فضل الله يحذِّر من بقاء لبنان تحت الوصاية الأمريكية وغيرها

فضل الله يحذِّر من بقاء لبنان تحت الوصاية الأمريكية وغيرها
 

في مقابلة مع سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، ردّاً عن سؤال حول الوضع العراقي وتداعياته على المنطقة ولبنان، قال:

"إنّ هذا النوع من التكفير الذي يطاول المسلمين، وخصوصاً الشيعة منهم، مع استحلال قتلهم، يترك تأثيراته السلبية على مجمل العالم الإسلامي، ويصل إلى لبنان بطريقة وأخرى، لأن هذه الذهنية العدوانية التي يستحل فيها المسلمون بعضهم دماء بعض، قد تفسح في المجال للآخرين، وخصوصاً للقوى الاستكبارية، لاستغلال هذا الوضع وإيجاد مشاكل هنا وهناك.

وأضاف: كنت أحذر العالم الإسلامي من هذه الذهنية التي ربما إذا امتدت واستطاعت أن تجد المناخ الملائم، فإنها تمتد بنارها إلى كثير من المواقع، ومنها لبنان، وإن كنت أعتقد بأن للبنان خصوصيته الإنسانية، باعتبار هذا التقارب بين السنة والشيعة، وهذا التزاوج بين السنة والشيعة إلى المستوى الذي كادوا أن يتحولوا إلى مجتمع واحد من حيث الأنساب والقرابة والعلاقات بين علماء المسلمين والقيادات الإسلامية والعاملين في سبيل الوحدة الإسلامية، وبين المسلمين أنفسهم. لذلك أعتقد أن لبنان هو البلد الذي قد لا نجد فيه فرصاً كبيرة لمثل هذا الواقع الدامي، ولكننا مع ذلك لا بد لنا من أن نبقى في حذر حتى لا تتحرك الخلفيات الدولية التي تتحرك الآن في المنطقة من أجل العبث بالمنطقة تحت تأثير الشعار الأمريكي الذي يطلقون عليه اسم الفوضى البنّاءة أو الفوضى الخلاّقة، التي تؤدي إلى ضياع المجتمع".

ورداً على سؤال حول الخلافات المذهبية، قال سماحته:

"قلت بأن المسألة، هي أن بعض الأوضاع السياسية قد تخلق مناخاً سلبياً يتنفس فيه الناس الجريمة، كما يوحي به السياسيون الأمريكيون، لجهة مسألة الخلاف المذهبي بين السنة والعلويين في سوريا، ومسألة السنة والشيعة في لبنان، والتي سيطر عليها العلماء والقياديون والعاملون في سبيل الوحدة الإسلامية، ولكننا نعرف بأن أمريكا هي التي تصنع العواصف والصواعق السياسية وتصنع الفتن الطائفية، كما صنعت الفتنة الطائفية في لبنان، فأوقدت الحرب اللبنانية، وأيضاً الفتن المذهبية التي تصنعها الآن في العراق وفي أكثر من بلد عربي آخر قد لا يسير نحو الفتنة الدامية، ولكنه يسير نحو الفتنة التي تهدد المواطنين".

وفي سؤال عن رأيه بالتحقيقات الجارية في قضية اغتيال الرئيس الحريري؟

"أنا أستغرب كيف تحوّل بعض الإعلاميين والسياسيين إلى قضاة يدينون هذا أو ذاك بما لم يعترف به أو بما لم تتحرك الإثباتات القضائية لتدينه!

وأضاف: إنني أخشى ـ من خلال بعض المعلومات والانطباعات ـ من أن تخضع لجنة التحقيق الدولية إلى التسييس للمسألة القضائية بفعل الضغط الأمريكي الذي يسيطر على مجلس الأمن وعلى غيره من المواقع. كما أخشى من لعبة سياسية أمريكية تشترك فيها بعض الجهات الأوروبية في هذا المجال، إننا لا نريد أن نحاكم لجنة التحقيق الآن، ولا نريد أن نحكم عليها، ولكننا تعودنا أن الكثير من القضاء الدولي لا يُخلص لصفته القضائية".

وعن رؤيته للدول المانحة وما تقدمه للبنان، أجاب سماحته: "إن هذه الدول عودتنا بأنها لا تخلص في الوفاء بعهودها، أما أمريكا التي تتحدث عن لبنان بغزل العاشق لمعشوقه، فقد تبرعت في السابق ببضعة ملايين من الدولارات مما لا يمثل شيئاً أمام حجم الديون اللبنانية، ولذلك فنحن لا نثق بوعود الدول المانحة. والمسألة هي أن يبقى لبنان تحت الوصاية الأمريكية وغيرها من الوصايات التي تأتي على الهامش...

إننا، مع كل ذلك، نأمل بأن يتحرك القائمون على الواقع السياسي والاقتصادي في لبنان لحمايته من جميع الاتجاهات، وأن يكون لبنان اللبناني هو الأساس في كل ما يخططون ويتحركون، نحن نريد من الحكم والحكومة أن يخلصوا للبنان لا للخلفيات التي يراد لها أن تدخل لبنان في المتاهات".

