صورة للضّعف الإنسانيّ في القرآن

صورة للضّعف الإنسانيّ في القرآن

يعطينا القرآن الكريم صورة للضّعف الإنساني الذي يعيشه الإنسان الطاغي، والذي يتحدَّى الأنبياء ويستعجل الشرّ وعذاب الله، فهو إذا أُصيبَ بمرض أو خوف أو شرٍّ، أو إذا أصابته أيّ حالةٍ من الحالات التي يتحرَّك فيها ضعفه، كيف يكون موقفه؟

{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً} ينام ويطلب من الله أن ينقذه، يقف ويتوسّل إلى الله ليفرِّج همَّه... صراخه يعلو إلى السّماء، الخوف يأكله، يندمج في أجواء الشدّة، يرجع إلى الله، يوحي بأنَّه المخلص لله المنقطع والسَّائر إليه، وتنطلق وعوده لله، كما تنطلق وعوده لشخص يضغط عليه، فيتوسَّل إليه ليخلّصه من ورطته، وأنّه مستعدّ أن يفعل ما يريد... ويخرج سالِماً معافىً من مشكلته.

 ولكن {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ} نسي وعوده، وكأنّه لم يدعُ ويَسْتَغِث، فتستولي عليه الغفلة، ويمتدُّ في شهواته ولذّاته وخصوصيّاته ومصالحه، فيُسرف في ذلك، ويتجاوز الحدود كلَّها، انطلاقاً من غياب وعيه الإيمانيّ في حركة الحياة.

والإنسان الذي ينسى ربّه ينسى نفسه، ويُسرف في كُلِّ ما يتعلَّق بشؤون حياته وتفاصيلها، ويُخيّل إليه وهو غارقٌ في الغفلة، سائرٌ في أجواء النّسيان، أنَّ عمله هو العمل الحسن، وما يقوم به هو ما ينبغي أن يقوم به {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، هؤلاء الذين أسرفوا على أنفسهم بعصيانهم وطغيانهم وكفرهم، لم ينتبهوا إلى حقائق أوضاعهم الّتي يتحرّكون فيها بعيداً عمّا أعطوه لله من عهد، على أنَّهم يُخلِصون لله إذا كشف عنهم الضُرّ.

* من كتاب "حركة النبوّة في مواجهة الانحراف".

يعطينا القرآن الكريم صورة للضّعف الإنساني الذي يعيشه الإنسان الطاغي، والذي يتحدَّى الأنبياء ويستعجل الشرّ وعذاب الله، فهو إذا أُصيبَ بمرض أو خوف أو شرٍّ، أو إذا أصابته أيّ حالةٍ من الحالات التي يتحرَّك فيها ضعفه، كيف يكون موقفه؟

{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً} ينام ويطلب من الله أن ينقذه، يقف ويتوسّل إلى الله ليفرِّج همَّه... صراخه يعلو إلى السّماء، الخوف يأكله، يندمج في أجواء الشدّة، يرجع إلى الله، يوحي بأنَّه المخلص لله المنقطع والسَّائر إليه، وتنطلق وعوده لله، كما تنطلق وعوده لشخص يضغط عليه، فيتوسَّل إليه ليخلّصه من ورطته، وأنّه مستعدّ أن يفعل ما يريد... ويخرج سالِماً معافىً من مشكلته.

 ولكن {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ} نسي وعوده، وكأنّه لم يدعُ ويَسْتَغِث، فتستولي عليه الغفلة، ويمتدُّ في شهواته ولذّاته وخصوصيّاته ومصالحه، فيُسرف في ذلك، ويتجاوز الحدود كلَّها، انطلاقاً من غياب وعيه الإيمانيّ في حركة الحياة.

والإنسان الذي ينسى ربّه ينسى نفسه، ويُسرف في كُلِّ ما يتعلَّق بشؤون حياته وتفاصيلها، ويُخيّل إليه وهو غارقٌ في الغفلة، سائرٌ في أجواء النّسيان، أنَّ عمله هو العمل الحسن، وما يقوم به هو ما ينبغي أن يقوم به {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، هؤلاء الذين أسرفوا على أنفسهم بعصيانهم وطغيانهم وكفرهم، لم ينتبهوا إلى حقائق أوضاعهم الّتي يتحرّكون فيها بعيداً عمّا أعطوه لله من عهد، على أنَّهم يُخلِصون لله إذا كشف عنهم الضُرّ.

* من كتاب "حركة النبوّة في مواجهة الانحراف".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية