الأنبياء أولو العزم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد (صلّى الله عليهم أجمعين)، وسمُّوا بذلك لأنّهم أصحاب ثبات وعزم وصبر بدرجة أشدّ من غيرهم.
فليس هناك تفريق بين الأنبياء، بمعنى أنَّ الرّسل كلّهم من عند الله، ولا يصحّ أن يعتبر كلّ فريق أنّ له أنبياء خاصّين به، فلا يؤمن أو يعترف بغيرهم. والإسلام يعتبر كلّ ما سلف من الأنبياء للأمم السابقة هم أنبياء الله ويؤمن بهم المسلم، إلا أنّ النبيّ محمداً (ص) هو أفضل الرّسل {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة: 253]، وخاتمهم، ورسالته خاتمة الرّسالات، وشريعته خاتمة الشَّرائع.
وقد يطرح سؤال: كيف نوفّق بين تفضيل بعض الرّسل على بعض ورفع بعضهم درجات، وبين قوله تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}[البقرة: 258] التي قد يستوحي منها البعض المساواة؟
والجواب عن ذلك، أنّ تلك الآية واردة في مسألة الإيمان بالرّسل، وأنّ الله يريد للمؤمنين أن يؤمنوا بجميع الرّسل، فلا يؤمن أحدهم برسول لينكر الرّسول الآخر، كما يحدث لدى اليهود الذين أنكروا رسالة عيسى (ع)، والنصارى الذي أنكروا رسالة محمّد (ص)، وليست واردة في الحديث عن الخصائص النبويّة في مسألة التفاصيل في المساواة أو الفضل.
وإنما آمنَّا بالأنبياء ليس على أساس أنهم عقلاء فقط، بل على أساس ما جاؤوا به من أدلّة وبراهين ومعاجز تدلّ على نبوّتهم، وهو ما لم يستطع مدّعو النبوّة أن يأتوا به.
ولقد ثبتت عصمة الأنبياء والأئمّة (ع) من خلال القرآن الكريم والأحاديث الواردة، ومن خلال اقتضاء طبيعة مهمّتهم للعصمة، فهم المبلّغون للرّسالات والحقّ، والداعون إليه، ولا يمكن ذلك إلا أن يكونوا نوراً وحقّاً في عقلهم وقلبهم وعملهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}(الأحزاب: 45 ـ 46) .
وهذا كلام قرآنيّ واضح في كون الرّسول نوراً مضيئاً. وقال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}(النّجم: 3ـ4)، {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}(النساء: 80)، والأمر جارٍ في بقيّة الرّسل والأنبياء، لاتحاد الطبيعة والمهمّة.
كما لا يوجب العقل أن يكون النبيّ كاملاً جسديّاً، لكنّ الله تعالى يهيّئ رسله لأداء دورهم من ناحية عقليّة وروحيّة وجسديّة، وقد كان نبيّ الله موسى (ع) كما ورد، يعاني عقدة في لسانه، لذلك طلب من الله تعالى أن يرسل معه أخاه هارون، لأنه أفصح منه لساناً، وقد ابتلى الله تعالى نبيّه أيّوب بأمراض جسديّة كبيرة.
*المصدر: استفتاءات، عقائد، تفسير "من وحي القرآن".
الأنبياء أولو العزم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد (صلّى الله عليهم أجمعين)، وسمُّوا بذلك لأنّهم أصحاب ثبات وعزم وصبر بدرجة أشدّ من غيرهم.
فليس هناك تفريق بين الأنبياء، بمعنى أنَّ الرّسل كلّهم من عند الله، ولا يصحّ أن يعتبر كلّ فريق أنّ له أنبياء خاصّين به، فلا يؤمن أو يعترف بغيرهم. والإسلام يعتبر كلّ ما سلف من الأنبياء للأمم السابقة هم أنبياء الله ويؤمن بهم المسلم، إلا أنّ النبيّ محمداً (ص) هو أفضل الرّسل {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة: 253]، وخاتمهم، ورسالته خاتمة الرّسالات، وشريعته خاتمة الشَّرائع.
وقد يطرح سؤال: كيف نوفّق بين تفضيل بعض الرّسل على بعض ورفع بعضهم درجات، وبين قوله تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}[البقرة: 258] التي قد يستوحي منها البعض المساواة؟
والجواب عن ذلك، أنّ تلك الآية واردة في مسألة الإيمان بالرّسل، وأنّ الله يريد للمؤمنين أن يؤمنوا بجميع الرّسل، فلا يؤمن أحدهم برسول لينكر الرّسول الآخر، كما يحدث لدى اليهود الذين أنكروا رسالة عيسى (ع)، والنصارى الذي أنكروا رسالة محمّد (ص)، وليست واردة في الحديث عن الخصائص النبويّة في مسألة التفاصيل في المساواة أو الفضل.
وإنما آمنَّا بالأنبياء ليس على أساس أنهم عقلاء فقط، بل على أساس ما جاؤوا به من أدلّة وبراهين ومعاجز تدلّ على نبوّتهم، وهو ما لم يستطع مدّعو النبوّة أن يأتوا به.
ولقد ثبتت عصمة الأنبياء والأئمّة (ع) من خلال القرآن الكريم والأحاديث الواردة، ومن خلال اقتضاء طبيعة مهمّتهم للعصمة، فهم المبلّغون للرّسالات والحقّ، والداعون إليه، ولا يمكن ذلك إلا أن يكونوا نوراً وحقّاً في عقلهم وقلبهم وعملهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}(الأحزاب: 45 ـ 46) .
وهذا كلام قرآنيّ واضح في كون الرّسول نوراً مضيئاً. وقال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}(النّجم: 3ـ4)، {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}(النساء: 80)، والأمر جارٍ في بقيّة الرّسل والأنبياء، لاتحاد الطبيعة والمهمّة.
كما لا يوجب العقل أن يكون النبيّ كاملاً جسديّاً، لكنّ الله تعالى يهيّئ رسله لأداء دورهم من ناحية عقليّة وروحيّة وجسديّة، وقد كان نبيّ الله موسى (ع) كما ورد، يعاني عقدة في لسانه، لذلك طلب من الله تعالى أن يرسل معه أخاه هارون، لأنه أفصح منه لساناً، وقد ابتلى الله تعالى نبيّه أيّوب بأمراض جسديّة كبيرة.
*المصدر: استفتاءات، عقائد، تفسير "من وحي القرآن".