السيِّد فلسطين، وعبّر عن ذلك وهو على فراش المرض: "لن أرتاح حتَّى تحرير فلسطين من الاحتلال الصّهيوني"، فالقضيَّة الفلسطينيَّة هي القضيَّة الأساس لهذه الأمَّة، والموقف منها هو "دين ندين به، وليس مجرَّد شعار سياسيّ نستهلكه اليوم لنتركه غداً"، و"لا يمكن لأحد أن يتنازل عن فلسطين".
من أبرز أقوال السيِّد فضل الله عن غزّة وفلسطين:
أيقظت غزَّة الوجدان العربي والإسلامي، فبرزت الأمَّة بشخصيَّتها الواحدة في مواجهة الطروحات المذهبيَّة المغلقة والحزبية المختنقة الَّتي عاشتها الكثير من الجهات، وتحرّكت بها تيارات عديدة، وذلك يمثّل فرصة جديدة لكي ينطلق أصحاب العناوين التحريريّة والجهاديّة، فيجتمعوا ضمن نطاق مواجهة المحتلّ، بدلاً من أن يرفعوا شعارات التَّكفير والتَّضليل في مواجهة بعضهم لبعض.
إنَّ غزَّة لم تعد تمثِّل موقعاً جغرافياً فلسطينيّاً، بل أصبحت تمثّل موقعاً في قلب القضيَّة العربيَّة والإسلاميَّة، استطاع أن يوحِّد الأمَّة، على الرغم من كلّ التناقضات التي عمل المستكبرون على تحريكها في الجسم الإسلامي والعربي.
إنّ غزَّة تمثّل أكبر سجن في العالم، ولا تموت في هذا السّجن الأعداد المتواصلة من الفلسطينيّين فقط ممن لا تصل إليهم حاجاتهم، بل الَّذي يموت هو ضمير هذا العالم المحتجز الذي لا يتطلّع إلى الآخرين إلَّا من زاوية المصالح المادية.
إنَّ العالم يفرض على غزَّة الموت بصمت، فلا يسمح لها بالصّراخ ولا بالاحتجاج، لئلا تقلق الغرب الّذي لا يرى أنَّ للإنسان العربيّ حقوقاً، بل هي لليهود وحدهم، ولا تزعج المسؤولين العرب الَّذين يستقبلون بين وقت وآخر مسؤولاً يهوديّاً من دون أن يحاسبوه على إبادة الشَّعب الفلسطيني، بل إنّهم يقدّمون إليه المواقف التي تستعطفه بالقبول بالسَّلام بشروطه المهينة المذلّة...
إنَّ هذه الحرب المجنونة الكارثيَّة التي لم يعهد في الحروب العالميَّة حربٌ في مستوى وحشيَّتها وقسوتها وعدم إنسانيَّتها، هذه الحرب هي حرب أميركيَّة إسرائيليَّة عربيَّة على حركة حماس، لا بلحاظ جانبها الحركي، لأنّ هناك حركة الجهاد الإسلاميّ والحركات الأخرى الشعبيّة التي تقف مع حماس في مواجهة العدوّ وفي قصفها لمناطقه، بل بلحاظ أنَّ المطلوب في هذه الحرب، كما صرّح الإسرائيليّون، هو إسقاط الممانعة المتمثّلة بالمقاومة... هذا هو المشروع الأميركي الإسرائيلي العربي الرامي إلى القضاء على المشروع الفلسطيني الشَّعبي في بقاء القدس عاصمةً لفلسطين، وفي حقّ العودة وإزالة المستوطنات والجدار الفاصل.
لا شرعيَّة للكيان للغاصب لأرض فلسطين، مهما تآمر المتآمرون وعُقدت الصّفقات والمؤتمرات، فهي بلد إسلاميّ لا يجوز حتَّى لأهلها التّنازل عنها.
إنَّ إقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشَّعب الفلسطيني هي أمر غير شرعيّ، ولا يمكن لنا كمسلمين أن نقبل بشرعيّة الظّلم والغصب، إنّ فلسطين بجميع أراضيها هي بلد إسلاميّ، لا يجوز لأهلها التنازل عنها لليهود، ولا يجوز القبول بإلغاء حقّ العودة، والقضيّة لا ترتبط بالأشخاص المالكين، ولكن بالوطن كلّه.
كلّ منّا يمكنه أن يساعد بما يقدر عليه، ولو بالدّعاء، أو الاحتجاج بالكلمة والتظاهر، أو بالمال، وذلك من خلال من له علاقة بذلك من العلماء والمؤمنين.
على العالم العربي كلّه، وأقصد الشّعوب، أن يتحرّك، لأنَّ المسؤولين العرب في هذه المرحلة يخشون من صمود شعب غزَّة، هذا الشَّعب الجائع المحروم الَّذي يعاني الأمراض المميتة، والَّذي لا يطلب من العرب مساعدات غذائيَّة وطبّيّة، بل يطلب منهم أن لا ينسِّقوا مع إسرائيل من أجل إسقاطه.
إنَّ ما نرجوه هو أن يكون المستقبل هو مستقبل الشعوب المستضعفة التي ستنتصر قضاياها المحقّة أمام الظلم والاستكبار العالمي.
المستقبل سوف يبتسم للشَّعب الفلسطيني من خلال الجراحات النَّازفة، ومن خلال نهر الدّم المتدفّق عطاءً وجهاداً واستشهاداً.
القوس: 6/ 7/ 2024م.
شغلت القضيَّة الفلسطينيَّة السيد فضل الله، وشكّلت أبرز همومه على مدى سني عمره، وحتَّى في أيَّامه الأخيرة، لم ينسَ السيِّد فلسطين، وعبّر عن ذلك وهو على فراش المرض: "لن أرتاح حتَّى تحرير فلسطين من الاحتلال الصّهيوني"، فالقضيَّة الفلسطينيَّة هي القضيَّة الأساس لهذه الأمَّة، والموقف منها هو "دين ندين به، وليس مجرَّد شعار سياسيّ نستهلكه اليوم لنتركه غداً"، و"لا يمكن لأحد أن يتنازل عن فلسطين".
من أبرز أقوال السيِّد فضل الله عن غزّة وفلسطين:
أيقظت غزَّة الوجدان العربي والإسلامي، فبرزت الأمَّة بشخصيَّتها الواحدة في مواجهة الطروحات المذهبيَّة المغلقة والحزبية المختنقة الَّتي عاشتها الكثير من الجهات، وتحرّكت بها تيارات عديدة، وذلك يمثّل فرصة جديدة لكي ينطلق أصحاب العناوين التحريريّة والجهاديّة، فيجتمعوا ضمن نطاق مواجهة المحتلّ، بدلاً من أن يرفعوا شعارات التَّكفير والتَّضليل في مواجهة بعضهم لبعض.
إنَّ غزَّة لم تعد تمثِّل موقعاً جغرافياً فلسطينيّاً، بل أصبحت تمثّل موقعاً في قلب القضيَّة العربيَّة والإسلاميَّة، استطاع أن يوحِّد الأمَّة، على الرغم من كلّ التناقضات التي عمل المستكبرون على تحريكها في الجسم الإسلامي والعربي.
إنّ غزَّة تمثّل أكبر سجن في العالم، ولا تموت في هذا السّجن الأعداد المتواصلة من الفلسطينيّين فقط ممن لا تصل إليهم حاجاتهم، بل الَّذي يموت هو ضمير هذا العالم المحتجز الذي لا يتطلّع إلى الآخرين إلَّا من زاوية المصالح المادية.
إنَّ العالم يفرض على غزَّة الموت بصمت، فلا يسمح لها بالصّراخ ولا بالاحتجاج، لئلا تقلق الغرب الّذي لا يرى أنَّ للإنسان العربيّ حقوقاً، بل هي لليهود وحدهم، ولا تزعج المسؤولين العرب الَّذين يستقبلون بين وقت وآخر مسؤولاً يهوديّاً من دون أن يحاسبوه على إبادة الشَّعب الفلسطيني، بل إنّهم يقدّمون إليه المواقف التي تستعطفه بالقبول بالسَّلام بشروطه المهينة المذلّة...
إنَّ هذه الحرب المجنونة الكارثيَّة التي لم يعهد في الحروب العالميَّة حربٌ في مستوى وحشيَّتها وقسوتها وعدم إنسانيَّتها، هذه الحرب هي حرب أميركيَّة إسرائيليَّة عربيَّة على حركة حماس، لا بلحاظ جانبها الحركي، لأنّ هناك حركة الجهاد الإسلاميّ والحركات الأخرى الشعبيّة التي تقف مع حماس في مواجهة العدوّ وفي قصفها لمناطقه، بل بلحاظ أنَّ المطلوب في هذه الحرب، كما صرّح الإسرائيليّون، هو إسقاط الممانعة المتمثّلة بالمقاومة... هذا هو المشروع الأميركي الإسرائيلي العربي الرامي إلى القضاء على المشروع الفلسطيني الشَّعبي في بقاء القدس عاصمةً لفلسطين، وفي حقّ العودة وإزالة المستوطنات والجدار الفاصل.
لا شرعيَّة للكيان للغاصب لأرض فلسطين، مهما تآمر المتآمرون وعُقدت الصّفقات والمؤتمرات، فهي بلد إسلاميّ لا يجوز حتَّى لأهلها التّنازل عنها.
إنَّ إقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشَّعب الفلسطيني هي أمر غير شرعيّ، ولا يمكن لنا كمسلمين أن نقبل بشرعيّة الظّلم والغصب، إنّ فلسطين بجميع أراضيها هي بلد إسلاميّ، لا يجوز لأهلها التنازل عنها لليهود، ولا يجوز القبول بإلغاء حقّ العودة، والقضيّة لا ترتبط بالأشخاص المالكين، ولكن بالوطن كلّه.
كلّ منّا يمكنه أن يساعد بما يقدر عليه، ولو بالدّعاء، أو الاحتجاج بالكلمة والتظاهر، أو بالمال، وذلك من خلال من له علاقة بذلك من العلماء والمؤمنين.
على العالم العربي كلّه، وأقصد الشّعوب، أن يتحرّك، لأنَّ المسؤولين العرب في هذه المرحلة يخشون من صمود شعب غزَّة، هذا الشَّعب الجائع المحروم الَّذي يعاني الأمراض المميتة، والَّذي لا يطلب من العرب مساعدات غذائيَّة وطبّيّة، بل يطلب منهم أن لا ينسِّقوا مع إسرائيل من أجل إسقاطه.
إنَّ ما نرجوه هو أن يكون المستقبل هو مستقبل الشعوب المستضعفة التي ستنتصر قضاياها المحقّة أمام الظلم والاستكبار العالمي.
المستقبل سوف يبتسم للشَّعب الفلسطيني من خلال الجراحات النَّازفة، ومن خلال نهر الدّم المتدفّق عطاءً وجهاداً واستشهاداً.
القوس: 6/ 7/ 2024م.