فضل الله: يدعو العالمين المسيحي والإسلامي إلى التصدي الحاسم للإساءة اليهودية إلى المسيح وأمه(ع) |
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله بياناً أدان فيه الإساءة الأخيرة التي وجهها تلفزيون العدو إلى السيّد المسيح(ع) وأمه مريم(ع) وقد جاء فيه:
لقد أكّدت التجارب، وآخرها الإساءة الفظيعة من قبل اليهود في فلسطين المحتلة، وعبر القناة العاشرة في تلفزيون العدو، إلى السيّد المسيح(ع) وأمه الطاهرة مريم(ع)، أنّ العالم الغربي في إداراته الرسمية، وفي بعض مواقعه الأخرى لا يزال خاضعاً لليهود وللصهيونية العالمية خضوعاً مطلقاً، بالمستوى الذي تصادر فيه حرية التعبير للمواطن الغربي، حتى في المناقشات التاريخية أو السياسية أو الثقافية.
وثمة مسألة قد لا تقلُّ خطورةً عن ذلك، تتمثل في هذا الخضوع الغربي للمنطق الديني اليهودي الذي يُراد له أن يفرض نفسه على المنطق المسيحي والإسلامي، لأنه يُراد للخرافة اليهودية والأسطورة الصهيونية أن تتحكّم بالمسار الديني والسياسي العالمي، بعيداً من أي منطق علمي أو تاريخي، وبعيداً من المعطيات الدينية الحاسمة.
إن من اللافت سقوط مسألة حرية التعبير في الإعلام الغربي والسياسة الغربية في شكل عام عند عنوان معاداة السامية، الذي أريد له أن يكون القيد الذي يُقيّد حركة النقد السياسي لإسرائيل والصهاينة ولليهود السائرين في خطِّها، ومن اللافت أكثر، التعرُّض للسيدة العذراء والبتول الطاهرة مريم (ع) وللنبي عيسى (ع) بهذه الإساءات والاتهامات الفظيعة، من دون أن يثير ذلك موقفاً حاسماً من الفاتيكان، على الرغم من أن ذلك انطلق من التلفزيون الرسمي في الكيان الصهيوني، ومن دون أن يتحرّك الموقع الكاثوليكي الأول المعني بالدفاع عن السيد المسيح(ع) وأمه مريم(ع)، ولو على مستوى التهديد بالامتناع عن الزيارة التي سيقوم بها البابا إلى فلسطين المحتلة، والتي يُراد لها أن تكرّس الاحتلال، وتعترف بشرعيته بطريقة وبأخرى. والأغرب من ذلك، ألا تتحرك المرجعيات الدينية المحلية المعنية قبل غيرها بالتصدي لهذه الإساءة التي يراد لها أن تؤسس لمشروع خطير يستهدف أنبياء الله ومن بينهم عيسى المسيح(ع)، من خلال عصبة يهودية متصهينة تنتمي تاريخياً إلى كل أولئك الذين أمعنوا في الأرض فساداً، وكانوا قتلةً للأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحين.
إنّ السيد المسيح(ع) وأمّه الطاهرة(ع) يمثلان قيمةً دينيةً إسلاميةً كبرى، إضافةً إلى قيمتهما المسيحية، ولذلك فإننا نعتبر هذه الإساءة إليهما إساءةً إلى المسيحية والإسلام، الأمر الذي يفرض على العالمين الإسلامي والمسيحي العمل السريع والتنسيق الدقيق في مسألة التصدي لهذه الإساءة الخطيرة.
ونحن ندعو المسلمين من السنة والشيعة، إلى مواجهة هذه الإساءة من خلال الحركة الميدانية والسياسية والإعلامية، وأن لا يكون الموقف أقل صلابةً مما كان عليه في رفض الرسوم المسيئة إلى النبي محمد(ص) وفيلم "فتنة" الذي أطلقه النائب اليميني المتطرف "فيلدرز" في هولندا...
كما ندعو الأمم المتحدة، التي أكدت سابقاً رفضها لأية إساءة تطاول الأديان السماوية، إلى أن تتحرّك لمعاقبة هؤلاء المجرمين الحاقدين الذين يخططون لبقاء العالم كلّه مسكوناً بخرافاتهم وأساطيرهم ورواياتهم المفبركة عن التاريخ القديم، ورفضهم المستمر لمناقشة "الهولوكوست" بطريقة علمية موضوعية.
|