ثورة الحسين(ع): قضيّة إسلاميّة إنسانيّة

ثورة الحسين(ع): قضيّة إسلاميّة إنسانيّة

وندخل إلى عاشوراء، لنعيش مع هذه الذكرى وتاريخها الرّحب؛ هذا التّاريخ الذي مرّت عليه السّنون الطوال، وما زال يفيض بكلّ معاني الروح؛ الروح التي ملأت أجواء الواقعة والذكرى، حتّى إنّنا عندما نتمثّل شخصيّاته، فإننا نشعر بأنّ كلّ واحدةٍ منها هي روحٌ تحلّق وتسمو وتصفو وتنطلق، لتحوّل الجسد إلى نبضة من الرّوح، تنفخ في الفكر العاطفة والعقل لتتحوَّل إلى مادة للحياة.

وهكذا ننطلق في عاشوراء من القيم الروحية والحركيّة المنفتحة على الحقّ في قياداتها وجمهورها المؤمن والمجاهد، لتكون تلك الحركة حركةً تغييريّةً، وليست مجرّد حركة تعيش المأساة في أطرافها أو داخلها، بل حركة تملك عينين منفتحتين على الأمّة والعالم كلّه، لتحدّق في المسيرة الإسلاميّة والإنسانيّة كلّها، وحتى عندما تدخل في عالم الإمامة، فليس لتطيِّف هذه الإمامة، بل لتجعلها نموذجاً روحيّاً منفتحاً على الإنسان والإسلام كلّه.

ومن عاشوراء ننطلق لنغتني بمجمل أبعادها المتنوّعة. والمشكلة أننا طيّفنا عاشوراء وحبسناها في تقاليدنا وعاداتنا، فلم ننطلق مع الحسين القضيّة، بل انطلقنا مع الشخص الذي تملأ الجراحات جسده، الشّخص الذي عاش العطش والفجيعة في أولاده وأهل بيته، لقد انطلقنا مع الحسين الشّخص لا مع الحسين الرسالة والقضيّة، ولذلك عندما تركنا الرسالة لم نعثر على الحسين، ولن نعثر عليه، إذا لم يتحوّل في عقيدتنا قضيّة ورسالةً وحريةً وعزّةً وكرامةً، وكوناً ينطلق في الإسلام كلّه والإنسان كلّه. هكذا نفهم عاشوراء، وتلك هي حقيقة عاشوراء. وحدهم الّذين ينطلقون في خطّ الحريّة والمقاومة والممانعة والتحدي، وحدهم عندما يبكون المأساة، يذرفون الدموع الحارة، الدموع الحسينيّة الرسالية.

إنّ قضيّة عاشوراء هي قضيّة إنسانيّة، ونحن نتعرَّف إنسانيّة عاشوراء من خلال شعارات الحسين التي أطلقها في كربلاء. فقد كان(ع) يتطلّع إلى الإنسان كلّه، ويدخل إلى عمقه في إحساسه وقلقه على إنسانيّته، وكان يخشى من الظّلَمة على إنسانيّة الإنسان. ماذا قال وهو يتحدّث عن حاكمي زمنه من بني أميّة: "اتّخذوا مال الله دولاً، وعباده خولاً"، فقد تحدَّث عن أنَّ المال العام الذي ينظِّم للإنسان حياته وللأمّة شؤونها، هو مال الله }وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آَتَاكُمْ{]النّور: 33[، فالله هو مالك الكون، ولكنّ هذا المال الذي يجب أن يُصرف في سبيل الله، ومن أجل أن يعيش الإنسان العزّة والكرامة في إنسانيّته، أصبح مال الأمير ومال أتباعه وحاشيته.

الكثير منّا اليوم ممن يتحدّثون عن الوطن والدّين وما إلى ذلك، يُسبّحون بحمد سلاطين المال، يعبدون العائلة ورئيسها، ويحدّثونك بعد ذلك عن التّوحيد، ليكفّروا بعض الناس من خلال بعض الاجتهادات، لكنّهم يعبدون الّذين يملكون المال، "اتخذوا مال الله دولاً- بحسب شهواتهم- وعباده خولاً"، أي عبيداً. ونحن نقرأ في التّاريخ في وقفة الحرّة، أنَّ يزيد طلب من عامله الّذي انتصر على أهل المدينة، أن يأخذ البيعة منهم على أنهم عبيدٌ ليزيد، ويُقال: إنّه عندما كانت البيعة تؤخذ ليزيد، وقف رجل وبيده سيف وبالأخرى صرّة من المال، وقال: من يبايع فله هذا المال، ومن لا يبايع فله هذا (السّيف). وتمّت المسألة، وأصبح يزيد أمير المؤمنين!

ونحن نعيش اليوم صرر المال التي تشتري البيعة المعاصرة، والبيعة المعاصرة تختلف عن البيعة التّاريخيّة...

من كلمته الّتي ألقيت في مؤتمر"عاشوراء النّصّ والوظيفة".

وندخل إلى عاشوراء، لنعيش مع هذه الذكرى وتاريخها الرّحب؛ هذا التّاريخ الذي مرّت عليه السّنون الطوال، وما زال يفيض بكلّ معاني الروح؛ الروح التي ملأت أجواء الواقعة والذكرى، حتّى إنّنا عندما نتمثّل شخصيّاته، فإننا نشعر بأنّ كلّ واحدةٍ منها هي روحٌ تحلّق وتسمو وتصفو وتنطلق، لتحوّل الجسد إلى نبضة من الرّوح، تنفخ في الفكر العاطفة والعقل لتتحوَّل إلى مادة للحياة.

وهكذا ننطلق في عاشوراء من القيم الروحية والحركيّة المنفتحة على الحقّ في قياداتها وجمهورها المؤمن والمجاهد، لتكون تلك الحركة حركةً تغييريّةً، وليست مجرّد حركة تعيش المأساة في أطرافها أو داخلها، بل حركة تملك عينين منفتحتين على الأمّة والعالم كلّه، لتحدّق في المسيرة الإسلاميّة والإنسانيّة كلّها، وحتى عندما تدخل في عالم الإمامة، فليس لتطيِّف هذه الإمامة، بل لتجعلها نموذجاً روحيّاً منفتحاً على الإنسان والإسلام كلّه.

ومن عاشوراء ننطلق لنغتني بمجمل أبعادها المتنوّعة. والمشكلة أننا طيّفنا عاشوراء وحبسناها في تقاليدنا وعاداتنا، فلم ننطلق مع الحسين القضيّة، بل انطلقنا مع الشخص الذي تملأ الجراحات جسده، الشّخص الذي عاش العطش والفجيعة في أولاده وأهل بيته، لقد انطلقنا مع الحسين الشّخص لا مع الحسين الرسالة والقضيّة، ولذلك عندما تركنا الرسالة لم نعثر على الحسين، ولن نعثر عليه، إذا لم يتحوّل في عقيدتنا قضيّة ورسالةً وحريةً وعزّةً وكرامةً، وكوناً ينطلق في الإسلام كلّه والإنسان كلّه. هكذا نفهم عاشوراء، وتلك هي حقيقة عاشوراء. وحدهم الّذين ينطلقون في خطّ الحريّة والمقاومة والممانعة والتحدي، وحدهم عندما يبكون المأساة، يذرفون الدموع الحارة، الدموع الحسينيّة الرسالية.

إنّ قضيّة عاشوراء هي قضيّة إنسانيّة، ونحن نتعرَّف إنسانيّة عاشوراء من خلال شعارات الحسين التي أطلقها في كربلاء. فقد كان(ع) يتطلّع إلى الإنسان كلّه، ويدخل إلى عمقه في إحساسه وقلقه على إنسانيّته، وكان يخشى من الظّلَمة على إنسانيّة الإنسان. ماذا قال وهو يتحدّث عن حاكمي زمنه من بني أميّة: "اتّخذوا مال الله دولاً، وعباده خولاً"، فقد تحدَّث عن أنَّ المال العام الذي ينظِّم للإنسان حياته وللأمّة شؤونها، هو مال الله }وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آَتَاكُمْ{]النّور: 33[، فالله هو مالك الكون، ولكنّ هذا المال الذي يجب أن يُصرف في سبيل الله، ومن أجل أن يعيش الإنسان العزّة والكرامة في إنسانيّته، أصبح مال الأمير ومال أتباعه وحاشيته.

الكثير منّا اليوم ممن يتحدّثون عن الوطن والدّين وما إلى ذلك، يُسبّحون بحمد سلاطين المال، يعبدون العائلة ورئيسها، ويحدّثونك بعد ذلك عن التّوحيد، ليكفّروا بعض الناس من خلال بعض الاجتهادات، لكنّهم يعبدون الّذين يملكون المال، "اتخذوا مال الله دولاً- بحسب شهواتهم- وعباده خولاً"، أي عبيداً. ونحن نقرأ في التّاريخ في وقفة الحرّة، أنَّ يزيد طلب من عامله الّذي انتصر على أهل المدينة، أن يأخذ البيعة منهم على أنهم عبيدٌ ليزيد، ويُقال: إنّه عندما كانت البيعة تؤخذ ليزيد، وقف رجل وبيده سيف وبالأخرى صرّة من المال، وقال: من يبايع فله هذا المال، ومن لا يبايع فله هذا (السّيف). وتمّت المسألة، وأصبح يزيد أمير المؤمنين!

ونحن نعيش اليوم صرر المال التي تشتري البيعة المعاصرة، والبيعة المعاصرة تختلف عن البيعة التّاريخيّة...

من كلمته الّتي ألقيت في مؤتمر"عاشوراء النّصّ والوظيفة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية