كتابات
20/12/2022

الإسلامُ قائمٌ على التَّوازن

الإسلامُ قائمٌ على التَّوازن

من عناصر الإسلام التَّوازن، فهو يوازن في تشريعاته بين السلطة والجماعة، والفرد والمجتمع، فللفرد حقوقه التي تمتدُّ إلى أن تقف عند حدود المجتمع، وللسّلطة حقوقها الَّتي لا يمكن لها التعدّي على حقوق المجتمع. لذلك، فالسلطة في الإسلام لا تملك حقّاً إلهياً مطلقاً، فالرَّسول لـم ينتخبه النّاس، وليس مسؤولاً بشكل عضوي أمام النّاس، فقد جاء أنَّه في آخر حياته، وقف ليقول للنّاس: "إنِّي والله ما تمسكون عليَّ بشيء، إنِّي لم أحلّ إلَّا ما أحلَّ القرآن، ولم أحرِّم إلَّا ما حرَّم القرآن"1. ادرسوا تاريخي معكم في السلطة وفي الدعوة وفي الحياة الاجتماعيَّة، فسوف تجدون أنَّني طبَّقت القانون الذي دعوتكم إليه.

ونحن نقرأ في "نهج البلاغة" عن الإمام عليّ (ع)، وهو في موقع الخلافة، أنَّه قال للنّاس: "فلا تكلِّموني بما تكلَّم به الجبابرة، ولا تتحفَّظوا منِّي بما يُتحفَّظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقٍّ قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي، فإنَّه من استثقل الحقّ أن يُقال له، أو العدل أن يُعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل، فإنِّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلَّا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني"2. الحاكم هنا يطلب من النّاس دراسة سلوكه وحكمه وسيرته، فهذه هي مسألة السلطة في الإسلام. إنَّ الإسلام لا يُعطي صاحب السَّلطة سلطة مطلقة على طريقة ما كان يُعرف في أوروبَّا بالحكم الإلهيّ الَّذي يُعبّر فيه مزاج الحاكم عن إرادة الله.

وهكذا نجد وجود التّوازن بين المادَّة والروح، فالإسلام ليس مادياً بالمطلق، وليس روحياً بالمطلق، ولكنَّها روحيَّة تجد روحيَّتها في المادة، ومادية تجد سموّها في الرّوح. ولذلك، فنحن ننتقد المصطلح الموجود في لبنان عندما يتحدَّثون عن مقامات وقيم روحيَّة وإرشاد روحي، ونقول إنَّ هؤلاء مثلنا يحملون فكر الروح، ولكنَّهم لـم يتحوّلوا إلى روح، فلكلٍّ منهم مادَّة قد تعيش كلّ سلبيَّات المادَّة، وربَّما تنفتح على إيجابيَّات الروح. لذلك، ليست عندنا مقامات روحيَّة، بل مواقع إنسانيَّة تتخصَّص بالدين الذي هو مزيجٌ من المادَّة والروح، ونحن من القائلين إنَّ الدّين خُلِق للإنسان، ولـم يخلق الإنسان للدين {يا أيُّها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}[الأنفال: 24]. فالدّين جاء لحماية الإنسان من نفسه ومن غيره، ولكي ينظِّم له حياته.

* من كتاب "الإسلام وقدرته على التَّنافس الحضاريّ".

[1]السِّيرة النَّبويّة، ابن هشام، ص 653.

[2]نهج البلاغة، خطب الإمام (ع).

من عناصر الإسلام التَّوازن، فهو يوازن في تشريعاته بين السلطة والجماعة، والفرد والمجتمع، فللفرد حقوقه التي تمتدُّ إلى أن تقف عند حدود المجتمع، وللسّلطة حقوقها الَّتي لا يمكن لها التعدّي على حقوق المجتمع. لذلك، فالسلطة في الإسلام لا تملك حقّاً إلهياً مطلقاً، فالرَّسول لـم ينتخبه النّاس، وليس مسؤولاً بشكل عضوي أمام النّاس، فقد جاء أنَّه في آخر حياته، وقف ليقول للنّاس: "إنِّي والله ما تمسكون عليَّ بشيء، إنِّي لم أحلّ إلَّا ما أحلَّ القرآن، ولم أحرِّم إلَّا ما حرَّم القرآن"1. ادرسوا تاريخي معكم في السلطة وفي الدعوة وفي الحياة الاجتماعيَّة، فسوف تجدون أنَّني طبَّقت القانون الذي دعوتكم إليه.

ونحن نقرأ في "نهج البلاغة" عن الإمام عليّ (ع)، وهو في موقع الخلافة، أنَّه قال للنّاس: "فلا تكلِّموني بما تكلَّم به الجبابرة، ولا تتحفَّظوا منِّي بما يُتحفَّظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقٍّ قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي، فإنَّه من استثقل الحقّ أن يُقال له، أو العدل أن يُعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل، فإنِّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلَّا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني"2. الحاكم هنا يطلب من النّاس دراسة سلوكه وحكمه وسيرته، فهذه هي مسألة السلطة في الإسلام. إنَّ الإسلام لا يُعطي صاحب السَّلطة سلطة مطلقة على طريقة ما كان يُعرف في أوروبَّا بالحكم الإلهيّ الَّذي يُعبّر فيه مزاج الحاكم عن إرادة الله.

وهكذا نجد وجود التّوازن بين المادَّة والروح، فالإسلام ليس مادياً بالمطلق، وليس روحياً بالمطلق، ولكنَّها روحيَّة تجد روحيَّتها في المادة، ومادية تجد سموّها في الرّوح. ولذلك، فنحن ننتقد المصطلح الموجود في لبنان عندما يتحدَّثون عن مقامات وقيم روحيَّة وإرشاد روحي، ونقول إنَّ هؤلاء مثلنا يحملون فكر الروح، ولكنَّهم لـم يتحوّلوا إلى روح، فلكلٍّ منهم مادَّة قد تعيش كلّ سلبيَّات المادَّة، وربَّما تنفتح على إيجابيَّات الروح. لذلك، ليست عندنا مقامات روحيَّة، بل مواقع إنسانيَّة تتخصَّص بالدين الذي هو مزيجٌ من المادَّة والروح، ونحن من القائلين إنَّ الدّين خُلِق للإنسان، ولـم يخلق الإنسان للدين {يا أيُّها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}[الأنفال: 24]. فالدّين جاء لحماية الإنسان من نفسه ومن غيره، ولكي ينظِّم له حياته.

* من كتاب "الإسلام وقدرته على التَّنافس الحضاريّ".

[1]السِّيرة النَّبويّة، ابن هشام، ص 653.

[2]نهج البلاغة، خطب الإمام (ع).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية