محاضرات
27/08/2024

منَ التَّمسُّكِ بحبلِ اللهِ الابتعادُ عنِ الأسلوبِ الأسوأ

منَ التَّمسُّكِ بحبلِ اللهِ الابتعادُ عنِ الأسلوبِ الأسوأ

يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ}[آل عمران: 103]. والاعتصام بحبل الله هو أن نلتزم بالقرآن في أسلوب الدَّعوة، وفي أسلوب الكلام، وفي أسلوب حلِّ المشاكل، وفي أسلوب الجدال، تماماً كما نلتزم بالقرآن في الصَّلاة والصِّيام والحجّ وغير ذلك.
أمَّا الإنسان الَّذي يقول الكلمة الأسوأ، ويمارس الأسلوب الأسوأ، ويجادل بالَّتي هي أسوأ، فهو لم يعتصم بحبل الله. وهذه نقطة يجب أن نفهمها، أنَّ الأخلاق القرآنيَّة، أيُّها الأحبَّة، هي جزء من الإيمان، وجزء من التَّمسُّك بحبل الله، لأنَّ القرآن لا بدَّ أن نأخذه كلَّه، لا يجوز أن نقول كما كانوا يقولون {نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ}[النِّساء: 150]، فما يعجبنا نأخذ به، وما لا يعجبنا نتركه، أو نفسِّره تفسيراً آخر.. إنَّ علينا أن ننفتح على القرآن كلِّه. وقد كان أهل البيت (ع) الَّذين هم مظهرٌ لحبل الله، في خطِّ جدِّهم رسول الله (ص) الَّذي هو خطِّ الله وخطّ كتابه، كانوا يتحركون بهذا الأسلوب؛ أسلوب الحوار، وأسلوب الّتي هي أحسن.
لقد دخل عليّ (ع) في صراعٍ مريرٍ مع أصحابه الَّذين تحوَّلوا إلى الخوارج. ماذا قال الخوارج عندما دخل الإمام في مسألة التَّحكيم في حربه في صفّين؟ قالوا له: لقد كفرت يا عليّ، لقد أشركت عندما حكَّمت الرِّجال في دين الله، فماذا كان موقف الإمام (ع)؟ هل حاربهم؟ هل قاتلهم؟ هل سبَّهم؟ كلّ ذلك لم يكن، بل أرسل إليهم عبد الله بن عبَّاس ليحاورهم وليقنعهم، وقد ورد في بعض ما ذكره الشَّريف الرّضيّ في "نهج البلاغة"، أنَّه كان يحاورهم بنفسه، ويردّ عليهم بالمنطق والحجَّة، وقد قال (ع) بعد ذلك: "لَا تُقَاتِلُوا الْخَوَارِجَ بَعْدِي؛ فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَهُ، كَمَنْ طَلَبَ الْبَاطِلَ فَأَدْرَكَهُ". يقول (ع) إنَّ هؤلاء يريدون الحقَّ، ولكنّهم أخطأوا الطَّريق إليه. وعندما حاربهم الإمام عليّ (ع)، إنما حاربهم لأنَّهم أخلوا بالنظام، لأنَّهم قتلوا خباب وزوجته، فعندما قطعوا طريق المسلمين، حاربهم الإمام، لا من جهة تفكيرهم لأجل أن يضغط عليهم في تفكيرهم، ومن حقِّه ذلك، ولكن لأنَّهم أخلوا بالنظام، وهو المسؤول عن حفظ نظام المسلمين.
هكذا كان أسلوب أهل البيت (ع)، ومنهم الإمام الحسين (ع) الَّذي وقف في كربلاء أمام كلِّ تلك الجموع الَّتي جاءت لقتاله، لا من موقع ضعف، ولكن وقف في موقع الحوار، من أجل أن يعطيهم الحجَّة، ومن أجل أن يعطيهم الموعظة الحسنة، ومن أجل أن يجتذبهم ليحاوروه فيما هم فيه وفيما هو فيه.
لذلك، أيُّها الأحبَّة، عندما نتحرَّك مع أهل البيت (ع) في مجالسهم هذه الَّتي يحبّها الله ورسوله وأهل بيته، فإنّنا نريد لهذه المجالس أن تكونَ مفتاحَ وعيٍ للعقيدة، ووعيٍ للالتزام بالشَّريعة، ووعيٍ للواقع، حتَّى ننطلقَ فيما انطلقوا فيه، ونسيرَ على ما ساروا عليه.
*من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 10/05/1997م.
يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ}[آل عمران: 103]. والاعتصام بحبل الله هو أن نلتزم بالقرآن في أسلوب الدَّعوة، وفي أسلوب الكلام، وفي أسلوب حلِّ المشاكل، وفي أسلوب الجدال، تماماً كما نلتزم بالقرآن في الصَّلاة والصِّيام والحجّ وغير ذلك.
أمَّا الإنسان الَّذي يقول الكلمة الأسوأ، ويمارس الأسلوب الأسوأ، ويجادل بالَّتي هي أسوأ، فهو لم يعتصم بحبل الله. وهذه نقطة يجب أن نفهمها، أنَّ الأخلاق القرآنيَّة، أيُّها الأحبَّة، هي جزء من الإيمان، وجزء من التَّمسُّك بحبل الله، لأنَّ القرآن لا بدَّ أن نأخذه كلَّه، لا يجوز أن نقول كما كانوا يقولون {نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ}[النِّساء: 150]، فما يعجبنا نأخذ به، وما لا يعجبنا نتركه، أو نفسِّره تفسيراً آخر.. إنَّ علينا أن ننفتح على القرآن كلِّه. وقد كان أهل البيت (ع) الَّذين هم مظهرٌ لحبل الله، في خطِّ جدِّهم رسول الله (ص) الَّذي هو خطِّ الله وخطّ كتابه، كانوا يتحركون بهذا الأسلوب؛ أسلوب الحوار، وأسلوب الّتي هي أحسن.
لقد دخل عليّ (ع) في صراعٍ مريرٍ مع أصحابه الَّذين تحوَّلوا إلى الخوارج. ماذا قال الخوارج عندما دخل الإمام في مسألة التَّحكيم في حربه في صفّين؟ قالوا له: لقد كفرت يا عليّ، لقد أشركت عندما حكَّمت الرِّجال في دين الله، فماذا كان موقف الإمام (ع)؟ هل حاربهم؟ هل قاتلهم؟ هل سبَّهم؟ كلّ ذلك لم يكن، بل أرسل إليهم عبد الله بن عبَّاس ليحاورهم وليقنعهم، وقد ورد في بعض ما ذكره الشَّريف الرّضيّ في "نهج البلاغة"، أنَّه كان يحاورهم بنفسه، ويردّ عليهم بالمنطق والحجَّة، وقد قال (ع) بعد ذلك: "لَا تُقَاتِلُوا الْخَوَارِجَ بَعْدِي؛ فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَهُ، كَمَنْ طَلَبَ الْبَاطِلَ فَأَدْرَكَهُ". يقول (ع) إنَّ هؤلاء يريدون الحقَّ، ولكنّهم أخطأوا الطَّريق إليه. وعندما حاربهم الإمام عليّ (ع)، إنما حاربهم لأنَّهم أخلوا بالنظام، لأنَّهم قتلوا خباب وزوجته، فعندما قطعوا طريق المسلمين، حاربهم الإمام، لا من جهة تفكيرهم لأجل أن يضغط عليهم في تفكيرهم، ومن حقِّه ذلك، ولكن لأنَّهم أخلوا بالنظام، وهو المسؤول عن حفظ نظام المسلمين.
هكذا كان أسلوب أهل البيت (ع)، ومنهم الإمام الحسين (ع) الَّذي وقف في كربلاء أمام كلِّ تلك الجموع الَّتي جاءت لقتاله، لا من موقع ضعف، ولكن وقف في موقع الحوار، من أجل أن يعطيهم الحجَّة، ومن أجل أن يعطيهم الموعظة الحسنة، ومن أجل أن يجتذبهم ليحاوروه فيما هم فيه وفيما هو فيه.
لذلك، أيُّها الأحبَّة، عندما نتحرَّك مع أهل البيت (ع) في مجالسهم هذه الَّتي يحبّها الله ورسوله وأهل بيته، فإنّنا نريد لهذه المجالس أن تكونَ مفتاحَ وعيٍ للعقيدة، ووعيٍ للالتزام بالشَّريعة، ووعيٍ للواقع، حتَّى ننطلقَ فيما انطلقوا فيه، ونسيرَ على ما ساروا عليه.
*من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 10/05/1997م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية