استقبل وفد تجمّع العلماء المسلمين والقائم بالأعمال الإيراني والنّابلسي فضل الله: نلمح سعياً أميركيّاً لإحياء ملفّات تستبطن التّحضير لفتنةٍ في الواقع الإسلاميّ |
نبّه العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، إلى وجود سعيٍ أميركيّ لإعادة إحياء بعض الملفّات في الدّاخل اللّبنانيّ، وعلى مستوى المنطقة، بما يستبطن التّحضير لفتنة في الواقع الإسلاميّ على وجه التّحديد، داعياً العلماء والقوى الحيّة في الأمة إلى عدم الاسترخاء، والتّحضير لمواجهة هذا المخطّط، محذّراً من أنّ مشروع التّفتيت الكبير في الأمّة لا يزال حاضراً في ذهن الإدارة الأميركيّة الجديدة، التي تسعى لتسويق بعض العناوين التي تتّصل بحاجتها إلى إحداث فتنة بين السنّة والشيعة. ودعا سماحته إلى الاستفادة من حال التّفاهم السّائدة في لبنان حاليّاً، محذّراً من إيحاءات بعض السّفراء الأجانب في الكواليس بأنّ ما يجري هو مجرّد هدنة تطلّ على حرب كبيرة، مشدّداً على عدم السّقوط أمام هذه التّهاويل.
استقبل سماحته وفداً من الهيئة الإداريّة ومجلس الأمناء في تجمّع العلماء المسلمين برئاسة الشّيخ أحمد الزين، حيث اطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، وجرى عرضٌ للأوضاع الإسلاميّة العامّة.
وتحدّث سماحة السيّد فضل الله في الوفد، محذّراً من الاسترخاء السياسيّ أو الثقافيّ أو الحركيّ في ظلّ الأوضاع الراهنة، مشيراً إلى أنّ المشهد الراهن يُخفي من ورائه بعض التطوّرات والأوضاع التي ينبغي للأمّة بقواها الحيّة والمتحرّكة أن تتنبّه له، لأنّنا نلمح سعياً أميركياً لإعادة إحياء بعض الملفّات في الداخل اللّبناني، وعلى مستوى المنطقة، بما يستبطن التحضير لفتنةٍ في الواقع الإسلاميّ على وجه التحديد.
أضاف: نعتقد أنّ الإدارة الأميركيّة سوف تعمل في المراحل اللاحقة لتسويق بعض العناوين التي تتّصل بحاجتها إلى إحداث فتنة بين المسلمين السنّة والشيعة، وعلى العلماء أن يكونوا على أتمّ الاستعداد لمواجهة ذلك، وأن ينطلقوا من الآن لقطع الطّريق على أعداء الأمّة، لأنّ مشروع التفتيت الكبير لا يزال مطروحاً من قبل الأميركيين الذين لا يجدون مشكلةً في أن يتواصل النـزيف في الأمّة، بدءاً من اليمن، وصولاً إلى السّودان والصّومال وأفغانستان وباكستان والعراق، كما أنهم لا يجدون مشكلةً في اهتزاز الوضع داخل تركيا من خلال العلاقة المتوتّرة مع الأكراد، إضافةً إلى طموحهم وسعيهم لتخريب الوضع الإيرانيّ من الدّاخل.
وتابع: لذلك علينا ألا نسقط أمام ما نعيشه من أجواء حاليّة، لأنّنا إلى جانب اعتقادنا بأنّ المشروع الاستكباريّ قد أصيب بنكساتٍ في مواقع متعدّدة في المنطقة، إلا أنّ هذا المشروع يعاود إحياء نفسه بأساليب ووسائل جديدة، ويحاول النّهوض من جديد، ويسعى لأخذ زمام المبادرة السياسيّة والأمنيّة في المنطقة، بالتعاون المباشر مع الكيان الصهيونيّ، الذي يجد أنّ أقصر الطّرق لتحقيق أهدافه التّدميريّة في الأمّة، تتمثّل بإشعال فتن مذهبيّة متنقّلة فيها، وباستغلال العناوين الأخرى، سواء أكانت قبليّةً أم مناطقيّةً أو غيرها في هذا الإطار.
ودعا سماحته اللّبنانيين إلى الاستفادة من حال التّفاهم الحاليّة، ومنع الآخرين ـ وخصوصاً بعض السّفراء الأجانب ـ من تقويضها، بطرح عناوين خلافيّة، ومحاولة خلق بعض الأجواء المتشنّجة هنا وهناك، والإيحاء إلى البعض في كواليسهم السياسيّة بأنّ البلد يعيش حالة هدنة داخليّة وكذلك في علاقته مع سوريا، وأنّه مقبلٌ على حرب داخليّة، أو سيتعرّض لحربٍ إسرائيليّة خطيرة، مما يدخل في أساليب التّهويل والخداع التي ينبغي ألا تنطلي على الفئات الشعبيّة والجهات السياسيّة المعنيّة.
وكان سماحته استقبل القائم بالأعمال الإيرانيّ في لبنان، مير مسعود حسينيان، يرافقه المستشار الثقافي الإيرانيّ، السيد محمد حسين رئيس زادة، حيث جرى عرضٌ لعدد من القضايا العامّة.
كذلك استقبل سماحته النّائب الأوّل لحاكم مصرف لبنان، السيّد رائد شرف الدّين، ترافقه والدته السيّدة رباب شرف الدين ووالده السيّد حسين شرف الدين.
واستقبل سماحته العلامة الشّيخ عفيف النّابلسي.
|