جزاء الصّابرين أفضل الجزاء

جزاء الصّابرين أفضل الجزاء

يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) في تفسير الآية القرآنيّة: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:

"{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ}، لأنه مهما امتدّ وكبر حجمه، فإنه ينتهي بالموت الذي تتركون معه كلّ ما جمعتم من مالٍ، وما حصلتم عليه من جاهٍ، وما استمتعتم به من شهوات {وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ}، لأنه يمتدّ امتداد الخلود في الدار الآخرة، حيث نعيم الرّوح والجسد، ورضوان الله ورحمته الّتي هي أساس الخير كلّه للحياة كلّها".

ويؤكّد أنّه: "لا بد للإنسان الذي يريد أن يواجه صعوبة تجربة الوقوف بين زخارف الدنيا وإغراءاتها ومواقعها، وبين حقائق الآخرة ومسؤوليّاتها ومتاعبها، من الصبر الذي يفرض عليه الضغط على كثيرٍ من شهواته ونزواته، لمصلحة مبادئه وموقعه من ربّه".

ويتابع قائلاً: "وللصبر نتائج إيجابيّة كبيرة على مستوى ما ينتظره الإنسان عند الله من الخير الكثير والفضل العظيم {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. وقد جعل الله للصبر ميزةً على سائر الأعمال، لأنه يمثّل القوّة التي تعطي للعمل ثباته وعمقه واستمراره، وتحقّق للشخصيّة خصائصها الأخلاقيّة والروحيّة من موقع الإرادة الصلبة التي لا تضعف ولا تنهار أمام الإغواء والإغراء، ولهذا كان جزاء الصّابرين هو أفضل الجزاء، باعتباره أفضل الأخلاق وأحسنها، بحيث يرفع الصّبر من قيمة أيّ عمل، ويضفي عليه معنى إضافيّاً يفوق عناصره الذاتيّة، من خلال المعاناة التي يعيشها العامل أمام المصاعب التي تواجهه، والآلام التي تحدث له، ليتوقّف القارئ أمام قوله: {بِأَحْسَنِ}، ليستوحي منها بعضهم أنّ الله يلغي أجر الحسن من الأعمال، ويعطيه للأحسن، ونحو ذلك.

 ولعلّ هذا المعنى الذي استوحيناه هو الذي أشار إليه صاحب الميزان بقوله:  «المراد بذلك أنّ العمل الذي يأتون به وله في نوعه ما هو حسن وما هو أحسن، فالله سبحانه يجزيه من الأجر على ما أتى به ما هو أجر الفرد الأحسن من نوعه. فالصلاة التي يصليها الصابر في الله، يجزيه الله سبحانه لها أجر الفرد الأحسن من الصلاة، وإن كانت ما صلاها غير أحسن. وبالحقيقة، يستدعي الصبر أن لا يناقش في العمل ولا يحاسب ما هو عليه من الخصوصيات المقتضية لخسته ورداءته، كما يفيده قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}».

وربما كان مراده معنى آخر، وذلك بأنّ الصّبر يعطي الصّابر ميزةً في الأجر على غيره، حتى لو كان العمل لا يستحقّ ذلك في ذاته. وعلى هذا الأساس، فإنّ تعليقنا عليه، هو أن الظاهر هو التّأكيد أنّ الصبر يمنح العمل خصوصيّة جديدة يستحقّ بها الإنسان الأجر الزائد لما في الصّبر من قيمة للعمل".

يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) في تفسير الآية القرآنيّة: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:

"{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ}، لأنه مهما امتدّ وكبر حجمه، فإنه ينتهي بالموت الذي تتركون معه كلّ ما جمعتم من مالٍ، وما حصلتم عليه من جاهٍ، وما استمتعتم به من شهوات {وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ}، لأنه يمتدّ امتداد الخلود في الدار الآخرة، حيث نعيم الرّوح والجسد، ورضوان الله ورحمته الّتي هي أساس الخير كلّه للحياة كلّها".

ويؤكّد أنّه: "لا بد للإنسان الذي يريد أن يواجه صعوبة تجربة الوقوف بين زخارف الدنيا وإغراءاتها ومواقعها، وبين حقائق الآخرة ومسؤوليّاتها ومتاعبها، من الصبر الذي يفرض عليه الضغط على كثيرٍ من شهواته ونزواته، لمصلحة مبادئه وموقعه من ربّه".

ويتابع قائلاً: "وللصبر نتائج إيجابيّة كبيرة على مستوى ما ينتظره الإنسان عند الله من الخير الكثير والفضل العظيم {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. وقد جعل الله للصبر ميزةً على سائر الأعمال، لأنه يمثّل القوّة التي تعطي للعمل ثباته وعمقه واستمراره، وتحقّق للشخصيّة خصائصها الأخلاقيّة والروحيّة من موقع الإرادة الصلبة التي لا تضعف ولا تنهار أمام الإغواء والإغراء، ولهذا كان جزاء الصّابرين هو أفضل الجزاء، باعتباره أفضل الأخلاق وأحسنها، بحيث يرفع الصّبر من قيمة أيّ عمل، ويضفي عليه معنى إضافيّاً يفوق عناصره الذاتيّة، من خلال المعاناة التي يعيشها العامل أمام المصاعب التي تواجهه، والآلام التي تحدث له، ليتوقّف القارئ أمام قوله: {بِأَحْسَنِ}، ليستوحي منها بعضهم أنّ الله يلغي أجر الحسن من الأعمال، ويعطيه للأحسن، ونحو ذلك.

 ولعلّ هذا المعنى الذي استوحيناه هو الذي أشار إليه صاحب الميزان بقوله:  «المراد بذلك أنّ العمل الذي يأتون به وله في نوعه ما هو حسن وما هو أحسن، فالله سبحانه يجزيه من الأجر على ما أتى به ما هو أجر الفرد الأحسن من نوعه. فالصلاة التي يصليها الصابر في الله، يجزيه الله سبحانه لها أجر الفرد الأحسن من الصلاة، وإن كانت ما صلاها غير أحسن. وبالحقيقة، يستدعي الصبر أن لا يناقش في العمل ولا يحاسب ما هو عليه من الخصوصيات المقتضية لخسته ورداءته، كما يفيده قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}».

وربما كان مراده معنى آخر، وذلك بأنّ الصّبر يعطي الصّابر ميزةً في الأجر على غيره، حتى لو كان العمل لا يستحقّ ذلك في ذاته. وعلى هذا الأساس، فإنّ تعليقنا عليه، هو أن الظاهر هو التّأكيد أنّ الصبر يمنح العمل خصوصيّة جديدة يستحقّ بها الإنسان الأجر الزائد لما في الصّبر من قيمة للعمل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية