هل المأساةُ سرُّ عاشوراء؟!

هل المأساةُ سرُّ عاشوراء؟!

لِنُجِبْ عن التساؤل: لماذا نحتفل بعاشوراء؟!

هل المآسي في التاريخ قليلة حتّى نظلّ في مأساة مضى عليها أكثر من 1337 عاماً؟!

ألا تكفينا المآسي التي شاهدتها الحروب العالمية منها وغير العالمية؟!

هل المأساة التي نتحدَّث عنها غريبة عن التاريخ؟!

إنَّ المآسي والوحشية والجريمة التي مارسها طرف معيَّن أثناء عاشوراء ضدَّ أهل البيت، لها في تاريخ الحروب أكثر من مَثَل في أكثر من مأساة تاريخيّة!!

إذاً، هل نحن مع ذكرى عاشوراء انطلاقاً من المأساة؟

ربّما نجد في طريقة ممارستنا للاحتفال بعاشوراء هو ذلك، لأنَّ الغالب على الاحتفال بعاشوراء هو طابع المأساة.

فنحن نختار القارئ الَّذي يستطيع أن يستذرف الدّمع أكثر بدلاً من القارئ الذي يستطيع أن يستلهم الفكرة اكثر، لأنَّنا مولعون بالحزن والدموع، ولأنّنا نرتبط بعاشوراء المأساة وبعاشوراء الدموع.

ربّما تكون ممارستنا لعاشوراء وبطريقة الاحتفال تعطي هذه الفكرة، وقد يحكمنا الواقع الأساس الذي أراده أهل البيت (ع) من خلال إطلاق فكرة الاحتفال بعاشوراء منذ أن قالها الإمام جعفر الصادق (ع) وهو يشير إلى هذه المجالس: "أحيوا أَمْرَنَا رَحِمَ الله مَنْ أحْيا أمرنا".

أن تكون عاشوراء طريقاً خالداً للفكرة، للإسلام في دعوته، وللإسلام في أسلوبه، وللإسلام في منطلقاته. ومن هنا يكون الجواب على السؤال، فنحن لا نحتفل بعاشوراء كمأساةٍ ليقال لنا إنَّ المآسي كثيرة، بل نحتفل بعاشوراء لأنّها تمثّل الحركة الإسلاميَّة التي استطاعت أن تجسّد الإسلام في شعاراتها كلّها، وفي أشخاصها كلّها، وفي الممارسات كلّها الَّتي مارسها أيُّ إنسان منهم في حياته الخاصَّة والعامَّة، وتلك بدْع من الثَّورات. أن تكون هناك ثورة أو حركة تشعر بأنَّ كلّ فرد منها، ودون أن يشذّ أيّ فرد منها، تشعر وكأنَّ كلّ فرد منها يجسّد الثورة والرسالة بكلّ معانيها ومنطلقاتها وبطهرها كلّه، وهذا ما تفتقده ـــ فيما نعلم ـــ الثورات كلّها في العالم، لأنّنا قد نجد في كلّ ثورة من الثورات أُناساً مخلصين لِما يفكِّرون ولِما يناضلون ولما يتحرَّكون من أجله، ولكن أن تجد الكلّ يجسّدون موقفاً واحداً وسلوكاً واحداً وفريداً من نوعه وروحاً واحدة ومنطلقاً واحداً، فهذا من اختصاص عاشوراء.

وعلى هذا الأساس، نحن كمسلمين نريد أن نطلق حركة الإسلام في الحياة، ونحن كمسلمين نشعر بحاجتنا إلى الينبوع المتدفّق في كلّ وقت، هذا الذي يمدّنا بصبر الإسلام، صبر فكره وصبر هدفه وصبر أسلوبه، نحتاج إلى عاشوراء لتجيء إلى حياتنا لتصحّح ما انحرف، وتُقَوِّم ما اعوَجَّ، ولتقودنا إلى الطريق من جديد، وذلك هو سرّ عاشوراء.. ليست المأساة وليست أحداثها، وإنَّما خطّها الذي ابتدأ من حيث ابتدأ الإسلام، وانتهى حيث انتهى فكر الإسلام.

ولهذا، فنحن بحاجة إلى أن نقف وقفةً مع ما تمثّله عاشوراء من مبادئ، ومع ما نريد لعاشوراء من حركة. فنحن بحاجة إلى أن نفهم عاشوراء في مبادئها، وإلى أن نفكِّر في عاشوراء كيف يجب أن تكون كي تتقدَّم وتظلّ خالدة في حياتنا.

* من كتاب "آفاق إسلاميّة".

لِنُجِبْ عن التساؤل: لماذا نحتفل بعاشوراء؟!

هل المآسي في التاريخ قليلة حتّى نظلّ في مأساة مضى عليها أكثر من 1337 عاماً؟!

ألا تكفينا المآسي التي شاهدتها الحروب العالمية منها وغير العالمية؟!

هل المأساة التي نتحدَّث عنها غريبة عن التاريخ؟!

إنَّ المآسي والوحشية والجريمة التي مارسها طرف معيَّن أثناء عاشوراء ضدَّ أهل البيت، لها في تاريخ الحروب أكثر من مَثَل في أكثر من مأساة تاريخيّة!!

إذاً، هل نحن مع ذكرى عاشوراء انطلاقاً من المأساة؟

ربّما نجد في طريقة ممارستنا للاحتفال بعاشوراء هو ذلك، لأنَّ الغالب على الاحتفال بعاشوراء هو طابع المأساة.

فنحن نختار القارئ الَّذي يستطيع أن يستذرف الدّمع أكثر بدلاً من القارئ الذي يستطيع أن يستلهم الفكرة اكثر، لأنَّنا مولعون بالحزن والدموع، ولأنّنا نرتبط بعاشوراء المأساة وبعاشوراء الدموع.

ربّما تكون ممارستنا لعاشوراء وبطريقة الاحتفال تعطي هذه الفكرة، وقد يحكمنا الواقع الأساس الذي أراده أهل البيت (ع) من خلال إطلاق فكرة الاحتفال بعاشوراء منذ أن قالها الإمام جعفر الصادق (ع) وهو يشير إلى هذه المجالس: "أحيوا أَمْرَنَا رَحِمَ الله مَنْ أحْيا أمرنا".

أن تكون عاشوراء طريقاً خالداً للفكرة، للإسلام في دعوته، وللإسلام في أسلوبه، وللإسلام في منطلقاته. ومن هنا يكون الجواب على السؤال، فنحن لا نحتفل بعاشوراء كمأساةٍ ليقال لنا إنَّ المآسي كثيرة، بل نحتفل بعاشوراء لأنّها تمثّل الحركة الإسلاميَّة التي استطاعت أن تجسّد الإسلام في شعاراتها كلّها، وفي أشخاصها كلّها، وفي الممارسات كلّها الَّتي مارسها أيُّ إنسان منهم في حياته الخاصَّة والعامَّة، وتلك بدْع من الثَّورات. أن تكون هناك ثورة أو حركة تشعر بأنَّ كلّ فرد منها، ودون أن يشذّ أيّ فرد منها، تشعر وكأنَّ كلّ فرد منها يجسّد الثورة والرسالة بكلّ معانيها ومنطلقاتها وبطهرها كلّه، وهذا ما تفتقده ـــ فيما نعلم ـــ الثورات كلّها في العالم، لأنّنا قد نجد في كلّ ثورة من الثورات أُناساً مخلصين لِما يفكِّرون ولِما يناضلون ولما يتحرَّكون من أجله، ولكن أن تجد الكلّ يجسّدون موقفاً واحداً وسلوكاً واحداً وفريداً من نوعه وروحاً واحدة ومنطلقاً واحداً، فهذا من اختصاص عاشوراء.

وعلى هذا الأساس، نحن كمسلمين نريد أن نطلق حركة الإسلام في الحياة، ونحن كمسلمين نشعر بحاجتنا إلى الينبوع المتدفّق في كلّ وقت، هذا الذي يمدّنا بصبر الإسلام، صبر فكره وصبر هدفه وصبر أسلوبه، نحتاج إلى عاشوراء لتجيء إلى حياتنا لتصحّح ما انحرف، وتُقَوِّم ما اعوَجَّ، ولتقودنا إلى الطريق من جديد، وذلك هو سرّ عاشوراء.. ليست المأساة وليست أحداثها، وإنَّما خطّها الذي ابتدأ من حيث ابتدأ الإسلام، وانتهى حيث انتهى فكر الإسلام.

ولهذا، فنحن بحاجة إلى أن نقف وقفةً مع ما تمثّله عاشوراء من مبادئ، ومع ما نريد لعاشوراء من حركة. فنحن بحاجة إلى أن نفهم عاشوراء في مبادئها، وإلى أن نفكِّر في عاشوراء كيف يجب أن تكون كي تتقدَّم وتظلّ خالدة في حياتنا.

* من كتاب "آفاق إسلاميّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية