- إيليا: الله ربّي. من أنبياء بني إسرائيل، أرسل الى آحاب ملك إسرائيل.
- إلياس: هو من سبط يوشع بن نون، بعثه الله إلى بعلبكّ، وكانوا يعبدون صنماً يقال
له بعل، وملكهم أحب وامرأته أزبيل، وكان يستخلفها على ملكه إذا غاب.
- لا يبعد اتّحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما.
الملوك الأوّل 17- وقال إيليّا التشبّي من مستوطني جلعاد لأخآب: حيّ هو الربّ إله
إسرائيل الّذي وقفت أمامه، إنّه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلّا عند قولي.
وفي 16/ 29- وملك أخاب بن عمرى على إسرائيل في السامرة اثنتين وعشرين سنة... حتّى
اتّخذ إيزابل ابنة أثبعل ملك الصيدونيّين امرأة، وسار وعبد البعل وسجد له.
وفي 19/ 19- فذهب [ايليّا] من هناك، ووجد أليشع بن شافاط يحرث واثني عشر فدّان بقر
قدّامه، وهو مع الثاني عشر، فمرّ إيليّا به وطرح ردائه عليه، فترك البقر وركض وراء
إيليّا.
- يقال هو إلياس بن العادر من ولد يوشع بن نون. وكان ابن إسحاق يقول: هو الياس بن
يسي من ولد هارون بن عمران، يقال له إلياس والياسين واذر ياسين، ويقال هو ذو الكفل
بعينه، بعثه الله بعد حزقيل إلى ملك ببعلبك يقال له آحب، وله امرأة يقال لها أزبيل
كان يستخلفها... إلخ.
تاريخ الطبري- 1/ 239- إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران. عن
محمد بن إسحاق قال: ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ قبض حزقيل وعظمت في بنى إسرائيل الأحداث،
ونسوا ما كان من عهد الله إليهم، حتّى نصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله، فبعث
الله اليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيّاً... إلخ.
الملوك الثاني 2/ 9- ولمّا عبرا قال إيليّا لأليشع اطلب ماذا أفعل لك... وفيما هما
يسيران ويتكلّمان، إذا مركبة من نار وخبل من نار، ففصلت بينهما، فصعد إيليّا في
العاصفة إلى السماء، وكان أليشع يرى وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها
ولم يره بعد... إلخ.
يوحنا 1/ 19- هذه هي شهادة يوحنّا، حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويّين
ليسألوه من أنت؟... فسألوه إذا ماذا، إيليّا أنت؟ فقال لست أنا. النبىّ أنت؟ فأجاب
لا.
والتحقيق: أنّه يظهر من هذه الكلمات أنّ كهنة أورشليم كانوا ينتظرون ظهور المسيح،
وظهور إيليّا ورجعته بعد ما رفع إلى السماء، وظهور النبىّ المطلق وهو نبيّ الإسلام.
ثمّ إنّ كلمة إيليّا قد ضبطت في التّوراة العبريّة هكذا-، أي إليّاهو. وفي
الفارسيّة بخطّ العبريّ مثلها. وفي الفارسيّة ترجمة فاضل خان، هكذا- إيلياه. وفي
العبريّة طبع 1811 م، هكذا- إيليا، وفي يوحنّا- إيلياء. وفي أغلب النسخ المتأخّرة
المترجمة هكذا- إيليّا.
وأمّا كلمة إلياس: فالظاهر أنّها معربّة من إليّاهو، أو إيلياه أو إيلياء. وحرف
السين تلحق آخر الأسماء في اليونانيّة كثيراً كما في هرمس، ديوجانس، ديوغانس،
هيردوطس، يولياس، طيطوس.
وتوجد في الكلمات المعرّبة وغيرها كثيراً، كما في إبليس، برجيس، بلقيس، جرجيس،
سندوس، عبدوس، طمروس، طرابلس، طرطوس، طغموس، جرنفس.
راجع باب ما آخره السين من قاموس اللّغة، تجد فيها لغات كثيرة من هذا القبيل،
وإلحاق السّين في غالب موارده: إمَّا للوقف والسّكت كالهاء، وإمَّا للدَّلالة على
العظمة والمبالغة والكثرة والزّيادة.
{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}[الأنعام:
85].
فقد عدّ إلياس في رديف زكريّا ويحيى وعيسى: إشارة الى أنَّ هدايته واجتباءه وتفضيله
كان من نوع هدايتهم (عليهم السلام). ثمّ قال: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ
وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}[الأنعام: 86]، فذكرهم في رديف
واحد.
وهذا المعنى منظور في كلّ مورد ذكرت أسماء الأنبياء (عليهم السّلام) في مقام ذكر
فضلهم واجتبائهم وهدايتهم وكيفيّة سلوكهم والعمل برسالتهم، وليس في الآيات دلالة
على تقدّم زمانهم أو تأخّره، فإنّه أمر مادّي تاريخي لا ربط فيه إلى النبوّة
والرسالة والهداية والتبليغ.
فيستفاد من الآية الكريمة أنَّ إلياس (عليه السلام) كان في حال التجرّد والانقطاع
والتوجّه التامّ والتبتّل الخالص والعبوديّة الكاملة.
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ
* أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}[الصافات: 123 – 125].
هذه الآيات الكريمة في مقام ذكر جمع من المرسلين الّذين أرسلوا إلى النّاس، فيذكرون
واحداً واحداً، ويذكر ما هو الجالب من جريان رسالتهم، ثم يختم بجملة {وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى }... الآية.
ففي هذه الآيات أيضاً يقول تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ
عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافّات: 129، 130].
فيستفاد من نظم الآيات الكريمة: أنَّ المراد من كلمة- إِلْ يٰاسِينَ- هو إلياس
المذكور قطعاً، والأقوال الأخر في هذا المورد خلاف نظم الآيات وظاهرها.
*التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج1.