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 18 شعبان 1426هـ الموافق 22 أيلول-سبتمبر2005م

 

في مقابلة مع سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، ردّاً عن سؤال حول الوضع العراقي وتداعياته على المنطقة ولبنان، قال:

"إنّ هذا النوع من التكفير الذي يطاول المسلمين، وخصوصاً الشيعة منهم، مع استحلال قتلهم، يترك تأثيراته السلبية على مجمل العالم الإسلامي، ويصل إلى لبنان بطريقة وأخرى، لأن هذه الذهنية العدوانية التي يستحل فيها المسلمون بعضهم دماء بعض، قد تفسح في المجال للآخرين، وخصوصاً للقوى الاستكبارية، لاستغلال هذا الوضع وإيجاد مشاكل هنا وهناك.

وأضاف: كنت أحذر العالم الإسلامي من هذه الذهنية التي ربما إذا امتدت واستطاعت أن تجد المناخ الملائم، فإنها تمتد بنارها إلى كثير من المواقع، ومنها لبنان، وإن كنت أعتقد بأن للبنان خصوصيته الإنسانية، باعتبار هذا التقارب بين السنة والشيعة، وهذا التزاوج بين السنة والشيعة إلى المستوى الذي كادوا أن يتحولوا إلى مجتمع واحد من حيث الأنساب والقرابة والعلاقات بين علماء المسلمين والقيادات الإسلامية والعاملين في سبيل الوحدة الإسلامية، وبين المسلمين أنفسهم. لذلك أعتقد أن لبنان هو البلد الذي قد لا نجد فيه فرصاً كبيرة لمثل هذا الواقع الدامي، ولكننا مع ذلك لا بد لنا من أن نبقى في حذر حتى لا تتحرك الخلفيات الدولية التي تتحرك الآن في المنطقة من أجل العبث بالمنطقة تحت تأثير الشعار الأمريكي الذي يطلقون عليه اسم الفوضى البنّاءة أو الفوضى الخلاّقة، التي تؤدي إلى ضياع المجتمع".

ورداً على سؤال حول الخلافات المذهبية، قال سماحته:

"قلت بأن المسألة، هي أن بعض الأوضاع السياسية قد تخلق مناخاً سلبياً يتنفس فيه الناس الجريمة، كما يوحي به السياسيون الأمريكيون، لجهة مسألة الخلاف المذهبي بين السنة والعلويين في سوريا، ومسألة السنة والشيعة في لبنان، والتي سيطر عليها العلماء والقياديون والعاملون في سبيل الوحدة الإسلامية، ولكننا نعرف بأن أمريكا هي التي تصنع العواصف والصواعق السياسية وتصنع الفتن الطائفية، كما صنعت الفتنة الطائفية في لبنان، فأوقدت الحرب اللبنانية، وأيضاً الفتن المذهبية التي تصنعها الآن في العراق وفي أكثر من بلد عربي آخر قد لا يسير نحو الفتنة الدامية، ولكنه يسير نحو الفتنة التي تهدد المواطنين".

وفي سؤال عن رأيه بالتحقيقات الجارية في قضية اغتيال الرئيس الحريري؟

"أنا أستغرب كيف تحوّل بعض الإعلاميين والسياسيين إلى قضاة يدينون هذا أو ذاك بما لم يعترف به أو بما لم تتحرك الإثباتات القضائية لتدينه!

وأضاف: إنني أخشى ـ من خلال بعض المعلومات والانطباعات ـ من أن تخضع لجنة التحقيق الدولية إلى التسييس للمسألة القضائية بفعل الضغط الأمريكي الذي يسيطر على مجلس الأمن وعلى غيره من المواقع. كما أخشى من لعبة سياسية أمريكية تشترك فيها بعض الجهات الأوروبية في هذا المجال، إننا لا نريد أن نحاكم لجنة التحقيق الآن، ولا نريد أن نحكم عليها، ولكننا تعودنا أن الكثير من القضاء الدولي لا يُخلص لصفته القضائية".

وعن رؤيته للدول المانحة وما تقدمه للبنان، أجاب سماحته: "إن هذه الدول عودتنا بأنها لا تخلص في الوفاء بعهودها، أما أمريكا التي تتحدث عن لبنان بغزل العاشق لمعشوقه، فقد تبرعت في السابق ببضعة ملايين من الدولارات مما لا يمثل شيئاً أمام حجم الديون اللبنانية، ولذلك فنحن لا نثق بوعود الدول المانحة. والمسألة هي أن يبقى لبنان تحت الوصاية الأمريكية وغيرها من الوصايات التي تأتي على الهامش...

إننا، مع كل ذلك، نأمل بأن يتحرك القائمون على الواقع السياسي والاقتصادي في لبنان لحمايته من جميع الاتجاهات، وأن يكون لبنان اللبناني هو الأساس في كل ما يخططون ويتحركون، نحن نريد من الحكم والحكومة أن يخلصوا للبنان لا للخلفيات التي يراد لها أن تدخل لبنان في المتاهات".

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 18 شعبان 1426هـ الموافق 22 أيلول-سبتمبر2005م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية