في تصريح لتلفزيون لبنان تعليقاً على العدوان الإسرائيلي
فضل الله: مشكلة العدو الصهيوني هي وحدة لبنان الحكم والحكومة والشعب والمقاومة
التاريخ: 12/ربيع أول/1420هـ،الموافق:26/6/1999م
رأى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أن مشكلة العدو الصهيوني هي وحدة لبنان الحكم والحكومة والشعب والمقاومة"، مؤكداً على ضرورة أن "يسقط ايّ سجال داخلي يحاول ان يوحّل عقل اللبناني بالكلمات الصغيرة هنا وهناك". وحيّا سماحته المجاهدين "الذين استطاعوا أن يصنعوا توازن الرعب الذي يضبط الحركة الإسرائيلية في مواقع العدوان".
وقال سماحته في تصريح تلفزيوني رداً على سؤال حول خلفيات العدوان الإسرائيلي على لبنان: عندما تُطرح علامة استفهام أمام أيّ حدث صهيوني فان الجواب عنها لن يكون صعباً، لأن إسرائيل التي تعاملت مع لبنان في الماضي على أساس انه يمثل موقع الضعف في العالم أمامها أُصيبت بما يشبه الرعب، لأن لبنان استطاع أن يتحوّل الى موقع القوة الأول في كل العالم العربي أمامها، فقد عاش الكيان الصهيوني منذ أن انطلقت المقاومة أياماً صعبة، بحيث انه لأول مرة يدخل التحدي اللبناني من خلال المجاهدين الساحة الداخلية لهذا الكيان، ليُشكّل مأزقاً سياسياً يسيطر على الانتخابات، ومأزقاً أمنياً في داخل المنطقة المحتلة.
أضاف: إن إسرائيل تخاف من عنفوان وحركية القوة لدى العرب، فكيف إذا صدرت من خلال أضعف دولة عربية بالمعنى العسكري للقوة، وقد صرّح رئيس أركان العدو قبل أيام انه "لا يستطيع أيّ جيش في العالم أن يهزم المقاومة".. إنني أتصور أن الخط العام لكل الاعتداءات الإسرائيلية هو هذه النقطة، أما التفاصيل في مستوى هذه المرحلة الحاضرة فإنني أتصور انه يمثل سياسياً عمق المحادثات بين "الليكود" وبين "العمل"، فإننا لا نستطيع أن نصدّق أن "باراك" كان بعيداً عن قرار العدوان، لأن وجود حكومة تصريف الأعمال لا يمنع من أن يضغط الرئيس المنتخب عليها بطريقة وبأخرى، باعتبار أن ذلك سوف يؤثر سلباً على مشروعه، إذا كان صادقاً في مشروعه.
تابع: وإذا التفتنا الى تصريح "شارون" – عرّاب الاتفاق بين "اللـيكود" و"العمل" – فانه يتحدث عن ضرورة فصل المسارين السوري واللبناني، مما يدل على أن هذا العدوان هو رسالة موجهة الى لبنان انه إذا لم يقبل بالتفاوض مع إسرائيل منفرداً فانه سوف يعاني الكثير من إسقاط بنيته التحتية بطريقة وبأخرى. إنني أتصور أن المسألة التي نواجهها هي التدقيق منذ الآن في مرحلة "باراك" وهل انه الشخصية التي تحمل الأحلام السعيدة للعالم العربي أم انه الشخص الذي يتحرك على أساس يد من حديد في قفاز من حرير، لأنه بالرغم من كل الإعلام الأمريكي والعالمي وبالرغم من كل الكلمات الإيجابية التي وُجّهت إليه من خلال بيان قمة الدول الثمانية، فإننا نعتقد أن المسألة الاستراتيجية في كل التيارات السياسية في الكيان الغاصب هي مصلحة إسرائيل أولاً وآخراً..
ورأى سماحته أن مشكلة العدو الصهيوني هي "وحدة لبنان الحكومة والحكم والشعب والمقاومة، فلم يمر وقت على لبنان استطاعت فيه كل فصائله وتياراته أن تقف في الموقف الواحد المواجه للإحتلال مثل هذه المرحلة"، وأكد أن "الصواريخ الصهيونية التي توزعت على مواقع البنية التحتية سوف تسقط أمام الوحدة الوطنية"، وحذّر سماحته من "أصوات النشاز هنا وهناك، ومن أن يتحدث أحد عن مشكلة بين سوريا ولبنان أو عن مشكلة بين المقاومة وبين شعبها أو الدولة"، مشدداً على ضرورة أن "يسقط ايّ سجال داخلي يحاول ن يوحّل عقل اللبناني بالكلمات الصغيرة هنا وهناك"..
وأشاد سماحته بالجهاد الكبير للمقاومة "التي استطاعت أن تصنع توازن الرعب الذي يضبط الحركة الإسرائيلية في مواقع العدوان، وهذا ما يحسب له العدو الحسابات الكبيرة، لأن حجم الردّ الذي ينطلق به لبنان قد يكون اكثر تأثيراً في ذهنية المجتمع الصهيوني الذي لم يتعوّد على ذلك". وأبدى اعتقاده أن "مسؤولية الدول العربية لا أن يُطلقوا كلمات الاحتجاج والاستنكار، ولكن أن تجتمع الجامعة العربية بشكل جدّي – ولو لمرة واحدة – لتتخذ الموقف الموقف الذي تشعر فيه إسرائيل والمجتمع الدولي أن العرب بدأوا يخططون ويتخذون الموقف وخرجوا من أجواء الكلمات الى أجواء المواقف".
وفي ردٍ على سؤال حول إمكانية أن يقف لبنان على رجليه بعد هذا العدوان الجوي، قال سماحته: إنني أتصور أن لبنان لا يزال واقفاً على رجليه، لأن لبنان هو البلد الذي عاش حجم المأساة كأكثر البلدان العربية في إدمانه للمأساة وارتفاعه فوقها، ربما أُصيب الاقتصاد اللبناني ببعض الخلل، وان هناك الكثيرين من أحبتنا من الشهداء والجرحى سقطوا، ولكنني أتصور أن الوحدة الوطنية التي ينفتح فيها الحكم والحكومة على الشعب وعلى المجاهدين وعلى المرحلة القادمة التي تضغط بشكل فوق العادة على كل الواقع والمستقبل، إنني اعتقد أن هذا الموقف الوحدوي هو الذي يمكن أن يتابع لبنان فيه الثبات والوقوف على رجليه، وإننا نعتقد أن الشعب الذي تجاوز عدواني "تموز" ونيسان" واستطاع أن يبني من جديد سوف يقف مع دولته ومع المقاومة. لن يسقط لبنان ولن يُهدّم، لأن الشعب اللبناني هو الشعب الذي يملك إرادة الاستمرار والحياة والقوة.
وأكد على أن "العدو الصهيوني مهما أُعطي الحرية فهو لا يملك كل الحرية باعتبار أن هناك خطوطاً حمراء في الواقع الدولي والإقليمي لا يستطيع أن يتجاوزها"، واستبعد سماحته استمرار العدوان "لأن المستقبل القريب لن يتحمل امتداد المشكلة الى ما لا نهاية"، مشيراً الى أن هذا العدوان هو "صحوة الموت والحقد لنتنياهو، ولكنه سوف يموت قبل أن يموت وسوف يقتله حقده قبل أن يقتل أحداً من اللبنانيين".
في تصريح لتلفزيون لبنان تعليقاً على العدوان الإسرائيلي
فضل الله: مشكلة العدو الصهيوني هي وحدة لبنان الحكم والحكومة والشعب والمقاومة
التاريخ: 12/ربيع أول/1420هـ،الموافق:26/6/1999م
رأى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أن مشكلة العدو الصهيوني هي وحدة لبنان الحكم والحكومة والشعب والمقاومة"، مؤكداً على ضرورة أن "يسقط ايّ سجال داخلي يحاول ان يوحّل عقل اللبناني بالكلمات الصغيرة هنا وهناك". وحيّا سماحته المجاهدين "الذين استطاعوا أن يصنعوا توازن الرعب الذي يضبط الحركة الإسرائيلية في مواقع العدوان".
وقال سماحته في تصريح تلفزيوني رداً على سؤال حول خلفيات العدوان الإسرائيلي على لبنان: عندما تُطرح علامة استفهام أمام أيّ حدث صهيوني فان الجواب عنها لن يكون صعباً، لأن إسرائيل التي تعاملت مع لبنان في الماضي على أساس انه يمثل موقع الضعف في العالم أمامها أُصيبت بما يشبه الرعب، لأن لبنان استطاع أن يتحوّل الى موقع القوة الأول في كل العالم العربي أمامها، فقد عاش الكيان الصهيوني منذ أن انطلقت المقاومة أياماً صعبة، بحيث انه لأول مرة يدخل التحدي اللبناني من خلال المجاهدين الساحة الداخلية لهذا الكيان، ليُشكّل مأزقاً سياسياً يسيطر على الانتخابات، ومأزقاً أمنياً في داخل المنطقة المحتلة.
أضاف: إن إسرائيل تخاف من عنفوان وحركية القوة لدى العرب، فكيف إذا صدرت من خلال أضعف دولة عربية بالمعنى العسكري للقوة، وقد صرّح رئيس أركان العدو قبل أيام انه "لا يستطيع أيّ جيش في العالم أن يهزم المقاومة".. إنني أتصور أن الخط العام لكل الاعتداءات الإسرائيلية هو هذه النقطة، أما التفاصيل في مستوى هذه المرحلة الحاضرة فإنني أتصور انه يمثل سياسياً عمق المحادثات بين "الليكود" وبين "العمل"، فإننا لا نستطيع أن نصدّق أن "باراك" كان بعيداً عن قرار العدوان، لأن وجود حكومة تصريف الأعمال لا يمنع من أن يضغط الرئيس المنتخب عليها بطريقة وبأخرى، باعتبار أن ذلك سوف يؤثر سلباً على مشروعه، إذا كان صادقاً في مشروعه.
تابع: وإذا التفتنا الى تصريح "شارون" – عرّاب الاتفاق بين "اللـيكود" و"العمل" – فانه يتحدث عن ضرورة فصل المسارين السوري واللبناني، مما يدل على أن هذا العدوان هو رسالة موجهة الى لبنان انه إذا لم يقبل بالتفاوض مع إسرائيل منفرداً فانه سوف يعاني الكثير من إسقاط بنيته التحتية بطريقة وبأخرى. إنني أتصور أن المسألة التي نواجهها هي التدقيق منذ الآن في مرحلة "باراك" وهل انه الشخصية التي تحمل الأحلام السعيدة للعالم العربي أم انه الشخص الذي يتحرك على أساس يد من حديد في قفاز من حرير، لأنه بالرغم من كل الإعلام الأمريكي والعالمي وبالرغم من كل الكلمات الإيجابية التي وُجّهت إليه من خلال بيان قمة الدول الثمانية، فإننا نعتقد أن المسألة الاستراتيجية في كل التيارات السياسية في الكيان الغاصب هي مصلحة إسرائيل أولاً وآخراً..
ورأى سماحته أن مشكلة العدو الصهيوني هي "وحدة لبنان الحكومة والحكم والشعب والمقاومة، فلم يمر وقت على لبنان استطاعت فيه كل فصائله وتياراته أن تقف في الموقف الواحد المواجه للإحتلال مثل هذه المرحلة"، وأكد أن "الصواريخ الصهيونية التي توزعت على مواقع البنية التحتية سوف تسقط أمام الوحدة الوطنية"، وحذّر سماحته من "أصوات النشاز هنا وهناك، ومن أن يتحدث أحد عن مشكلة بين سوريا ولبنان أو عن مشكلة بين المقاومة وبين شعبها أو الدولة"، مشدداً على ضرورة أن "يسقط ايّ سجال داخلي يحاول ن يوحّل عقل اللبناني بالكلمات الصغيرة هنا وهناك"..
وأشاد سماحته بالجهاد الكبير للمقاومة "التي استطاعت أن تصنع توازن الرعب الذي يضبط الحركة الإسرائيلية في مواقع العدوان، وهذا ما يحسب له العدو الحسابات الكبيرة، لأن حجم الردّ الذي ينطلق به لبنان قد يكون اكثر تأثيراً في ذهنية المجتمع الصهيوني الذي لم يتعوّد على ذلك". وأبدى اعتقاده أن "مسؤولية الدول العربية لا أن يُطلقوا كلمات الاحتجاج والاستنكار، ولكن أن تجتمع الجامعة العربية بشكل جدّي – ولو لمرة واحدة – لتتخذ الموقف الموقف الذي تشعر فيه إسرائيل والمجتمع الدولي أن العرب بدأوا يخططون ويتخذون الموقف وخرجوا من أجواء الكلمات الى أجواء المواقف".
وفي ردٍ على سؤال حول إمكانية أن يقف لبنان على رجليه بعد هذا العدوان الجوي، قال سماحته: إنني أتصور أن لبنان لا يزال واقفاً على رجليه، لأن لبنان هو البلد الذي عاش حجم المأساة كأكثر البلدان العربية في إدمانه للمأساة وارتفاعه فوقها، ربما أُصيب الاقتصاد اللبناني ببعض الخلل، وان هناك الكثيرين من أحبتنا من الشهداء والجرحى سقطوا، ولكنني أتصور أن الوحدة الوطنية التي ينفتح فيها الحكم والحكومة على الشعب وعلى المجاهدين وعلى المرحلة القادمة التي تضغط بشكل فوق العادة على كل الواقع والمستقبل، إنني اعتقد أن هذا الموقف الوحدوي هو الذي يمكن أن يتابع لبنان فيه الثبات والوقوف على رجليه، وإننا نعتقد أن الشعب الذي تجاوز عدواني "تموز" ونيسان" واستطاع أن يبني من جديد سوف يقف مع دولته ومع المقاومة. لن يسقط لبنان ولن يُهدّم، لأن الشعب اللبناني هو الشعب الذي يملك إرادة الاستمرار والحياة والقوة.
وأكد على أن "العدو الصهيوني مهما أُعطي الحرية فهو لا يملك كل الحرية باعتبار أن هناك خطوطاً حمراء في الواقع الدولي والإقليمي لا يستطيع أن يتجاوزها"، واستبعد سماحته استمرار العدوان "لأن المستقبل القريب لن يتحمل امتداد المشكلة الى ما لا نهاية"، مشيراً الى أن هذا العدوان هو "صحوة الموت والحقد لنتنياهو، ولكنه سوف يموت قبل أن يموت وسوف يقتله حقده قبل أن يقتل أحداً من اللبنانيين".