بيان حول تصريحات بابا الفاتيكان

بيان حول تصريحات بابا الفاتيكان
دعا إلى لقاء إسلاميّ ـ مسيحيّ لحماية المسيحيّين في العراق وحلّ المشاكل في نيجيريا ومصر ودعم الشّعب الفلسطيني
فضل الله: نتمنّى على البابا ألا ينسى فظائع إسرائيل في غزّة ما دام لا ينسى ما حلّ بيهود روما ‏

 

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على أنّنا مع كلّ حوار معمّق بين أصحاب الرّسالات ينطلق من قيمها ومن قواعد إنسانيّة صحيحة، داعياً القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون لحماية المظلومين من بني البشر، مشدّداً على أهمّيّة التّعاون لحلّ المشكلة الطائفيّة في نيجيريا وما جرى مؤخّراً في مصر، مؤكّداً ضرورة توفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، داعياً الجميع إلى الاستجابة للنّداء الذي أطلقه قاضي قضاة فلسطين ورئيس الأساقفة الأرثوذكس لحماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وتمنى سماحته على البابا الذي قال إنّه لا ينسى ما حلّ بيهود روما في خلال الحرب العالمية الثانية، ألا ينسى جرائم إسرائيل ضدّ الفلسطينيّين في غزّة، "لأننا نعتقد أنّ قضيّة الظّلم لا تتجزّأ"، داعياً الفاتيكان إلى أن يكون المعبّر عن رسالة السيّد المسيح الذي لو كان موجوداً لكان مع الفلسطينيّين ضدّ اليهود المحتلّين.

نص البيان:

لقد شهدنا في الأيام الفائتة، وخصوصاً على السّاحة الأوروبيّة، محاولات جديدة لتعزيز العلاقات وتمتينها بين الدّيانتين المسيحيّة واليهوديّة، من خلال لقاءات وصلوات قام بها بابا الفاتيكان الذي تحدّث عن وجود مشتركات بين المسيحيّين واليهود، منها: "الإيمان بربّ واحد، وكذلك حماية الحياة العائليّة، والسّعي إلى العدالة الاجتماعيّة والسّلام"، كما قال، متحدّثاً عن "بدء مرحلة جديدة في مسار التّوافق والصّداقة بين الكاثوليك واليهود"، ومشيراً إلى يهود روما الّذين اقتيدوا من منازلهم وقتلوا خلال الحرب العالميّة الثّانية، قائلاً: "كيف يمكن أن ننسى وجوههم وأسماءهم ويأس الرّجال والنّساء والأطفال"؟

ونحن نعتقد أنّ حواراً معمّقاً بين أتباع الرّسالات من شأنه أن يوضّح العديد من المسائل، وأن يفتح نافذةً أوسع للسّلام على مستوى البشريّة إذا انطلق من أسس دينيّة وإنسانيّة صحيحة ومن قيم رساليّة راسخة، مع ملاحظتنا أنّ عدداً من حاخامات اليهود لم يرتاحوا إلى كلام البابا في هذا الشّأن، لزعمهم أنّ الفاتيكان ساهم خلال الحرب العالميّة الثانية في معاناة اليهود في أوروبا، أو أنّه لم يبذل مساعي حقيقيّةً لإنقاذهم من النّازية.

ولكنّنا نريد لبابا الفاتيكان أن يكون شجاعاً ويتحدّث باللّغة نفسها عن الأطفال والنّساء والرجال الفلسطينيين الّذين قتلهم اليهود المحتلّون في المجازر المتواصلة منذ الإغارات الأولى للصهاينة على فلسطين، وصولاً إلى الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليّون في قطاع غزّة، لأننا نعتقد أنّ قضيّة الظّلم لا تتجزّأ، وأنّ دفاع أيّ مسؤول ديني عن مجموعة بشريّة تعرّضت للظّلم والاضطهاد ـ كما يعتقد ـ تفرض عليه الدّفاع عن المجموعات البشرية الأخرى التي تعرّضت لأبشع المجازر، والتي شاهدها العالم عبر الشّاشات، وهي الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليّون بحقّ أهالي غزّة، فقتلوا مئات الأطفال بدم بارد، وشهد على فظائعهم قاضٍ يهوديّ، على الرّغم من محاولاتهم المستمرّة للتغطية على هذه المجازر.

