مختارات
07/10/2014

"خفافيش القات" في ليل مقديشو

"خفافيش القات" في ليل مقديشو

كالعادة، يخيّم الهدوء ليلاً على العاصمة الصوماليَّة، وتختفي مظاهر التسلّح، ويخفّ تدريجيّاً ضجيج السيارات، وتدافع حركة المرور في شوارعها، وذلك قبل ساعات من وصول شاحنات تحمل أطناناً من نبتة القات المنشّطة، حيث تضطرب حركة المرور، ويظهر فجأةً "خفافيش القات" في شوارع مقديشو وأزقّتها، وينشغلون في توزيع الحصص على الزّبائن.

ويعدّ سوق "بنادر" وسط العاصمة، الّذي أطلق عليه الصوماليّون اسم "مزرعة القات"، من أكثر الأسواق ازدحاماً، كما يعدّ مركزاً رئيساً لبيع هذه النبتة المخدّرة، من خلال نصب أكشاك صغيرة قبل ساعات من وصول كميّات القات التي تستوردها البلاد من مزارع هذه النبتة في كينيا.

وتشهد حركة تجارة بيع القات في مقديشو ازدهاراً كبيراً، عقب القرار البريطاني الذي أقرّ بموجبه منع استيراد نبتة القات من كينيا، الّتي كانت تصدّر كميات كبيرة منها إلى لندن.

ووفقاً لإحصائيّات محليّة غير رسميّة، فإنّ فئة الشباب تشكّل نسبة 70% من متعاطي القات في الصومال، لأسباب يعزوها البعض من المحلّلين إلى انتشار البطالة في المجتمع الصّومالي، وغياب دور الحكومة الصومالية في مواجهة هذا المخدّر.

وفرضت بريطانيا في يوليو/حزيران الماضي، حظراً على تجارة القات، باعتباره "نباتاً مخدّراً غير شرعيّ"، ما دفع كينيا إلى توجيه حصص إضافيّة إلى الصّومال، التي تصنّف من أكثر البلدان التي تستورد هذه النّبتة المخدّرة في شرق أفريقيا.

وحول الأضرار الّتي يتسبَّب بها القات لمتعاطيه، قال داود مكران، الخبير الاجتماعي، للأناضول، إنّ هناك "مشاكل عدّة قد يتعرّض لها متعاطيه، منها التفكّك الأسري، والانحراف عن القيم، واعتياد مظاهر غير لائقة، مثل التسكّع في الشّوارع والطرقات، وعدم مسايرة المجتمع له".

ومضى قائلاً إنَّ "مشكلة التفكّك الأسري من أخطر الآثار السلبيّة التي يواجهها المجتمع الصّومالي، جرّاء الاستهلاك المفروض لهذه النبتة، حيث ينفق المرء مصاريف بيته في شراء هذه النبتة، ويقضي ساعات كثيرة خارج منزله، ما يؤدّي إلى تفكّك الأسرة وضياع الأطفال في الشّوارع".

وأشار الخبير الاجتماعي إلى "تزايد الجرائم بين الصوماليّين، في حال عدم إقدام الحكومة الصوماليّة على وضع برنامج للحدّ من استيراد هذه النبتة المخدّرة، أو فرض ضرائب عالية على هذه التجارة...".

ولا يوجد تاريخ محدّد لهذه النّبتة في الصّومال، لكنّ انتشارها في المجتمع بهذا الشّكل المخيف، بدأ في التسعينات من القرن الماضي، أي بعد انهيار الحكومة المركزيّة التي كان تعاطي القات في أيّامها جريمة لا تغتفر.

والقات نبات منشّط أصبح تعاطيه ظاهرة في بعض بلاد القرن الأفريقي، كالصّومال وجيبوتي، وكذلك اليمن.

ويخزّن القات في الفم لساعات، ويترافق معه في بعض الأحيان تناول مشروبات الطاقة، والمشروبات الغازيّة، والتدخين. ويعرف علميّاً بأنه إحدى النباتات المزهرة الّتي تنبت في شرق أفريقيا واليمن. وتحتوي نبتة القات على مادّة شبه قلوية تدعى "الكاثينون"، وهي شبيهة بـ"أمفيتامين" (منشّط)، لكنّها تسبّب انعدام الشهيّة وحالة من النشاط الزّائد، ولذلك، صنَّفته منظَّمة الصحَّة العالميَّة كعقار ضارّ من الممكن أن يتسبَّب بحالة خفيفة أو متوسّطة من الإدمان.


كالعادة، يخيّم الهدوء ليلاً على العاصمة الصوماليَّة، وتختفي مظاهر التسلّح، ويخفّ تدريجيّاً ضجيج السيارات، وتدافع حركة المرور في شوارعها، وذلك قبل ساعات من وصول شاحنات تحمل أطناناً من نبتة القات المنشّطة، حيث تضطرب حركة المرور، ويظهر فجأةً "خفافيش القات" في شوارع مقديشو وأزقّتها، وينشغلون في توزيع الحصص على الزّبائن.

ويعدّ سوق "بنادر" وسط العاصمة، الّذي أطلق عليه الصوماليّون اسم "مزرعة القات"، من أكثر الأسواق ازدحاماً، كما يعدّ مركزاً رئيساً لبيع هذه النبتة المخدّرة، من خلال نصب أكشاك صغيرة قبل ساعات من وصول كميّات القات التي تستوردها البلاد من مزارع هذه النبتة في كينيا.

وتشهد حركة تجارة بيع القات في مقديشو ازدهاراً كبيراً، عقب القرار البريطاني الذي أقرّ بموجبه منع استيراد نبتة القات من كينيا، الّتي كانت تصدّر كميات كبيرة منها إلى لندن.

ووفقاً لإحصائيّات محليّة غير رسميّة، فإنّ فئة الشباب تشكّل نسبة 70% من متعاطي القات في الصومال، لأسباب يعزوها البعض من المحلّلين إلى انتشار البطالة في المجتمع الصّومالي، وغياب دور الحكومة الصومالية في مواجهة هذا المخدّر.

وفرضت بريطانيا في يوليو/حزيران الماضي، حظراً على تجارة القات، باعتباره "نباتاً مخدّراً غير شرعيّ"، ما دفع كينيا إلى توجيه حصص إضافيّة إلى الصّومال، التي تصنّف من أكثر البلدان التي تستورد هذه النّبتة المخدّرة في شرق أفريقيا.

وحول الأضرار الّتي يتسبَّب بها القات لمتعاطيه، قال داود مكران، الخبير الاجتماعي، للأناضول، إنّ هناك "مشاكل عدّة قد يتعرّض لها متعاطيه، منها التفكّك الأسري، والانحراف عن القيم، واعتياد مظاهر غير لائقة، مثل التسكّع في الشّوارع والطرقات، وعدم مسايرة المجتمع له".

ومضى قائلاً إنَّ "مشكلة التفكّك الأسري من أخطر الآثار السلبيّة التي يواجهها المجتمع الصّومالي، جرّاء الاستهلاك المفروض لهذه النبتة، حيث ينفق المرء مصاريف بيته في شراء هذه النبتة، ويقضي ساعات كثيرة خارج منزله، ما يؤدّي إلى تفكّك الأسرة وضياع الأطفال في الشّوارع".

وأشار الخبير الاجتماعي إلى "تزايد الجرائم بين الصوماليّين، في حال عدم إقدام الحكومة الصوماليّة على وضع برنامج للحدّ من استيراد هذه النبتة المخدّرة، أو فرض ضرائب عالية على هذه التجارة...".

ولا يوجد تاريخ محدّد لهذه النّبتة في الصّومال، لكنّ انتشارها في المجتمع بهذا الشّكل المخيف، بدأ في التسعينات من القرن الماضي، أي بعد انهيار الحكومة المركزيّة التي كان تعاطي القات في أيّامها جريمة لا تغتفر.

والقات نبات منشّط أصبح تعاطيه ظاهرة في بعض بلاد القرن الأفريقي، كالصّومال وجيبوتي، وكذلك اليمن.

ويخزّن القات في الفم لساعات، ويترافق معه في بعض الأحيان تناول مشروبات الطاقة، والمشروبات الغازيّة، والتدخين. ويعرف علميّاً بأنه إحدى النباتات المزهرة الّتي تنبت في شرق أفريقيا واليمن. وتحتوي نبتة القات على مادّة شبه قلوية تدعى "الكاثينون"، وهي شبيهة بـ"أمفيتامين" (منشّط)، لكنّها تسبّب انعدام الشهيّة وحالة من النشاط الزّائد، ولذلك، صنَّفته منظَّمة الصحَّة العالميَّة كعقار ضارّ من الممكن أن يتسبَّب بحالة خفيفة أو متوسّطة من الإدمان.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية