لم يعد في وسع الإدارة الأمريكية إدارة ملفات الأزمات الجديدة التي خلقتها
فضل الله: أمريكا تريد شيئاً آخر غير تسليح الجيش وقيادة الجيش عرفت وتعرف كيف تتعامل مع ذلك
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه من الخطة الأمريكية الجديدة للمنطقة، جاء فيه:
لطالما حذّرنا من أنّ إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، تعمل على بعثرة الأوراق في المنطقة من خلال رغبتها في استحداث مشاكل وفتح ملفات جديدة من دون أن تستطيع إغلاقها، وبالتالي فإن النتيجة تتمثل في مزيد من تراكم الأزمات ودفع الأمور نحو الفوضى والحروب والنزاعات في طول المنطقة العربية والإسلامية وعرضها.
ونحن نرى أن هذه الإدارة بدأت تفتح ملفاً جديداً يثير مسألة الأقليات في المنطقة لإثارة الفوضى في عناوين جديدة من خلال تحريكها للمسألة الكردية والأرمنية وإغراء الكثيرين بأدوار جديدة بعد طرح تقسيم العراق للإيحاء بأن المنطقة قد تسلك هذا السبيل وبلورة الظروف والدفع بالشخصيات، من شأنها تلقّف ذلك والعمل عليه، بما يضاعف الضغوط على أكثر من دولة ويفسح في المجال أمام مشروع الفوضى والتفتيت ليتنفّس مجدداً بعدما تراجع وضعف بفعل الفشل الذي أصاب الحركة الأمريكية في المنطقة كلها.
إننا نحذّر من أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على ضبط الأوضاع في المنطقة، ولا على فرض إيقاعات سياسية تناسب مصالحها في كل الاتجاهات، وإن كان لديها القدرة على استحداث مشاكل وملفات جديدة من شأنها أن تأخذ المنطقة نحو المجهول. ولذلك، فعلى دول المنطقة وشعوبها أن تأخذ المبادرة لتمنع امتداد الفوضى والحروب إليها من خلال هذا الشغف الأمريكي بهما.
إننا ندعو مجدداً إلى قيام محور الخير في المنطقة في مواجهة الإدارة الأمريكية التي لا تزال تصرّ على العبث بمصير شعوبنا ومستقبلها، لينطلق صوت صريح يقول لهذه الإدارة بأنها فشلت في قيادة العالم، كما فشلت في إدارة الأزمات التي صنعتها وخلقتها هنا وهناك، وأن التهديد بحرب عالمية ثالثة كما يتحدث الرئيس الأمريكي، بوش، بات مسألة مكشوفة تستهدف الضغط على روسيا لتغيير سلوكها في المنطقة بعدما أثبتت روسيا بقيادة بوتين أنها تفهم الأمور أكثر من أمريكا وأنها تستطيع وضع حد للاستعراض الأمريكي الذاهب نحو استباحة العالم وإحراق المنطقة تحت عنوان قيادة العالم، وهي مسألة لم تخوّلها إياها الشعوب ولم تنجح فيها أمريكا على مستوى التجربة الميدانية.
إننا نعتقد أن التهديد بحرب عالمية ثالثة تحت عنوان الملف النووي الإيراني، هو آخر جولات الجنون الأمريكي، حيث لم يعد في جعبة هذه الإدارة إلا التهديد بالحروب أو استحداث ملفات تثير القلاقل من جديد، وهو ما قد يحرق الأيدي الأمريكية والإسرائيلية قبل غيرها.
وعلى اللبنانيين الذين شاهدوا الفشل الأمريكي في العراق وعاينوا الانخراط الأمريكي مع إسرائيل في حرب العام الفائت ضد لبنان، ولمسوا التجارب الفاشلة لأمريكا في لبنان منذ العام 1982 أن يتنبّهوا إلى أن ما تسعى إليه إدارة الرئيس بوش، هو شيء آخر غير دعم الجيش اللبناني ومسألة أخرى لا تتصل بدعم استقلال لبنان وحريّته كما تزعم هذه الإدارة، وإنما تشريع أبواب البلد على الرياح القادمة من المنطقة لجعله قاعدة جديدة للفوضى والحروب، وموقعاً آخر من مواقع الحلف الأطلسي في إطار محاولاتها الجديدة للضغط على محاور إقليمية ودولية تمرّدت على قراراتها وسياستها.
إننا نحذّر من أن الإدارة الأمريكية بدأت تخيّر اللبنانيين بين أن يقبلوا بتحويل بلدهم إلى قاعدة عسكرية وأمنية وسياسية لها، أو أن ينتظروا فتنة جديدة بدأت بتحريك عناصرها وإثارة عناوينها بالحديث عن تغيير عقيدة الجيش اللبناني وإثارة موضوع تسليحه بالطريقة التي تختزن مواجهة المقاومة، وهو الأمر الذي تنبّهت له قيادة الجيش في السابق وتعرف كيف تتعامل معه في قادم الأيام، ليكون الخيار اللبناني حاسماً في رفض الفتنة ورفض أية قيود حيال تسليح الجيش، ولينطلق الموقف واحداً في الإصرار على حماية الوحدة الداخلية بتعزيز الحوار والحفاظ على كل عناصر القوة اللبنانية الذاتية في مواجهة إسرائيل ومواجهة المشروع الأمريكي الذي بات يمثّل الشمس الغاربة أمام فجر الشعوب القادم في العالم العربي والإسلامي كله.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 10 شوّال 1428هـ الموافق: 21 / 10 / 2007م
"المكتب الإعلامي"
لم يعد في وسع الإدارة الأمريكية إدارة ملفات الأزمات الجديدة التي خلقتها
فضل الله: أمريكا تريد شيئاً آخر غير تسليح الجيش وقيادة الجيش عرفت وتعرف كيف تتعامل مع ذلك
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه من الخطة الأمريكية الجديدة للمنطقة، جاء فيه:
لطالما حذّرنا من أنّ إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، تعمل على بعثرة الأوراق في المنطقة من خلال رغبتها في استحداث مشاكل وفتح ملفات جديدة من دون أن تستطيع إغلاقها، وبالتالي فإن النتيجة تتمثل في مزيد من تراكم الأزمات ودفع الأمور نحو الفوضى والحروب والنزاعات في طول المنطقة العربية والإسلامية وعرضها.
ونحن نرى أن هذه الإدارة بدأت تفتح ملفاً جديداً يثير مسألة الأقليات في المنطقة لإثارة الفوضى في عناوين جديدة من خلال تحريكها للمسألة الكردية والأرمنية وإغراء الكثيرين بأدوار جديدة بعد طرح تقسيم العراق للإيحاء بأن المنطقة قد تسلك هذا السبيل وبلورة الظروف والدفع بالشخصيات، من شأنها تلقّف ذلك والعمل عليه، بما يضاعف الضغوط على أكثر من دولة ويفسح في المجال أمام مشروع الفوضى والتفتيت ليتنفّس مجدداً بعدما تراجع وضعف بفعل الفشل الذي أصاب الحركة الأمريكية في المنطقة كلها.
إننا نحذّر من أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على ضبط الأوضاع في المنطقة، ولا على فرض إيقاعات سياسية تناسب مصالحها في كل الاتجاهات، وإن كان لديها القدرة على استحداث مشاكل وملفات جديدة من شأنها أن تأخذ المنطقة نحو المجهول. ولذلك، فعلى دول المنطقة وشعوبها أن تأخذ المبادرة لتمنع امتداد الفوضى والحروب إليها من خلال هذا الشغف الأمريكي بهما.
إننا ندعو مجدداً إلى قيام محور الخير في المنطقة في مواجهة الإدارة الأمريكية التي لا تزال تصرّ على العبث بمصير شعوبنا ومستقبلها، لينطلق صوت صريح يقول لهذه الإدارة بأنها فشلت في قيادة العالم، كما فشلت في إدارة الأزمات التي صنعتها وخلقتها هنا وهناك، وأن التهديد بحرب عالمية ثالثة كما يتحدث الرئيس الأمريكي، بوش، بات مسألة مكشوفة تستهدف الضغط على روسيا لتغيير سلوكها في المنطقة بعدما أثبتت روسيا بقيادة بوتين أنها تفهم الأمور أكثر من أمريكا وأنها تستطيع وضع حد للاستعراض الأمريكي الذاهب نحو استباحة العالم وإحراق المنطقة تحت عنوان قيادة العالم، وهي مسألة لم تخوّلها إياها الشعوب ولم تنجح فيها أمريكا على مستوى التجربة الميدانية.
إننا نعتقد أن التهديد بحرب عالمية ثالثة تحت عنوان الملف النووي الإيراني، هو آخر جولات الجنون الأمريكي، حيث لم يعد في جعبة هذه الإدارة إلا التهديد بالحروب أو استحداث ملفات تثير القلاقل من جديد، وهو ما قد يحرق الأيدي الأمريكية والإسرائيلية قبل غيرها.
وعلى اللبنانيين الذين شاهدوا الفشل الأمريكي في العراق وعاينوا الانخراط الأمريكي مع إسرائيل في حرب العام الفائت ضد لبنان، ولمسوا التجارب الفاشلة لأمريكا في لبنان منذ العام 1982 أن يتنبّهوا إلى أن ما تسعى إليه إدارة الرئيس بوش، هو شيء آخر غير دعم الجيش اللبناني ومسألة أخرى لا تتصل بدعم استقلال لبنان وحريّته كما تزعم هذه الإدارة، وإنما تشريع أبواب البلد على الرياح القادمة من المنطقة لجعله قاعدة جديدة للفوضى والحروب، وموقعاً آخر من مواقع الحلف الأطلسي في إطار محاولاتها الجديدة للضغط على محاور إقليمية ودولية تمرّدت على قراراتها وسياستها.
إننا نحذّر من أن الإدارة الأمريكية بدأت تخيّر اللبنانيين بين أن يقبلوا بتحويل بلدهم إلى قاعدة عسكرية وأمنية وسياسية لها، أو أن ينتظروا فتنة جديدة بدأت بتحريك عناصرها وإثارة عناوينها بالحديث عن تغيير عقيدة الجيش اللبناني وإثارة موضوع تسليحه بالطريقة التي تختزن مواجهة المقاومة، وهو الأمر الذي تنبّهت له قيادة الجيش في السابق وتعرف كيف تتعامل معه في قادم الأيام، ليكون الخيار اللبناني حاسماً في رفض الفتنة ورفض أية قيود حيال تسليح الجيش، ولينطلق الموقف واحداً في الإصرار على حماية الوحدة الداخلية بتعزيز الحوار والحفاظ على كل عناصر القوة اللبنانية الذاتية في مواجهة إسرائيل ومواجهة المشروع الأمريكي الذي بات يمثّل الشمس الغاربة أمام فجر الشعوب القادم في العالم العربي والإسلامي كله.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 10 شوّال 1428هـ الموافق: 21 / 10 / 2007م
"المكتب الإعلامي"