إنَّ مولد رسول الله (ص) يمثّل حركتنا في اتجاهه، ويمثِّل حركتنا في مسيرته، ويمثِّل انفتاحنا عليه؛ على عقله المشرق بالله، وعلى قلبه المشرق بكلِّ المحبّة والعاطفة والحنان على النَّاس {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[التّوبة: 128].
فلننطلق معه، ولنعش آفاقه، ولنتجدَّد بتجدّد ذكراه، ولنركِّز إسلامنا في الحياة كلِّها، وفي الواقع كلِّه، ولنبنِ في كلِّ بيت من بيوتنا بيتاً للإسلام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التَّحريم: 6]، فإذا أردتم أن تعيشوا مع أولادكم ومع عيالكم في الجنّة {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}[الرَّعد: 23 – 24]، بما صبرتم على طاعة الله، وبما صبرتم على تجنّب معصيته وعلى بلائه، فالمهمّ أن يكون أمرك صالحاً لتلتقي بهم هناك، وأن تكون زوجتك صالحة لتلتقي بها هناك، وأن تكون ذرّيتك صالحة لتلتقي بها هناك، لأنَّ القيامة تقطع العلاقات إلّا علاقات الإيمان {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}[الزّخرف: 67]. إنَّ لكم صداقاتكم في الدنيا.. ولكن هل تبقى الصَّداقات؟! صداقة واحدة هي الَّتي ستبقى، وهي الصَّداقة القائمة على التقوى، والتي تنطلق من الحبّ في الله والبغض في الله، والصَّداقة التي تنطلق من موالاتك لأولياء الله ومن معاداتك لأعداء الله {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}[النّساء: 123]...
إنّه خطّ عناصر الشخصيَّة الفرديَّة وعناصر الشخصيَّة الاجتماعيَّة {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، فالكلّ تحت الغربال، ولكن مَن هم فوق الغربال {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، وهذا عمق شخصيَّة الفرد الَّذي يعيش البلاء {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}، وهذا عمق المجتمع المسلم، وهو أن يوصي بعضكم بعضاً بالحقّ، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[سورة العصر]، أن يوصي بعضكم بعضاً بالصَّبر إذا كلَّفكم الحقّ مشقّة أو تضحية، وفي نهاية المطاف {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}[البلد: 17]، بأنْ تتواصوا بأنْ يرحم بعضكم بعضاً.
أيّها الأحبّة، هذا هو محمَّد (ص) في قرآنه وفي مولده، فخذوا المولد من عقله ومن قلبه ومن روحه ومن أخلاقه، فستجدون أنَّ كلَّ واحد منكم يولَد من جديد مسلماً كما هو الإسلام في ذكرى ولادة رسول الله (ص).
فنحن ولدنا منذ زمن، ولكن أن نولَد مسلمين محمَّديّين، فهذه هي الولادة التي يمكن أن تجعلنا نحسّ إسلامنا بحقّ، ونحسّ حياتنا في الضّوء المنطلق من الرّسالة، ومن قلب صاحب الرسالة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107]، {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4].
* من كتاب "النَّدوة"، ج2.
إنَّ مولد رسول الله (ص) يمثّل حركتنا في اتجاهه، ويمثِّل حركتنا في مسيرته، ويمثِّل انفتاحنا عليه؛ على عقله المشرق بالله، وعلى قلبه المشرق بكلِّ المحبّة والعاطفة والحنان على النَّاس {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[التّوبة: 128].
فلننطلق معه، ولنعش آفاقه، ولنتجدَّد بتجدّد ذكراه، ولنركِّز إسلامنا في الحياة كلِّها، وفي الواقع كلِّه، ولنبنِ في كلِّ بيت من بيوتنا بيتاً للإسلام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التَّحريم: 6]، فإذا أردتم أن تعيشوا مع أولادكم ومع عيالكم في الجنّة {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}[الرَّعد: 23 – 24]، بما صبرتم على طاعة الله، وبما صبرتم على تجنّب معصيته وعلى بلائه، فالمهمّ أن يكون أمرك صالحاً لتلتقي بهم هناك، وأن تكون زوجتك صالحة لتلتقي بها هناك، وأن تكون ذرّيتك صالحة لتلتقي بها هناك، لأنَّ القيامة تقطع العلاقات إلّا علاقات الإيمان {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}[الزّخرف: 67]. إنَّ لكم صداقاتكم في الدنيا.. ولكن هل تبقى الصَّداقات؟! صداقة واحدة هي الَّتي ستبقى، وهي الصَّداقة القائمة على التقوى، والتي تنطلق من الحبّ في الله والبغض في الله، والصَّداقة التي تنطلق من موالاتك لأولياء الله ومن معاداتك لأعداء الله {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}[النّساء: 123]...
إنّه خطّ عناصر الشخصيَّة الفرديَّة وعناصر الشخصيَّة الاجتماعيَّة {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، فالكلّ تحت الغربال، ولكن مَن هم فوق الغربال {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، وهذا عمق شخصيَّة الفرد الَّذي يعيش البلاء {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}، وهذا عمق المجتمع المسلم، وهو أن يوصي بعضكم بعضاً بالحقّ، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[سورة العصر]، أن يوصي بعضكم بعضاً بالصَّبر إذا كلَّفكم الحقّ مشقّة أو تضحية، وفي نهاية المطاف {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}[البلد: 17]، بأنْ تتواصوا بأنْ يرحم بعضكم بعضاً.
أيّها الأحبّة، هذا هو محمَّد (ص) في قرآنه وفي مولده، فخذوا المولد من عقله ومن قلبه ومن روحه ومن أخلاقه، فستجدون أنَّ كلَّ واحد منكم يولَد من جديد مسلماً كما هو الإسلام في ذكرى ولادة رسول الله (ص).
فنحن ولدنا منذ زمن، ولكن أن نولَد مسلمين محمَّديّين، فهذه هي الولادة التي يمكن أن تجعلنا نحسّ إسلامنا بحقّ، ونحسّ حياتنا في الضّوء المنطلق من الرّسالة، ومن قلب صاحب الرسالة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107]، {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4].
* من كتاب "النَّدوة"، ج2.