علم الإمام الحسين (ع) ومن روى عنه

علم الإمام الحسين (ع) ومن روى عنه

ولم يدانِ الإمام الحسين (عليه السّلام) أحد في فضله وعلمه، فقد فاق غيره بملكاته ومواهبه العلمية، وقد انتهل، وهو في سنّه المبكرة، من نمير علوم جدّه التي أضاءت آفاق هذا الكون، كما تتلمذ على يد أبيه الإمام أمير المؤمنين باب مدينة علم النبي (صلّى الله عليه وآله) وأعلم الأمّة، وأفقهها بشؤون الدّين، وورد في الحديث: «كان الحسن والحسين يغرّان العلم غراً».

وقال حبر الأمّة عبد الله بن عباس: "الحسين من بيت النبوَّة وهم ورثة العلم".

وقال بعض مَن ترجمه: "كان الحسين أفضل أهل زمانه في العلم والمعرفة بالكتاب والسنّة". ونعرض بإيجاز لبعض شؤونه العلميّة.

الرّجوع إليه في الفُتيا:

كان الإمام الحسين (عليه السّلام) من مراجع الفتيا في العالم الإسلامي، وقد رجع إليه أكابر الصحابة في مسائل الدّين، وكان ممّن سأله عبد الله بن الزّبير، فقد استفتاه قائلاً: يا أبا عبد الله، ما تقول في فكاك الأسير، على مَن هو؟ فأجابه (عليه السّلام): "على القوم الذين أعانهم أو قاتل معهم".

وسأله ثانياً: يا أبا عبد الله، متى يجب عطاء الصبي؟ فأجابه (عليه السّلام): "إذا استهلّ، وجب له عطاؤه ورزقه".

وسأله ثالثاً عن الشّرب قائماً، فدعا (عليه السّلام) بلقحة ـ أي ناقة ـ له، فحُلبت، فشرب قائماً وناوله.

قال ابن القيم الجوزي: إنَّ الباقي من الصحابة من رجال الفتيا هم: أبو الدّرداء، وأبو عبيدة الجراح، والحسن والحسين.

لقد كان المسلمون يرجعون إليه في مسائل الحلال والحرام، ويأخذون من أحكام الإسلام وآداب الشريعة كما كانوا يرجعون إلى أبيه.

مجلسه:

كان مجلسه مجلس علم ووقار، قد ازدان بأهل العلم من الصحابة، وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم من الأدب والحكمة، ويسجّلون ما يروون عنه من أحاديث جدّه (صلّى الله عليه وآله)، ويقول المؤرّخون: إنّ الناس كانوا يجتمعون إليه ويحتفون به، وكأنّ على رؤوسهم الطير، يسمعون منه العلم الواسع والحديث الصّادق. وكان مجلسه في جامع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وله حلقة خاصّة به، وسأل رجل من قريش معاوية أين يجد الحسين، فقال له: إذا دخلت مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فرأيت حلقة فيها قوم كأنّ على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله .

ويقول العلائلي: كان مجلسه مهوى الأفئدة، ومتراوح الأملاك، يشعر الجالس بين يديه أنّه ليس في حضرة إنسان من عمل الدّنيا، وصنيعة الدنيا، تمتدّ أسبابها برهبته وجلاله وروعته، بل في حضرة طفاح بالسكينة، كأنَّ الملائكة تروح فيها وتغدو.

لقد جذبت شخصية الإمام، وسموّ مكانته الروحيّة، قلوب المسلمين ومشاعرهم، فراحوا يتهافتون على مجلسه، ويستمعون إلى أحاديثه، وهم في منتهى الإجلال والخضوع.

مَن روى عنه:

كان الإمام (عليه السّلام) من أعلام النهضة الفكرية والعلمية في عصره، وقد ساهم مساهمة إيجابيّة في نشر العلوم الإسلامية، وإشاعة المعارف والآداب بين النّاس، وقد انتهل من نمير علومه حشد كبير من الصحابة وأبنائهم، وهم: ولده الإمام زين العابدين، وبنته فاطمة وسكينة، وحفيده الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السَّلام) والشعبي، وعكرمة، وكرز التميمي، وسنان ابن أبي سنان الدّؤلي، وعبد الله بن عمر، وابن عثمان، والفرزدق، وابن أخيه زيد بن الحسن، وطلحة العقيلي، وعبيد بن حنين، وأبو هريرة، وعبيد الله بن أبي يزيد، والمطلب بن عبيد الله بن حنطب، وأبو حازم الأشجعي، وشعيب بن خالد، ويوسف الصباغ، وأبو هشام، وغيرهم. وقد ألّف أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني كتاباً في أسماء مَن روى عن الحسن والحسين .

لقد اتّخذ الإمام الجامع النبوي مدرسة له، فكان به يلقي محاضراته في علم الفقه والتفسير، ورواية الحديث، وقواعد الأخلاق وآداب السّلوك، وكان المسلمون يفدون عليه من كلّ فجّ للانتهال من نمير علومه المستمدّة من علوم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ومعارفه.

رواياته عن جدّه:

وروى الإمام الحسين (عليه السّلام) مجموعة كبيرة من الأحاديث عن جدّه الرّسول (صلّى الله عليه وآله)، وقد ذكر الزهري في كتاب (المغازي)، أنّ البخاري روى عن الحسين أحاديث كثيرة، وفيها باب تحريض النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على قيام اللّيل، كما روى عنه الترمذي في كتاب (الشمائل النبوية) أحاديث كثيرة، وقد نقلها عنه سفيان بن وكيع، ونلمع إلى بعض رواياته عن جدّه:

1 ـ قال (عليه السّلام): "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من حسن إسلام المرء، قلّة الكلام فيما لا يعنيه".

2 ـ قال (عليه السّلام): "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

3 ـ قال (عليه السّلام): "سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة ـ أو قال: تصيبه مصيبة، وإن قدم عهدها، فيحدث لها استرجاعاً، إلّا أحدث الله عنه ذلك، وأعطاه ثواب ما وعده عليها يوم أصيب بها".

4 ـ قال (عليه السّلام): "سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: إنَّ الله يحبّ معالي الأمور، ويكره سفاسفها".

5 ـ قال (عليه السّلام): "سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: مَن يطع الله يرفعه، ومَن يعص الله يضعه، ومَن يخلص نيّته لله يزينه، ومَن يثق بما عند الله يُغنيه، ومَن يتعزَّز على الله يذلّه".

6 ـ قال (عليه السّلام): "كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا استقى قال: اللّهمّ اسقنا سقياً واسعة وادعة عامّة نافعة غير ضارّة، تعمّ بها حاضرنا وبادينا، وتزيد بها في رزقنا وشكرنا. اللّهمّ اجعله رزق إيمان وعطاء إيمان، إنّ عطاءك لم يكن محظوراً. اللّهمّ أنزل علينا في أرضنا سكنها، وأنبت فيها زينتها ومرعاها".

7 ـ قال (عليه السّلام): "حدّثني أبي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: المغبون لا محمود ولا مأجور".

8 ـ روى (عليه السّلام) عن أبيه قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ التحبّب إلى الناس".

9 ـ روى (عليه السّلام) عن أبيه قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حُبّنا أهل البيت".

*من كتاب "حياة الإمام الحسين (ع)".

ولم يدانِ الإمام الحسين (عليه السّلام) أحد في فضله وعلمه، فقد فاق غيره بملكاته ومواهبه العلمية، وقد انتهل، وهو في سنّه المبكرة، من نمير علوم جدّه التي أضاءت آفاق هذا الكون، كما تتلمذ على يد أبيه الإمام أمير المؤمنين باب مدينة علم النبي (صلّى الله عليه وآله) وأعلم الأمّة، وأفقهها بشؤون الدّين، وورد في الحديث: «كان الحسن والحسين يغرّان العلم غراً».

وقال حبر الأمّة عبد الله بن عباس: "الحسين من بيت النبوَّة وهم ورثة العلم".

وقال بعض مَن ترجمه: "كان الحسين أفضل أهل زمانه في العلم والمعرفة بالكتاب والسنّة". ونعرض بإيجاز لبعض شؤونه العلميّة.

الرّجوع إليه في الفُتيا:

كان الإمام الحسين (عليه السّلام) من مراجع الفتيا في العالم الإسلامي، وقد رجع إليه أكابر الصحابة في مسائل الدّين، وكان ممّن سأله عبد الله بن الزّبير، فقد استفتاه قائلاً: يا أبا عبد الله، ما تقول في فكاك الأسير، على مَن هو؟ فأجابه (عليه السّلام): "على القوم الذين أعانهم أو قاتل معهم".

وسأله ثانياً: يا أبا عبد الله، متى يجب عطاء الصبي؟ فأجابه (عليه السّلام): "إذا استهلّ، وجب له عطاؤه ورزقه".

وسأله ثالثاً عن الشّرب قائماً، فدعا (عليه السّلام) بلقحة ـ أي ناقة ـ له، فحُلبت، فشرب قائماً وناوله.

قال ابن القيم الجوزي: إنَّ الباقي من الصحابة من رجال الفتيا هم: أبو الدّرداء، وأبو عبيدة الجراح، والحسن والحسين.

لقد كان المسلمون يرجعون إليه في مسائل الحلال والحرام، ويأخذون من أحكام الإسلام وآداب الشريعة كما كانوا يرجعون إلى أبيه.

مجلسه:

كان مجلسه مجلس علم ووقار، قد ازدان بأهل العلم من الصحابة، وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم من الأدب والحكمة، ويسجّلون ما يروون عنه من أحاديث جدّه (صلّى الله عليه وآله)، ويقول المؤرّخون: إنّ الناس كانوا يجتمعون إليه ويحتفون به، وكأنّ على رؤوسهم الطير، يسمعون منه العلم الواسع والحديث الصّادق. وكان مجلسه في جامع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وله حلقة خاصّة به، وسأل رجل من قريش معاوية أين يجد الحسين، فقال له: إذا دخلت مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فرأيت حلقة فيها قوم كأنّ على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله .

ويقول العلائلي: كان مجلسه مهوى الأفئدة، ومتراوح الأملاك، يشعر الجالس بين يديه أنّه ليس في حضرة إنسان من عمل الدّنيا، وصنيعة الدنيا، تمتدّ أسبابها برهبته وجلاله وروعته، بل في حضرة طفاح بالسكينة، كأنَّ الملائكة تروح فيها وتغدو.

لقد جذبت شخصية الإمام، وسموّ مكانته الروحيّة، قلوب المسلمين ومشاعرهم، فراحوا يتهافتون على مجلسه، ويستمعون إلى أحاديثه، وهم في منتهى الإجلال والخضوع.

مَن روى عنه:

كان الإمام (عليه السّلام) من أعلام النهضة الفكرية والعلمية في عصره، وقد ساهم مساهمة إيجابيّة في نشر العلوم الإسلامية، وإشاعة المعارف والآداب بين النّاس، وقد انتهل من نمير علومه حشد كبير من الصحابة وأبنائهم، وهم: ولده الإمام زين العابدين، وبنته فاطمة وسكينة، وحفيده الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السَّلام) والشعبي، وعكرمة، وكرز التميمي، وسنان ابن أبي سنان الدّؤلي، وعبد الله بن عمر، وابن عثمان، والفرزدق، وابن أخيه زيد بن الحسن، وطلحة العقيلي، وعبيد بن حنين، وأبو هريرة، وعبيد الله بن أبي يزيد، والمطلب بن عبيد الله بن حنطب، وأبو حازم الأشجعي، وشعيب بن خالد، ويوسف الصباغ، وأبو هشام، وغيرهم. وقد ألّف أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني كتاباً في أسماء مَن روى عن الحسن والحسين .

لقد اتّخذ الإمام الجامع النبوي مدرسة له، فكان به يلقي محاضراته في علم الفقه والتفسير، ورواية الحديث، وقواعد الأخلاق وآداب السّلوك، وكان المسلمون يفدون عليه من كلّ فجّ للانتهال من نمير علومه المستمدّة من علوم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ومعارفه.

رواياته عن جدّه:

وروى الإمام الحسين (عليه السّلام) مجموعة كبيرة من الأحاديث عن جدّه الرّسول (صلّى الله عليه وآله)، وقد ذكر الزهري في كتاب (المغازي)، أنّ البخاري روى عن الحسين أحاديث كثيرة، وفيها باب تحريض النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على قيام اللّيل، كما روى عنه الترمذي في كتاب (الشمائل النبوية) أحاديث كثيرة، وقد نقلها عنه سفيان بن وكيع، ونلمع إلى بعض رواياته عن جدّه:

1 ـ قال (عليه السّلام): "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من حسن إسلام المرء، قلّة الكلام فيما لا يعنيه".

2 ـ قال (عليه السّلام): "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

3 ـ قال (عليه السّلام): "سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة ـ أو قال: تصيبه مصيبة، وإن قدم عهدها، فيحدث لها استرجاعاً، إلّا أحدث الله عنه ذلك، وأعطاه ثواب ما وعده عليها يوم أصيب بها".

4 ـ قال (عليه السّلام): "سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: إنَّ الله يحبّ معالي الأمور، ويكره سفاسفها".

5 ـ قال (عليه السّلام): "سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: مَن يطع الله يرفعه، ومَن يعص الله يضعه، ومَن يخلص نيّته لله يزينه، ومَن يثق بما عند الله يُغنيه، ومَن يتعزَّز على الله يذلّه".

6 ـ قال (عليه السّلام): "كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا استقى قال: اللّهمّ اسقنا سقياً واسعة وادعة عامّة نافعة غير ضارّة، تعمّ بها حاضرنا وبادينا، وتزيد بها في رزقنا وشكرنا. اللّهمّ اجعله رزق إيمان وعطاء إيمان، إنّ عطاءك لم يكن محظوراً. اللّهمّ أنزل علينا في أرضنا سكنها، وأنبت فيها زينتها ومرعاها".

7 ـ قال (عليه السّلام): "حدّثني أبي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: المغبون لا محمود ولا مأجور".

8 ـ روى (عليه السّلام) عن أبيه قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ التحبّب إلى الناس".

9 ـ روى (عليه السّلام) عن أبيه قال: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حُبّنا أهل البيت".

*من كتاب "حياة الإمام الحسين (ع)".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية