[كان من دعاء الإمام زين العابدين (ع) في ذكر التّوبة وطلبها:]
"ووفِّقْني منَ الأعمالِ لما تغسلُ به دنسَ الخطايا، وَتَوَفّنِي عَلَى مِلّتِكَ وَمِلّةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ (عَلَيْهِ السّلَامُ) إِذَا تَوَفّيْتَنِي":
يا ربّ، إذا كنت أريد البداية من جديد في الطريق الصحيح، لأنفصل عن كلّ ماضي الخطيئة إلى حاضر الطاعة ومستقبلها، ولأستقبل طهارة الروح في صفائها ونقائها، تاركاً خلفي قذارة الجسد في شهواته ولذّاته، فإنّي أريد أن تحقّق لي في نفسي، وفي كلّ دوافعي ونيّاتي ومقاصدي،في الطاعة لك والانفتاح عليك، الثبات والدوام والخلوص لك، فتتحوّل في كياني إلى قوّة حقيقيّة مستقرّة، ومناعةٍ قويّةٍ ضدّ التغيّر والانحراف إلى المعصية في الحالات الطارئة
يا ربّ، اجعلني ممن يعبدك على بصيرة، لأكون واعياً في عبادتي وعياً ترتبط فيه العقيدة بالعمل، وينفتح فيه الفكر على الإحساس، وتتكامل فيه الروح مع الجسد، فإنّ العبادة إذا انطلقت من بصيرةٍ عميقةٍ ممتدّة في كلّ الذات، فإنّها تتجذّر في الوجود، وتسمو في الأعالي، وتمتدّ في مدى العمر، أمّا إذا انطلقت من حالة تقليدٍ وعادةٍ وحركةٍ في اللاوعي، فإنّها تبقى في السّطح من الإحساس، وتنكمش في الزوايا الضيّقة، وتختصر العمر في مدى اللّحظة.
اللّهمّ وفقني للأعمال النقيّة الطّاهرة في معناها الفكري والروحي، وفي تأثيراتها العمليّة، في خطّ التصحيح للذّات، والتغيير للواقع، بحيث تطلّ - في إيحاءاتها ومؤثّراتها- على كلّ الخطايا، لتطردها من النفس، وتبعدها عن مواقع الحركة، فلا يبقى من آثارها - في النفس - أيّ قذرٍ أو دنسٍ، فأكون الطّاهر في الروح والقلب والجسد والخطّ والحركة والحياة، فإنّ الأعمال الصالحة تمثّل المطهّر الذي يتطهّر به المذنبون من أدناس الخطايا، لأنّ العمل هو التجسيد الواقعي للتوبة، وهو المظهر الحيّ لصفاء الروح.
اللّهمّ اجعلني ممن يلتزم خطّ رسالتك، فلا ينحرف عنه إلى غيره، ونهج رسولك، فلا يستبدل به أيّ نهج آخر، وافتح كلّ دروبي على الغايات التي تصلني برضاك، حتى يكون عنوان حياتي كلّها - في مناهجي وشرائعي وأعمالي وأقوالي وعلاقاتي ومواقعي ومواقفي -صورة لدينك الذي أرسلت به رسولك، فأتحرّك مع ملّة الإسلام وملّة رسولك في حياتي كلّها، فتكون وفاتي - في نهاية عمري - في الخطّ المستقيم، وفي ساحة الصفاء والنقاء، حتى أعيش أحلام النفس المطمئنّة الراضية المرضية في آخر لحظة من الحياة في أحلام الجنّة.
*من كتاب "آفاق الروح"، ج2.
[كان من دعاء الإمام زين العابدين (ع) في ذكر التّوبة وطلبها:]
"ووفِّقْني منَ الأعمالِ لما تغسلُ به دنسَ الخطايا، وَتَوَفّنِي عَلَى مِلّتِكَ وَمِلّةِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ (عَلَيْهِ السّلَامُ) إِذَا تَوَفّيْتَنِي":
يا ربّ، إذا كنت أريد البداية من جديد في الطريق الصحيح، لأنفصل عن كلّ ماضي الخطيئة إلى حاضر الطاعة ومستقبلها، ولأستقبل طهارة الروح في صفائها ونقائها، تاركاً خلفي قذارة الجسد في شهواته ولذّاته، فإنّي أريد أن تحقّق لي في نفسي، وفي كلّ دوافعي ونيّاتي ومقاصدي،في الطاعة لك والانفتاح عليك، الثبات والدوام والخلوص لك، فتتحوّل في كياني إلى قوّة حقيقيّة مستقرّة، ومناعةٍ قويّةٍ ضدّ التغيّر والانحراف إلى المعصية في الحالات الطارئة
يا ربّ، اجعلني ممن يعبدك على بصيرة، لأكون واعياً في عبادتي وعياً ترتبط فيه العقيدة بالعمل، وينفتح فيه الفكر على الإحساس، وتتكامل فيه الروح مع الجسد، فإنّ العبادة إذا انطلقت من بصيرةٍ عميقةٍ ممتدّة في كلّ الذات، فإنّها تتجذّر في الوجود، وتسمو في الأعالي، وتمتدّ في مدى العمر، أمّا إذا انطلقت من حالة تقليدٍ وعادةٍ وحركةٍ في اللاوعي، فإنّها تبقى في السّطح من الإحساس، وتنكمش في الزوايا الضيّقة، وتختصر العمر في مدى اللّحظة.
اللّهمّ وفقني للأعمال النقيّة الطّاهرة في معناها الفكري والروحي، وفي تأثيراتها العمليّة، في خطّ التصحيح للذّات، والتغيير للواقع، بحيث تطلّ - في إيحاءاتها ومؤثّراتها- على كلّ الخطايا، لتطردها من النفس، وتبعدها عن مواقع الحركة، فلا يبقى من آثارها - في النفس - أيّ قذرٍ أو دنسٍ، فأكون الطّاهر في الروح والقلب والجسد والخطّ والحركة والحياة، فإنّ الأعمال الصالحة تمثّل المطهّر الذي يتطهّر به المذنبون من أدناس الخطايا، لأنّ العمل هو التجسيد الواقعي للتوبة، وهو المظهر الحيّ لصفاء الروح.
اللّهمّ اجعلني ممن يلتزم خطّ رسالتك، فلا ينحرف عنه إلى غيره، ونهج رسولك، فلا يستبدل به أيّ نهج آخر، وافتح كلّ دروبي على الغايات التي تصلني برضاك، حتى يكون عنوان حياتي كلّها - في مناهجي وشرائعي وأعمالي وأقوالي وعلاقاتي ومواقعي ومواقفي -صورة لدينك الذي أرسلت به رسولك، فأتحرّك مع ملّة الإسلام وملّة رسولك في حياتي كلّها، فتكون وفاتي - في نهاية عمري - في الخطّ المستقيم، وفي ساحة الصفاء والنقاء، حتى أعيش أحلام النفس المطمئنّة الراضية المرضية في آخر لحظة من الحياة في أحلام الجنّة.
*من كتاب "آفاق الروح"، ج2.