الدّور الرّساليّ للمنبر الحسينيّ

الدّور الرّساليّ للمنبر الحسينيّ

للمنبر الحسيني دور الرّسالة المتحركة المنفتحة على الإسلام كلّه في خطّ الوعي وحركة التحدّي في مواجهة الكفر كلّه والظلم كلّه، وفي انفتاح الدّعوة على قضايا الإنسان العامّة والخاصّة، باعتبار أنَّ الإسلام هو عمق الثّورة الحسينيَّة، فليس فيها شيء للذَّات، بل هي ــ في كلّ منطلقاتها وامتداداتها وعناوينها وتحدّياتها وآفاقها ـ إسلام يدعو ويثير ويشير إلى الواقع، ويحاسب ويحكم ويثور، ما يجعل النظريّة فيها تنفتح على جانب التّطبيق، ما جعلنا نرى الإسلام إنساناً ثائراً مضرَّجاً بالدّماء، يتمثّل في النّموذج الحسيني المتجسّد في أكثر من نموذج حيّ في أهل بيت الحسين وأصحابه؛ في الطّفل والشابّ والشّيخ والمرأة.

وهكذا، أراد الأئمّة من أهل البيت (ع) في دعوتهم لإنشاء هذا المنبر، أن يكون جامعةً متنوّعة الأبعاد، متعدِّدة الأساليب، تجمع بين عقلانيّة الفكر والخطّ في الثّورة، وعاطفيّة الشعور في المأساة، ليعيش الإسلام في وجدان الإنسان حياة فكريّة روحيّة تجمع بين العقل والعاطفة، لأنّ ذلك هو سرّ حيويّة الإنسانيّة في الإنسان، وكان الشّعار "أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا"، وليس لأهل البيت (ع) أمر إلا الإسلام الّذي تجسَّد فيهم وفي سيرتهم وحركتهم فكراً وعاطفةً ومنهجاً للحياة. وقد تنوّعت التجارب المنبريّة على مدى السنين، واستطاعت أن تصنع جمهورها في تتابع الأجيال، وكان النّثر والشّعر والقصّة والتّاريخ والتّحليل والإثارة والصّوت الموسيقيّ الحزين الّذي عاش غنائيّة المأساة بطريقة شرعيّة، وقد كنّا، ولا نزال، نتحدّث مع أصدقائنا من خطباء المنبر الحسيني، أن يحتفظوا بهذه التجارب لتبقى في وجدان الكلمة.

هذا الفنّ المنبري الّذي يزاوج بين الفكرة في جدّيتها وحركتها، والمأساة في عاطفيّتها وبكائيّتها، حتى لا نعيش الفكرة جفاف الفكر، ولا تنطلق العاطفة مجرّدة عن المضمون، وذلك هو سرّ استمرار المنبر الحسيني في طهر العاطفة وامتداد الفكرة.      

إنّ من الضّروريّ أن نتابع حركة التّغيّرات في تطوّر الأسلوب والشّكل في إثارة العاطفة، كما نتابع حركة التطوّر في مفردات الفكر، حتى نعيش قضايانا في واقع العصر، لنظلّ في خطّ التقدّم المنفتح على الشّمس، بدلاً من أن نبقى في الظّلام نحدّق في سواد اللّيل.

ويبقى لخطباء المنبر الحسيني أن يرتفعوا إلى مستوى رسالة المنبر في الدّعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وإلى السير في خطّ أخلاقيّته في وجدانهم الفكري وسلوكهم العملي، ويبقى لتاريخهم أن يشير إلى تاريخ الحسين (ع)، ليكون الهدى في صحراء الضّلال، والنّور في غياهب الظّلام.

ويبقى الحسين جديداً في حركة ثورته في امتداد الزّمن، ويبقى الإنسان يستمدّ من الحسين الكثير الكثير مما يملأ عقله وقلبه وشعوره وحياته، ليفتح الحياة على الإسلام قاعدةً للفكر والعاطفة والحياة.

22 ذي القعدة الحرام 1416هـ.

* من مقدّمة "معجم الخطباء"، ج 3، لمؤلّفه السيّد داخل السيّد حسن.

للمنبر الحسيني دور الرّسالة المتحركة المنفتحة على الإسلام كلّه في خطّ الوعي وحركة التحدّي في مواجهة الكفر كلّه والظلم كلّه، وفي انفتاح الدّعوة على قضايا الإنسان العامّة والخاصّة، باعتبار أنَّ الإسلام هو عمق الثّورة الحسينيَّة، فليس فيها شيء للذَّات، بل هي ــ في كلّ منطلقاتها وامتداداتها وعناوينها وتحدّياتها وآفاقها ـ إسلام يدعو ويثير ويشير إلى الواقع، ويحاسب ويحكم ويثور، ما يجعل النظريّة فيها تنفتح على جانب التّطبيق، ما جعلنا نرى الإسلام إنساناً ثائراً مضرَّجاً بالدّماء، يتمثّل في النّموذج الحسيني المتجسّد في أكثر من نموذج حيّ في أهل بيت الحسين وأصحابه؛ في الطّفل والشابّ والشّيخ والمرأة.

وهكذا، أراد الأئمّة من أهل البيت (ع) في دعوتهم لإنشاء هذا المنبر، أن يكون جامعةً متنوّعة الأبعاد، متعدِّدة الأساليب، تجمع بين عقلانيّة الفكر والخطّ في الثّورة، وعاطفيّة الشعور في المأساة، ليعيش الإسلام في وجدان الإنسان حياة فكريّة روحيّة تجمع بين العقل والعاطفة، لأنّ ذلك هو سرّ حيويّة الإنسانيّة في الإنسان، وكان الشّعار "أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا"، وليس لأهل البيت (ع) أمر إلا الإسلام الّذي تجسَّد فيهم وفي سيرتهم وحركتهم فكراً وعاطفةً ومنهجاً للحياة. وقد تنوّعت التجارب المنبريّة على مدى السنين، واستطاعت أن تصنع جمهورها في تتابع الأجيال، وكان النّثر والشّعر والقصّة والتّاريخ والتّحليل والإثارة والصّوت الموسيقيّ الحزين الّذي عاش غنائيّة المأساة بطريقة شرعيّة، وقد كنّا، ولا نزال، نتحدّث مع أصدقائنا من خطباء المنبر الحسيني، أن يحتفظوا بهذه التجارب لتبقى في وجدان الكلمة.

هذا الفنّ المنبري الّذي يزاوج بين الفكرة في جدّيتها وحركتها، والمأساة في عاطفيّتها وبكائيّتها، حتى لا نعيش الفكرة جفاف الفكر، ولا تنطلق العاطفة مجرّدة عن المضمون، وذلك هو سرّ استمرار المنبر الحسيني في طهر العاطفة وامتداد الفكرة.      

إنّ من الضّروريّ أن نتابع حركة التّغيّرات في تطوّر الأسلوب والشّكل في إثارة العاطفة، كما نتابع حركة التطوّر في مفردات الفكر، حتى نعيش قضايانا في واقع العصر، لنظلّ في خطّ التقدّم المنفتح على الشّمس، بدلاً من أن نبقى في الظّلام نحدّق في سواد اللّيل.

ويبقى لخطباء المنبر الحسيني أن يرتفعوا إلى مستوى رسالة المنبر في الدّعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وإلى السير في خطّ أخلاقيّته في وجدانهم الفكري وسلوكهم العملي، ويبقى لتاريخهم أن يشير إلى تاريخ الحسين (ع)، ليكون الهدى في صحراء الضّلال، والنّور في غياهب الظّلام.

ويبقى الحسين جديداً في حركة ثورته في امتداد الزّمن، ويبقى الإنسان يستمدّ من الحسين الكثير الكثير مما يملأ عقله وقلبه وشعوره وحياته، ليفتح الحياة على الإسلام قاعدةً للفكر والعاطفة والحياة.

22 ذي القعدة الحرام 1416هـ.

* من مقدّمة "معجم الخطباء"، ج 3، لمؤلّفه السيّد داخل السيّد حسن.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية