أعمالٌ تشوّهُ صورةَ عاشوراءِ الحسينِ (ع)

أعمالٌ تشوّهُ صورةَ عاشوراءِ الحسينِ (ع)

[ما رأيكم الشّرعيّ في الاحتفال في عاشوراء بضرب الرّؤوس بالسّيف والظّهور بالسلاسل وأمثال ذلك؟]

إنَّ رأينا الفقهي - الموافق لرأي كثير من الفقهاء - هو حرمة هذه الأعمال لسببين:

الأوّل: أنّ رأينا هو حرمة الإضرار بالجسد حتى لو لم يؤدّ إلى التهلكة، وهذه النظريّة الفقهيّة يأخذ بها عدد من الفقهاء، وفي مقدّمهم الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله)، ولا إشكال في أنّ هذه الأعمال مصداقٌ للضرر بالنفس، ولا سيّما إذا قام وليّ الطفل بجرح الطفل، فإنّه يزداد حرمةً؛ لأنّه لا ولاية للأب في الإضرار بالطّفل، ولأنّه تعذيبٌ وحشيّ للطفولة، وهذا ما يرفضه الشرّع الإسلاميّ، حتى لو كان ذلك على أساس وفاءٍ بالنّذر؛ فإنّ مثل هذا النذر حرام شرعاً؛ لأنَّ النذر إنما يكون شرعيّاً إذا كان طاعةً لله.

الثاني: أنّ هذه الأعمال تعطي صورةً مشوّهةً عن الإسلام والمسلمين، من حيث دلالته على التخلّف في التّعبير عن الحزن تحت عنوان المواساة، وتؤدّي إلى هتك حرمة الخطّ الإسلاميّ الأصيل، كما أنَّ هذا الأمر ليس من الشّعائر؛ لأنّ الشّعائر ـ كما يقول السيّد الخوئي (رحمه الله) ـ هي توقيفيّة، أي أنَّ الشريعة هي التي تحدّد كون هذا الأمر من الشّعائر أو لا. وقد استحدث البعض عادات جديدة بالسّير على أربع، أو الزّحف على الخدود، ما يزيد المسألة تشوّهاً وهتكاً وتعبيراً عن التخلّف.

ومن جهة أخرى، فإنَّ المواساة لا تتحقّق بذلك؛ فإنّ مواساة الحسين (ع) أن تُستشهد في الموقع الذي استشهد فيه، وأن تُجرح حيث جرح، ومواساة زينب (ع) أن تُجلد في الموقع الذي جلدت فيه، وهو موقع الدّفاع عن الحقّ ومواجهة الظلم. وقد كنّا نقول ـ ولا نزال ـ: من أراد أن يواسي الحسين (ع)، فلينطلق مع المجاهدين في لبنان وفلسطين، وفي كلّ موقع للحقّ في العالم.

إنّنا ندعو إلى إقامة ذكرى الإمام الحسين (ع) والصّفوة الطيّبة من أهل بيته وأصحابه، بإقامة المجالس الحسينيّة التي تحيي الذكرى، وتثير الوعي، وتثقّف المجتمع بالإسلام والسّيرة العطرة للنبيّ محمد (ص) والأئمّة من أهل البيت (ع)، والانفتاح على القضايا الحيويّة والمصيريّة، والسير في المواكب الحسينيّة التي تطلق أناشيد الحزن والوعي والحركة في خطِّ النّصر، في طريق الشّهادة، وإثارة الحزن بالوسائل الإنسانية الحضاريّة، والتبرّع بالدّم للجرحى من المجاهدين والفقراء تحيّةً لدم الحسين (ع)، وصدقةً عن روحه؛ فإنّ في ذلك أسلوباً إسلامياً حضاريّاً على مستوى الإيمان والخير، وإثارةً للذكرى في أجواء المأساة ضدّ الذين يصنعون المأساة للمستضعفين.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 13.

[ما رأيكم الشّرعيّ في الاحتفال في عاشوراء بضرب الرّؤوس بالسّيف والظّهور بالسلاسل وأمثال ذلك؟]

إنَّ رأينا الفقهي - الموافق لرأي كثير من الفقهاء - هو حرمة هذه الأعمال لسببين:

الأوّل: أنّ رأينا هو حرمة الإضرار بالجسد حتى لو لم يؤدّ إلى التهلكة، وهذه النظريّة الفقهيّة يأخذ بها عدد من الفقهاء، وفي مقدّمهم الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله)، ولا إشكال في أنّ هذه الأعمال مصداقٌ للضرر بالنفس، ولا سيّما إذا قام وليّ الطفل بجرح الطفل، فإنّه يزداد حرمةً؛ لأنّه لا ولاية للأب في الإضرار بالطّفل، ولأنّه تعذيبٌ وحشيّ للطفولة، وهذا ما يرفضه الشرّع الإسلاميّ، حتى لو كان ذلك على أساس وفاءٍ بالنّذر؛ فإنّ مثل هذا النذر حرام شرعاً؛ لأنَّ النذر إنما يكون شرعيّاً إذا كان طاعةً لله.

الثاني: أنّ هذه الأعمال تعطي صورةً مشوّهةً عن الإسلام والمسلمين، من حيث دلالته على التخلّف في التّعبير عن الحزن تحت عنوان المواساة، وتؤدّي إلى هتك حرمة الخطّ الإسلاميّ الأصيل، كما أنَّ هذا الأمر ليس من الشّعائر؛ لأنّ الشّعائر ـ كما يقول السيّد الخوئي (رحمه الله) ـ هي توقيفيّة، أي أنَّ الشريعة هي التي تحدّد كون هذا الأمر من الشّعائر أو لا. وقد استحدث البعض عادات جديدة بالسّير على أربع، أو الزّحف على الخدود، ما يزيد المسألة تشوّهاً وهتكاً وتعبيراً عن التخلّف.

ومن جهة أخرى، فإنَّ المواساة لا تتحقّق بذلك؛ فإنّ مواساة الحسين (ع) أن تُستشهد في الموقع الذي استشهد فيه، وأن تُجرح حيث جرح، ومواساة زينب (ع) أن تُجلد في الموقع الذي جلدت فيه، وهو موقع الدّفاع عن الحقّ ومواجهة الظلم. وقد كنّا نقول ـ ولا نزال ـ: من أراد أن يواسي الحسين (ع)، فلينطلق مع المجاهدين في لبنان وفلسطين، وفي كلّ موقع للحقّ في العالم.

إنّنا ندعو إلى إقامة ذكرى الإمام الحسين (ع) والصّفوة الطيّبة من أهل بيته وأصحابه، بإقامة المجالس الحسينيّة التي تحيي الذكرى، وتثير الوعي، وتثقّف المجتمع بالإسلام والسّيرة العطرة للنبيّ محمد (ص) والأئمّة من أهل البيت (ع)، والانفتاح على القضايا الحيويّة والمصيريّة، والسير في المواكب الحسينيّة التي تطلق أناشيد الحزن والوعي والحركة في خطِّ النّصر، في طريق الشّهادة، وإثارة الحزن بالوسائل الإنسانية الحضاريّة، والتبرّع بالدّم للجرحى من المجاهدين والفقراء تحيّةً لدم الحسين (ع)، وصدقةً عن روحه؛ فإنّ في ذلك أسلوباً إسلامياً حضاريّاً على مستوى الإيمان والخير، وإثارةً للذكرى في أجواء المأساة ضدّ الذين يصنعون المأساة للمستضعفين.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 13.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية