لا بدَّ لنا من أن نقرأ القرآن قراءة واعية في كلّ ما يتحدّث به الله سبحانه وتعالى عن أهوال يوم القيامة، فإذا قرأنا هذه الآية التي تقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}[الحجَّ: 1 ـــ 2]، عندما تقرأ هذه الآيات، فعليك أن تستحضر ذلك الموقف، وعليك أن تجعل نفسك هناك، عندما يكون الزلزال الروحي والنفسي. فكِّر أن تكون مطمئناً في مواقع الزلزال، لأنَّ هناك أُناساً في يوم القيامة يؤمنهم الله من الفزع الأكبر، وهم الذين اطمأنَّت نفوسهم بالإيمان بالله وبمحبّة الله، وبالعمل الصَّالح الذي يرضي الله. هؤلاء الناس الذين يخاطب الله كلّ واحدٍ منهم قبل أن يموت: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}[الفجر: 27 ـــ 30].
فكِّر عندما يقول لكَ الله: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}، قل لنفسك: يا نفس، لو كنت الآن في ذلك الموقف، فهل أكون من المطمئنين برضوان الله، أم من الذين يعيشون الزلزال خوفاً من عذاب الله؟ فكِّر في نفسك الآن، حتى تعرف كيف تحصل على الطمأنينة هناك. فكِّر أن تخاف الآن حتّى لا تخاف غداً، لأنَّ أولياء الله الذين يخافون الله في الدنيا، ويدفعهم خوف الله في الدنيا إلى أن يطيعوا الله، وأن يلزموا دين الله أولئك {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. كن الخائف من الله الآن تكن الآمن يوم القيامة، وكن الآمن من مكر الله الآن تكُنِ الخائف يوم القيامة، اختر الآن، لا تزال في ساحة العمل، "اليوم عمل ولا حساب" خذ حريّتك، اعمل ما تريد، انطلق بكلّ جرائمك، بكلّ معاصيك، بكلّ شيء، خذ حريّتك، لا أحد يوقفك. لكنّ هناك خوفين لا بدَّ من أن تختار بينهما؛ أن تخاف الآن من الله فتأمن يوم القيامة، وأن تحسّ بالأمن من مكر الله الآن فتخاف يوم القيامة، أيّ خوف يجب أن تقدّمه؟! {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[يونس: 62]، ومَن هم أولياء الله؟ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}[يونس: 63]، والتقوى هي الخوف. الذين يراقبون الله، ويخافونه ويحسبون حسابه في كلّ شيء، هؤلاء لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُو} لا (يزوربون) من هنا وهناك، هم أبداً على الخطّ. {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[الأحقاف: 13]، {مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[المائدة: 69]، {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} أحسن في عمله وأحسن في نيّته، {فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: 112].
إذاً، إنّ الذين آمنوا وكانوا يتّقون، والَّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا، والَّذين آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحاً، والذين أسلموا وجوههم لله وهم محسنون، هؤلاء لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون...
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
لا بدَّ لنا من أن نقرأ القرآن قراءة واعية في كلّ ما يتحدّث به الله سبحانه وتعالى عن أهوال يوم القيامة، فإذا قرأنا هذه الآية التي تقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}[الحجَّ: 1 ـــ 2]، عندما تقرأ هذه الآيات، فعليك أن تستحضر ذلك الموقف، وعليك أن تجعل نفسك هناك، عندما يكون الزلزال الروحي والنفسي. فكِّر أن تكون مطمئناً في مواقع الزلزال، لأنَّ هناك أُناساً في يوم القيامة يؤمنهم الله من الفزع الأكبر، وهم الذين اطمأنَّت نفوسهم بالإيمان بالله وبمحبّة الله، وبالعمل الصَّالح الذي يرضي الله. هؤلاء الناس الذين يخاطب الله كلّ واحدٍ منهم قبل أن يموت: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}[الفجر: 27 ـــ 30].
فكِّر عندما يقول لكَ الله: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}، قل لنفسك: يا نفس، لو كنت الآن في ذلك الموقف، فهل أكون من المطمئنين برضوان الله، أم من الذين يعيشون الزلزال خوفاً من عذاب الله؟ فكِّر في نفسك الآن، حتى تعرف كيف تحصل على الطمأنينة هناك. فكِّر أن تخاف الآن حتّى لا تخاف غداً، لأنَّ أولياء الله الذين يخافون الله في الدنيا، ويدفعهم خوف الله في الدنيا إلى أن يطيعوا الله، وأن يلزموا دين الله أولئك {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. كن الخائف من الله الآن تكن الآمن يوم القيامة، وكن الآمن من مكر الله الآن تكُنِ الخائف يوم القيامة، اختر الآن، لا تزال في ساحة العمل، "اليوم عمل ولا حساب" خذ حريّتك، اعمل ما تريد، انطلق بكلّ جرائمك، بكلّ معاصيك، بكلّ شيء، خذ حريّتك، لا أحد يوقفك. لكنّ هناك خوفين لا بدَّ من أن تختار بينهما؛ أن تخاف الآن من الله فتأمن يوم القيامة، وأن تحسّ بالأمن من مكر الله الآن فتخاف يوم القيامة، أيّ خوف يجب أن تقدّمه؟! {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[يونس: 62]، ومَن هم أولياء الله؟ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}[يونس: 63]، والتقوى هي الخوف. الذين يراقبون الله، ويخافونه ويحسبون حسابه في كلّ شيء، هؤلاء لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُو} لا (يزوربون) من هنا وهناك، هم أبداً على الخطّ. {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[الأحقاف: 13]، {مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[المائدة: 69]، {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} أحسن في عمله وأحسن في نيّته، {فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: 112].
إذاً، إنّ الذين آمنوا وكانوا يتّقون، والَّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا، والَّذين آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحاً، والذين أسلموا وجوههم لله وهم محسنون، هؤلاء لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون...
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".