بيان إلى القمة العربية القادمة

بيان إلى القمة العربية القادمة

أمريكا تريد إدخالها في متاهات مشروعها لمذهبة القضايا السياسية في المنطقة
فضل الله حذّر من أن تتحول القمة العربية القادمة إلى جسر إنقاذ لإسرائيل

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً طلب فيه من القمة العربية القادمة اتخاذ موقف صريح تجاه التدخل الأمريكي في المنطقة، وبالخصوص القضية الفلسطينية التي تعمل الإدارة على إلغائها، وقد جاء في البيان:

إننا في الوقت الذي نريد للعرب أن يجتمعوا ويتداولوا في قضاياهم الأساسية وأن يمثلوا وحدة الموقف في الدفاع عن هذه القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، نرى أن الأمة باتت تتوجس خيفة عند اقتراب موعد كل قمة عربية، لأن القمم العربية مثّلت قمم التنازلات التي قابلتها إسرائيل بالمزيد من الاستخفاف، واستمرّت تطالب بتنازلات أكبر منذ قمة الرباط إلى الآن، وهي ستواصل الأسلوب نفسه إلى أن يقرّ العرب بشروطها والتي تتعدى قضية اللاجئين والقدس إلى ما هو أبعد بكثير، ألا وهو الإعلان العربي ومن ثم الإسلامي عن عدم وجود شيء إسمه القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، وبالتالي عدم الحديث عن دولة فلسطينية ذات سيادة.

لقد كسبت إسرائيل الرهان دائماً في عمليات التفاوض، كما كسبت الوقت الذي عملت من خلاله على استنزاف الطاقات الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين أكثر واغتيال كوادرهم وقتل أطفالهم وشبابهم ونسائهم وشيوخهم، كما كسبت الرهان في كل جولة من جولات القمم العربية المتناثرة في هذه العاصمة العربية أو تلك. لذلك فإن المطلوب أن تنطلق كلمة "لا" جديدة في القمة العربية القادمة، لا أن تبدأ التحضيرات قبيل القمة لأخذ رأي إسرائيل في تفاصيل ما سيحاك داخل هذه القمة أو حتى معرفة رأيها في البيان الختامي نزولاً عند ما تريده واشنطن.

إننا نتوجّس ريبةً وقلقاً على القضية الفلسطينية من الحركة الأمريكية الصهيونية وحتى من بعض التحضيرات العربية التي تسبق القمة، لأننا نلمح حركة أمريكية ضاغطة لدفع العرب إلى التطبيع الكامل مع إسرائيل بعد لقاءات التطبيع والتعاون معها على المستوى الاستخباري، لأن الهدف النهائي لهذه الإدارة الأمريكية هو إنهاء القضية الفلسطينية تحت عنوان حلها.

إننا نحذّر من أن تكون القمة العربية جسراً لإنقاذ إسرائيل من أزمتها الداخلية التي نتجت من هزيمتها وفشلها أمام المقاومة، وأن يكون المنطلق لإنقاذ العدو عبر سلسلة من التنازلات التي يُغيّب فيها عنوان اللاجئين أو الانسحاب إلى حدود الـ67 بالحديث عن إطلاق المفاوضات حول ذلك، وذلك على الرغم من أن إسرائيل التي تعيش في حال من الارتباك السياسي لا توجد فيها سلطة مركزية قوية تقود العرب ـ حتى في واقع ضعفهم وهوانهم ـ إلى جولة جديدة من المفاوضات حول الأراضي التي باتت بمثابة السجن داخل نطاق الجدار العازل...

كما ننبّه إلى أن الإدارة الأمريكية تريد إدخال القمة في متاهات مشروعها في المنطقة القائم على مذهبة القضايا السياسية، وإيجاد شرخ على مستوى الأمة بين السنة والشيعة، لأن من شأن ذلك أن يقدم خدمة كبيرة لإسرائيل ليفسح في المجال أمام ولادة محاور جديدة تمثل في عنوانها انشقاقات مذهبية وفي عمقها خلافاً حول الموقف من المشروع الأمريكي الاحتلالي ومشروع الفتنة التي تزرعها أمريكا في المنطقة.

إننا نريد للمملكة العربية السعودية التي رعت اتّفاق مكة، والذي توجّ بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، أن تقول رأيها الصريح حيال الموقف الأمريكي السلبي من الحكومة الجديدة، والذي يعتبر امتثالاً لما تريده إسرائيل، لأن أي موقف رسمي سعودي يدين التواطؤ الأمريكي الإسرائيلي ضد هذه الحكومة من شأنه أن ينعكس إيجاباً على المستوى العربي، وخصوصاً في القمة القادمة.

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 29 صفر 1428هـ الموافق: 19 آذار - مارس 2007م

"المكتب الإعلامي"

أمريكا تريد إدخالها في متاهات مشروعها لمذهبة القضايا السياسية في المنطقة
فضل الله حذّر من أن تتحول القمة العربية القادمة إلى جسر إنقاذ لإسرائيل

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً طلب فيه من القمة العربية القادمة اتخاذ موقف صريح تجاه التدخل الأمريكي في المنطقة، وبالخصوص القضية الفلسطينية التي تعمل الإدارة على إلغائها، وقد جاء في البيان:

إننا في الوقت الذي نريد للعرب أن يجتمعوا ويتداولوا في قضاياهم الأساسية وأن يمثلوا وحدة الموقف في الدفاع عن هذه القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، نرى أن الأمة باتت تتوجس خيفة عند اقتراب موعد كل قمة عربية، لأن القمم العربية مثّلت قمم التنازلات التي قابلتها إسرائيل بالمزيد من الاستخفاف، واستمرّت تطالب بتنازلات أكبر منذ قمة الرباط إلى الآن، وهي ستواصل الأسلوب نفسه إلى أن يقرّ العرب بشروطها والتي تتعدى قضية اللاجئين والقدس إلى ما هو أبعد بكثير، ألا وهو الإعلان العربي ومن ثم الإسلامي عن عدم وجود شيء إسمه القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، وبالتالي عدم الحديث عن دولة فلسطينية ذات سيادة.

لقد كسبت إسرائيل الرهان دائماً في عمليات التفاوض، كما كسبت الوقت الذي عملت من خلاله على استنزاف الطاقات الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين أكثر واغتيال كوادرهم وقتل أطفالهم وشبابهم ونسائهم وشيوخهم، كما كسبت الرهان في كل جولة من جولات القمم العربية المتناثرة في هذه العاصمة العربية أو تلك. لذلك فإن المطلوب أن تنطلق كلمة "لا" جديدة في القمة العربية القادمة، لا أن تبدأ التحضيرات قبيل القمة لأخذ رأي إسرائيل في تفاصيل ما سيحاك داخل هذه القمة أو حتى معرفة رأيها في البيان الختامي نزولاً عند ما تريده واشنطن.

إننا نتوجّس ريبةً وقلقاً على القضية الفلسطينية من الحركة الأمريكية الصهيونية وحتى من بعض التحضيرات العربية التي تسبق القمة، لأننا نلمح حركة أمريكية ضاغطة لدفع العرب إلى التطبيع الكامل مع إسرائيل بعد لقاءات التطبيع والتعاون معها على المستوى الاستخباري، لأن الهدف النهائي لهذه الإدارة الأمريكية هو إنهاء القضية الفلسطينية تحت عنوان حلها.

إننا نحذّر من أن تكون القمة العربية جسراً لإنقاذ إسرائيل من أزمتها الداخلية التي نتجت من هزيمتها وفشلها أمام المقاومة، وأن يكون المنطلق لإنقاذ العدو عبر سلسلة من التنازلات التي يُغيّب فيها عنوان اللاجئين أو الانسحاب إلى حدود الـ67 بالحديث عن إطلاق المفاوضات حول ذلك، وذلك على الرغم من أن إسرائيل التي تعيش في حال من الارتباك السياسي لا توجد فيها سلطة مركزية قوية تقود العرب ـ حتى في واقع ضعفهم وهوانهم ـ إلى جولة جديدة من المفاوضات حول الأراضي التي باتت بمثابة السجن داخل نطاق الجدار العازل...

كما ننبّه إلى أن الإدارة الأمريكية تريد إدخال القمة في متاهات مشروعها في المنطقة القائم على مذهبة القضايا السياسية، وإيجاد شرخ على مستوى الأمة بين السنة والشيعة، لأن من شأن ذلك أن يقدم خدمة كبيرة لإسرائيل ليفسح في المجال أمام ولادة محاور جديدة تمثل في عنوانها انشقاقات مذهبية وفي عمقها خلافاً حول الموقف من المشروع الأمريكي الاحتلالي ومشروع الفتنة التي تزرعها أمريكا في المنطقة.

إننا نريد للمملكة العربية السعودية التي رعت اتّفاق مكة، والذي توجّ بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، أن تقول رأيها الصريح حيال الموقف الأمريكي السلبي من الحكومة الجديدة، والذي يعتبر امتثالاً لما تريده إسرائيل، لأن أي موقف رسمي سعودي يدين التواطؤ الأمريكي الإسرائيلي ضد هذه الحكومة من شأنه أن ينعكس إيجاباً على المستوى العربي، وخصوصاً في القمة القادمة.

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 29 صفر 1428هـ الموافق: 19 آذار - مارس 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية