محذّراً من النتائج والعواقب الخطيرة لاجتياح النجف الأشرف:
فضل الله: لإخراج قوات الاحتلال من العراق بكل الوسائل الممكنة
في تصريح لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله تعليقاً على أحداث النجف الأخيرة، دعا سماحته كل الفعاليات والمرجعيات الإسلامية ـ ولا سيما الشيعية ـ على جميع المستويات، أن تتدخّل بكل ما لديها من وسائل وضغوط في سبيل السعي لأن تبقى النجف مدينة السلام الإسلامي والروحي والعربي، داعياً لإخراج الاحتلال من كل العراق.. مشدداً على أنه ليس من حق أية جهة تملك موقعاً متقدّماً ومسؤولية كبيرة أن تقف على الحياد أو تسكت عن هذا الانتهاك للحرمات المقدّسة، وقد جاء في التصريح:
لقد لاحظنا منذ زمن أن الاحتلال الأمريكي للعراق أدخل الإدارة الأمريكية الحالية في مأزق سياسي انطلق من مأزق أمني، لأن أمريكا لم تستطع أن تحقق ما وعدت به العراقيين من الأمن الاقتصادي والسياسي والأمني ـ إذا صحّ التعبير ـ بل إنها غرقت في الرمال المتحركة وأدخلت الشعب العراقي في متاهات أمنية، بحيث أصبح العراق في حالة كوارث أمنية متنقّلة متحركة يُقتل فيها المدنيون بلا حساب من خلال الكثير من المجرمين ومن قوات الاحتلال الأمريكي التي تقصف عشوائياً هنا وهناك، وأصبح الأمريكيون يعملون على أساس الحفاظ على أمن جنودهم أكثر مما يعملون للحفاظ على أمن الشعب العراقي.
أضاف: إن مشكلة السياسة الأمريكية لهذه الإدارة، هي أن كل الواقع السياسي ـ ولا سيما في المنطقة العربية والإسلامية والعراق بالذات ـ أصبح يدخل في حسابات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولذلك فإن أمريكا التي عيّنت هذه الحكومة المؤقتة تحت غطاء الأمم المتحدة، أرادت أن تثبت قوة هذه الحكومة بقصف كل المواقع الممانعة والمعارضة لسياستها، لتثبت قدرتها على السيطرة على كل الواقع العراقي، ولا سيما الواقع الذي انفتح على معارضة عسكرية قوية استطاعت أن تربك قوات الاحتلال.
وتابع: إننا نسجّل على هذه الحكومة العراقية المؤقتة، أنها لأول مرة في التاريخ تدخل قوات الاحتلال إلى النجف الأشرف التي تمثل أهم المقدّسات لدى كل المسلمين في العالم بعد مكة والمدينة، وأن القوات الأمريكية تقصف بلا حساب، وتحرك طائراتها هنا وهناك فوق الأماكن المقدّسة بدون تحفّظ، وبذلك يكون هذا الانتهاك للنجف من خلال الحكومة العراقية المؤقتة هو الثاني بعد انتهاك نظام الطاغية صدام للعتبات المقدّسة.. كما أن انتهاك الاحتلال لحرمة المحافظات العراقية كلها، واستباحته للمدن الواحدة بعد الأخرى، يمثل جريمة إنسانية كبرى لا تقلُّ فداحةً عن جريمته في النجف، وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤولياتهم الكبرى في إخراج المحتل من العراق بكل الوسائل الممكنة.
وقال: لقد كان من واجب هذه الحكومة التي ترفع شعار المحافظة على القانون، أن تدير المسألة من خلال جهات عراقية، أمّا أن تأتي بقوات الاحتلال من أجل أن تسيطر على الأماكن المقدّسة بشكل مباشر وغير مباشر، وأن تقصف بشكل عشوائي يطال المدنيين أكثر مما يطال العسكريين، فإنها لن تستطيع أن تحل أية مشكلة بهذا الأسلوب العسكري، بل إن الوسائل السياسية التي حُلّت بها المشكلة سابقاً من خلال تدخّل الفعاليات الدينية والسياسية في إيجاد قاعدة للتفاهم، هي التي يمكن أن تحلّ هذه المشكلة. ولذلك، فإن اجتياح النجف سوف يخلق مشكلة كبيرة واسعة، لا على مستوى الشعب العراقي، ولكن على مستوى العالم الإسلامي الذي بدأ يشعر بانتهاك حرمة المقدّسات من قِبَل القوات الأمريكية الغازية بغطاء عراقي لا يملك من أمره شيئاً.. ولقد سمعنا قائد القوات الأمريكية يقول إنه أخذ تفويضاً من المسؤولين في النجف أن يهجموا حتى على المرقد المقدّس، وإذا كان المسؤولون في النجف قد نفوا ذلك، فإن المسؤول الأمريكي لم ينفِ ذلك، ما يدل على أن هذا النفي هو استهلاكي.
وخلص إلى القول: إنني في هذا الموقف، حيث الخطر يحيق بالنجف وبالمرقد المقدّس بشكل أساسي، أدعو كما دعوت كل الفعاليات والمرجعيات الإسلامية، ولا سيما المرجعيات الشيعية، على جميع المستويات، أن تتدخّل بكل ما لديها من وسائل وضغوط في سبيل السعي لأن تبقى النجف مدينة السلام الإسلامي والروحي والعربي.
وليس من حق أية جهة تملك موقعاً متقدّماً ومسؤولية كبيرة أن تقف على الحياد أو تسكت عن هذا الانتهاك للحرمات المقدّسة، لأن النجف إذا انتُهك تحت أيّ حجة أو عنوان، فإن معنى ذلك أنه ليس هناك أيّ حرمة لأي مقدّس في هذا المجال، فهل نقول لكل هؤلاء:
من يهن يسهل الهوان عليه مـا لجـرح بميّـت إيـلام
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت:25 جماد الثاني 1425هـ الموافق 12 آب - أغسطس 2004م
محذّراً من النتائج والعواقب الخطيرة لاجتياح النجف الأشرف:
فضل الله: لإخراج قوات الاحتلال من العراق بكل الوسائل الممكنة
في تصريح لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله تعليقاً على أحداث النجف الأخيرة، دعا سماحته كل الفعاليات والمرجعيات الإسلامية ـ ولا سيما الشيعية ـ على جميع المستويات، أن تتدخّل بكل ما لديها من وسائل وضغوط في سبيل السعي لأن تبقى النجف مدينة السلام الإسلامي والروحي والعربي، داعياً لإخراج الاحتلال من كل العراق.. مشدداً على أنه ليس من حق أية جهة تملك موقعاً متقدّماً ومسؤولية كبيرة أن تقف على الحياد أو تسكت عن هذا الانتهاك للحرمات المقدّسة، وقد جاء في التصريح:
لقد لاحظنا منذ زمن أن الاحتلال الأمريكي للعراق أدخل الإدارة الأمريكية الحالية في مأزق سياسي انطلق من مأزق أمني، لأن أمريكا لم تستطع أن تحقق ما وعدت به العراقيين من الأمن الاقتصادي والسياسي والأمني ـ إذا صحّ التعبير ـ بل إنها غرقت في الرمال المتحركة وأدخلت الشعب العراقي في متاهات أمنية، بحيث أصبح العراق في حالة كوارث أمنية متنقّلة متحركة يُقتل فيها المدنيون بلا حساب من خلال الكثير من المجرمين ومن قوات الاحتلال الأمريكي التي تقصف عشوائياً هنا وهناك، وأصبح الأمريكيون يعملون على أساس الحفاظ على أمن جنودهم أكثر مما يعملون للحفاظ على أمن الشعب العراقي.
أضاف: إن مشكلة السياسة الأمريكية لهذه الإدارة، هي أن كل الواقع السياسي ـ ولا سيما في المنطقة العربية والإسلامية والعراق بالذات ـ أصبح يدخل في حسابات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولذلك فإن أمريكا التي عيّنت هذه الحكومة المؤقتة تحت غطاء الأمم المتحدة، أرادت أن تثبت قوة هذه الحكومة بقصف كل المواقع الممانعة والمعارضة لسياستها، لتثبت قدرتها على السيطرة على كل الواقع العراقي، ولا سيما الواقع الذي انفتح على معارضة عسكرية قوية استطاعت أن تربك قوات الاحتلال.
وتابع: إننا نسجّل على هذه الحكومة العراقية المؤقتة، أنها لأول مرة في التاريخ تدخل قوات الاحتلال إلى النجف الأشرف التي تمثل أهم المقدّسات لدى كل المسلمين في العالم بعد مكة والمدينة، وأن القوات الأمريكية تقصف بلا حساب، وتحرك طائراتها هنا وهناك فوق الأماكن المقدّسة بدون تحفّظ، وبذلك يكون هذا الانتهاك للنجف من خلال الحكومة العراقية المؤقتة هو الثاني بعد انتهاك نظام الطاغية صدام للعتبات المقدّسة.. كما أن انتهاك الاحتلال لحرمة المحافظات العراقية كلها، واستباحته للمدن الواحدة بعد الأخرى، يمثل جريمة إنسانية كبرى لا تقلُّ فداحةً عن جريمته في النجف، وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤولياتهم الكبرى في إخراج المحتل من العراق بكل الوسائل الممكنة.
وقال: لقد كان من واجب هذه الحكومة التي ترفع شعار المحافظة على القانون، أن تدير المسألة من خلال جهات عراقية، أمّا أن تأتي بقوات الاحتلال من أجل أن تسيطر على الأماكن المقدّسة بشكل مباشر وغير مباشر، وأن تقصف بشكل عشوائي يطال المدنيين أكثر مما يطال العسكريين، فإنها لن تستطيع أن تحل أية مشكلة بهذا الأسلوب العسكري، بل إن الوسائل السياسية التي حُلّت بها المشكلة سابقاً من خلال تدخّل الفعاليات الدينية والسياسية في إيجاد قاعدة للتفاهم، هي التي يمكن أن تحلّ هذه المشكلة. ولذلك، فإن اجتياح النجف سوف يخلق مشكلة كبيرة واسعة، لا على مستوى الشعب العراقي، ولكن على مستوى العالم الإسلامي الذي بدأ يشعر بانتهاك حرمة المقدّسات من قِبَل القوات الأمريكية الغازية بغطاء عراقي لا يملك من أمره شيئاً.. ولقد سمعنا قائد القوات الأمريكية يقول إنه أخذ تفويضاً من المسؤولين في النجف أن يهجموا حتى على المرقد المقدّس، وإذا كان المسؤولون في النجف قد نفوا ذلك، فإن المسؤول الأمريكي لم ينفِ ذلك، ما يدل على أن هذا النفي هو استهلاكي.
وخلص إلى القول: إنني في هذا الموقف، حيث الخطر يحيق بالنجف وبالمرقد المقدّس بشكل أساسي، أدعو كما دعوت كل الفعاليات والمرجعيات الإسلامية، ولا سيما المرجعيات الشيعية، على جميع المستويات، أن تتدخّل بكل ما لديها من وسائل وضغوط في سبيل السعي لأن تبقى النجف مدينة السلام الإسلامي والروحي والعربي.
وليس من حق أية جهة تملك موقعاً متقدّماً ومسؤولية كبيرة أن تقف على الحياد أو تسكت عن هذا الانتهاك للحرمات المقدّسة، لأن النجف إذا انتُهك تحت أيّ حجة أو عنوان، فإن معنى ذلك أنه ليس هناك أيّ حرمة لأي مقدّس في هذا المجال، فهل نقول لكل هؤلاء:
من يهن يسهل الهوان عليه مـا لجـرح بميّـت إيـلام
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت:25 جماد الثاني 1425هـ الموافق 12 آب - أغسطس 2004م