كان عليّ (ع) المسلم المطيع لرسول الله (ص) في كلّ مواقع الحياة، وانطبع بالإسلام في كلّ فكره وفي كلّ مشاعره وفي كلّ عواطفه. ونحن نفهم من سيرته ومن كلماته ومن كلّ أجوائه، أنَّ معنى الإسلام عنده هو بيع النفس لله، فلا يكون الإنسان مسلماً إذا كان يحسب لنفسه حساباً غير حساب الله، أو يرى لها مصالح غير مصالح رسالة الله، أو علاقات غير العلاقات الَّتي يحبّها الله، أي أن تكون حياته كلّها لله: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة: 131]، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام: 162 ـــ 163].
باع عليّ (ع) حياته عندما أكَّد إسلامه ليخطِّط لنا الطَّريق. وقد حدَّثنا الله عنه في الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ...}[البقرة: 207].
كان عليّ (ع) يريد أن يربح نفسه، وعرف أنّه لن يربحها عند الله إلَّا إذا جعلها في خدمته وبذلها في سبيله.
ولذلك، عندما طلب إليه رسول الله (ص) أن يبيت في فراشه ليلة الهجرة، فإنَّه لم يتردَّد في القبول، على الرّغم من كلِّ الخطر المحدق به، ولم يسأله عمَّا يلحق به من أذى، بل سأله عن شيءٍ واحد، ليطمئنَّ على حياة الرَّسول ومستقبل الرّسالة، إذ قال له: "أَوَتَسْلَم يا رسول الله؟ قال: بلى"، ففرح عليّ (ع) بذلك وسجد شكراً لله.
وهكذا بات في فراش رسول الله، ولولا ذلك، لم يستطع رسول الله (ص) أن يغطّي انسحابه، فقد كان يُخيَّل إلى القوم، وهم يجدون شخصاً نائماً في الفراش، أنَّ ذلك هو الرسول (ص)...
وكان (ع) يتعلَّم من رسول الله كيف يكون الصَّابر عندما تحتاج الرّسالة إلى صبر، وكيف يكون المتحرّك عندما تحتاج الرّسالة إلى حركة، وكيف يكون الشَّديد عندما تحتاج الرّسالة إلى شدّة، وكيف يكون المتسامح عندما تحتاج الرّسالة إلى التّسامح، فكانت أخلاقه صورةً لأخلاق رسول الله (ص)...
*من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج1.
كان عليّ (ع) المسلم المطيع لرسول الله (ص) في كلّ مواقع الحياة، وانطبع بالإسلام في كلّ فكره وفي كلّ مشاعره وفي كلّ عواطفه. ونحن نفهم من سيرته ومن كلماته ومن كلّ أجوائه، أنَّ معنى الإسلام عنده هو بيع النفس لله، فلا يكون الإنسان مسلماً إذا كان يحسب لنفسه حساباً غير حساب الله، أو يرى لها مصالح غير مصالح رسالة الله، أو علاقات غير العلاقات الَّتي يحبّها الله، أي أن تكون حياته كلّها لله: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة: 131]، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام: 162 ـــ 163].
باع عليّ (ع) حياته عندما أكَّد إسلامه ليخطِّط لنا الطَّريق. وقد حدَّثنا الله عنه في الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ...}[البقرة: 207].
كان عليّ (ع) يريد أن يربح نفسه، وعرف أنّه لن يربحها عند الله إلَّا إذا جعلها في خدمته وبذلها في سبيله.
ولذلك، عندما طلب إليه رسول الله (ص) أن يبيت في فراشه ليلة الهجرة، فإنَّه لم يتردَّد في القبول، على الرّغم من كلِّ الخطر المحدق به، ولم يسأله عمَّا يلحق به من أذى، بل سأله عن شيءٍ واحد، ليطمئنَّ على حياة الرَّسول ومستقبل الرّسالة، إذ قال له: "أَوَتَسْلَم يا رسول الله؟ قال: بلى"، ففرح عليّ (ع) بذلك وسجد شكراً لله.
وهكذا بات في فراش رسول الله، ولولا ذلك، لم يستطع رسول الله (ص) أن يغطّي انسحابه، فقد كان يُخيَّل إلى القوم، وهم يجدون شخصاً نائماً في الفراش، أنَّ ذلك هو الرسول (ص)...
وكان (ع) يتعلَّم من رسول الله كيف يكون الصَّابر عندما تحتاج الرّسالة إلى صبر، وكيف يكون المتحرّك عندما تحتاج الرّسالة إلى حركة، وكيف يكون الشَّديد عندما تحتاج الرّسالة إلى شدّة، وكيف يكون المتسامح عندما تحتاج الرّسالة إلى التّسامح، فكانت أخلاقه صورةً لأخلاق رسول الله (ص)...
*من كتاب "في رحاب أهل البيت (ع)، ج1.