وندعو بابا الفاتيكان إلى تحمّل مسؤوليّته الدينيّة والرساليّة، وأن يقول كلمة الحقّ حيال ما يجري في فلسطين، لأنّه يعرف تمام المعرفة أنّ السيّد المسيح(ع) لو كان موجوداً، لوقف بوجه هؤلاء القتلة الذين لا يتورّعون عن ارتكاب أبشع الجرائم، ولا يمنعهم وازع ديني أو قانوني من أن يعمدوا إلى سرقة الأعضاء البشريّة للفلسطينيّين واستخدامها لحساب جنودهم.

إنّنا نريد للفاتيكان أن يكون المعبّر خير تعبير عن رسالة السيّد المسيح في احتضان المظلومين والمقهورين، وألا يسقط فريسةً بيد الابتزاز الذي مارسته وتمارسه المؤسّسة الصهيونية على الحكومات والشّعوب والمؤسسات الدينيّة في الغرب، وعندها يمكن أن ننطلق في مسيرة التعاون المشترك لمواجهة الظّلم والإلحاد ورفض الاحتلال، وصناعة السّلام والمحبّة للبشريّة كلّها.

ومن جهةٍ أخرى، فإنّنا، ومن موقعنا الشّرعيّ، ندعو كافّة القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون المنطلق من حوار حقيقيّ، والتّنسيق على المستوى الميداني، لحماية المسلمين والمسيحيّين وسائر المظلومين في العالم، بصرف النّظر عن هويّتهم ودينهم وعرقهم... كما ندعو إلى التحرك سريعاً لإيقاف نزيف الدّم المراق هناك في نيجيريا، وتوفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، وإطفاء جذوة الخلافات التي نعرف أنّ معظمها انطلق من دوافع شخصيّة، كما جرى في بعض المناطق في مصر بين الأقباط والمسلمين.

كما نثمّن النّداءات التي انطلقت من قيادات إسلاميّة ومسيحيّة فلسطينيّة، في أن يهبّ الجميع من مسلمين ومسيحيّين على وجه الخصوص للدّفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة المعرّضين للسّقوط بفعل حفريّات اليهود المحتلّين. كما ندعو سائر القوى الحيّة في العالم إلى مؤازرة المسلمين والمسيحيّين في فلسطين المحتلّة الّذين يتعرّضون لأبشع أنواع الظّلم والاضطهاد من اليهود المحتلّين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
 التاريخ: 10 صفر 1431 هـ الموافق: 25/01/2010 م

دعا إلى لقاء إسلاميّ ـ مسيحيّ لحماية المسيحيّين في العراق وحلّ المشاكل في نيجيريا ومصر ودعم الشّعب الفلسطيني
فضل الله: نتمنّى على البابا ألا ينسى فظائع إسرائيل في غزّة ما دام لا ينسى ما حلّ بيهود روما ‏

 

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على أنّنا مع كلّ حوار معمّق بين أصحاب الرّسالات ينطلق من قيمها ومن قواعد إنسانيّة صحيحة، داعياً القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون لحماية المظلومين من بني البشر، مشدّداً على أهمّيّة التّعاون لحلّ المشكلة الطائفيّة في نيجيريا وما جرى مؤخّراً في مصر، مؤكّداً ضرورة توفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، داعياً الجميع إلى الاستجابة للنّداء الذي أطلقه قاضي قضاة فلسطين ورئيس الأساقفة الأرثوذكس لحماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وتمنى سماحته على البابا الذي قال إنّه لا ينسى ما حلّ بيهود روما في خلال الحرب العالمية الثانية، ألا ينسى جرائم إسرائيل ضدّ الفلسطينيّين في غزّة، "لأننا نعتقد أنّ قضيّة الظّلم لا تتجزّأ"، داعياً الفاتيكان إلى أن يكون المعبّر عن رسالة السيّد المسيح الذي لو كان موجوداً لكان مع الفلسطينيّين ضدّ اليهود المحتلّين.

نص البيان:

لقد شهدنا في الأيام الفائتة، وخصوصاً على السّاحة الأوروبيّة، محاولات جديدة لتعزيز العلاقات وتمتينها بين الدّيانتين المسيحيّة واليهوديّة، من خلال لقاءات وصلوات قام بها بابا الفاتيكان الذي تحدّث عن وجود مشتركات بين المسيحيّين واليهود، منها: "الإيمان بربّ واحد، وكذلك حماية الحياة العائليّة، والسّعي إلى العدالة الاجتماعيّة والسّلام"، كما قال، متحدّثاً عن "بدء مرحلة جديدة في مسار التّوافق والصّداقة بين الكاثوليك واليهود"، ومشيراً إلى يهود روما الّذين اقتيدوا من منازلهم وقتلوا خلال الحرب العالميّة الثّانية، قائلاً: "كيف يمكن أن ننسى وجوههم وأسماءهم ويأس الرّجال والنّساء والأطفال"؟

ونحن نعتقد أنّ حواراً معمّقاً بين أتباع الرّسالات من شأنه أن يوضّح العديد من المسائل، وأن يفتح نافذةً أوسع للسّلام على مستوى البشريّة إذا انطلق من أسس دينيّة وإنسانيّة صحيحة ومن قيم رساليّة راسخة، مع ملاحظتنا أنّ عدداً من حاخامات اليهود لم يرتاحوا إلى كلام البابا في هذا الشّأن، لزعمهم أنّ الفاتيكان ساهم خلال الحرب العالميّة الثانية في معاناة اليهود في أوروبا، أو أنّه لم يبذل مساعي حقيقيّةً لإنقاذهم من النّازية.

ولكنّنا نريد لبابا الفاتيكان أن يكون شجاعاً ويتحدّث باللّغة نفسها عن الأطفال والنّساء والرجال الفلسطينيين الّذين قتلهم اليهود المحتلّون في المجازر المتواصلة منذ الإغارات الأولى للصهاينة على فلسطين، وصولاً إلى الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليّون في قطاع غزّة، لأننا نعتقد أنّ قضيّة الظّلم لا تتجزّأ، وأنّ دفاع أيّ مسؤول ديني عن مجموعة بشريّة تعرّضت للظّلم والاضطهاد ـ كما يعتقد ـ تفرض عليه الدّفاع عن المجموعات البشرية الأخرى التي تعرّضت لأبشع المجازر، والتي شاهدها العالم عبر الشّاشات، وهي الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليّون بحقّ أهالي غزّة، فقتلوا مئات الأطفال بدم بارد، وشهد على فظائعهم قاضٍ يهوديّ، على الرّغم من محاولاتهم المستمرّة للتغطية على هذه المجازر.

وندعو بابا الفاتيكان إلى تحمّل مسؤوليّته الدينيّة والرساليّة، وأن يقول كلمة الحقّ حيال ما يجري في فلسطين، لأنّه يعرف تمام المعرفة أنّ السيّد المسيح(ع) لو كان موجوداً، لوقف بوجه هؤلاء القتلة الذين لا يتورّعون عن ارتكاب أبشع الجرائم، ولا يمنعهم وازع ديني أو قانوني من أن يعمدوا إلى سرقة الأعضاء البشريّة للفلسطينيّين واستخدامها لحساب جنودهم.

إنّنا نريد للفاتيكان أن يكون المعبّر خير تعبير عن رسالة السيّد المسيح في احتضان المظلومين والمقهورين، وألا يسقط فريسةً بيد الابتزاز الذي مارسته وتمارسه المؤسّسة الصهيونية على الحكومات والشّعوب والمؤسسات الدينيّة في الغرب، وعندها يمكن أن ننطلق في مسيرة التعاون المشترك لمواجهة الظّلم والإلحاد ورفض الاحتلال، وصناعة السّلام والمحبّة للبشريّة كلّها.

ومن جهةٍ أخرى، فإنّنا، ومن موقعنا الشّرعيّ، ندعو كافّة القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون المنطلق من حوار حقيقيّ، والتّنسيق على المستوى الميداني، لحماية المسلمين والمسيحيّين وسائر المظلومين في العالم، بصرف النّظر عن هويّتهم ودينهم وعرقهم... كما ندعو إلى التحرك سريعاً لإيقاف نزيف الدّم المراق هناك في نيجيريا، وتوفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، وإطفاء جذوة الخلافات التي نعرف أنّ معظمها انطلق من دوافع شخصيّة، كما جرى في بعض المناطق في مصر بين الأقباط والمسلمين.

كما نثمّن النّداءات التي انطلقت من قيادات إسلاميّة ومسيحيّة فلسطينيّة، في أن يهبّ الجميع من مسلمين ومسيحيّين على وجه الخصوص للدّفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة المعرّضين للسّقوط بفعل حفريّات اليهود المحتلّين. كما ندعو سائر القوى الحيّة في العالم إلى مؤازرة المسلمين والمسيحيّين في فلسطين المحتلّة الّذين يتعرّضون لأبشع أنواع الظّلم والاضطهاد من اليهود المحتلّين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
 التاريخ: 10 صفر 1431 هـ الموافق: 25/01/2010 م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية