كتابات
19/12/2022

العلمُ أساسُ القوَّةِ والمنعةِ للأمَّة

العلمُ أساسُ القوَّةِ والمنعةِ للأمَّة

في واقعنا المعاصر، نعرف أنَّ قيمة الأمم في العالم هي بمقدار ما تملك من خبرة وما تملك من علم، ونعرف أيضاً أنَّ الدول الكبرى إنما سيطرت على الدول الصّغرى أو دول العالم الثالث واستعبدتها من خلال ما تمتلكه من علم وخبرة، لأنَّ العلم والخبرة جعلاها تنتج من هذا العلم ما يحتاجه العالم في حربه وسلمه، ونحن نقرأ في الكلمة المأثورة، وربما تنسب إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ(ع): "امننْ على من شئْتَ تكنْ أميره، واحتج إلى من شئْتَ تكن أسيره، واستغن عمّن شئت تكن نظيره"1، فإنَّنا عندما نكون شعوباً مستهلكة، لا تنتج ما تأكل أو ما تلبس أو ما تحتاجه في كلّ قضايا الحياة، فإننا نشعر بالحاجة إلى الدول الكبرى التي تفرض علينا شروطها السياسية والأمنية والتربوية والاقتصادية لتلبية حاجاتنا، والقضيَّة ليست مجرَّد أن نستورد - مثلاً - من هذا البلد أو ذاك، لأنّ كلَّ عملية استيراد ترتبط بشروط تنتقص من كلِّ أوضاعنا، ومن كلّ حريَّاتنا واستقلالنا.

وأضربُ مثلاً آخر: اليومَ نحن نتحدث عن اليهود أنهم شذّاذ آفاق، وأنهم لا يمثّلون في العالم كثرةً عدديَّة، ولعلَّ إحصائيات عدد اليهود في العالم لا تتجاوز العشرين مليوناً، بينما عدد العرب - إذا تحدَّثنا عن عرب ويهود - قد يبلغ حوالي ثلاثمائة مليون، وإذا تحدَّثنا عن المسلمين، فإنه قد يتجاوز عددهم المليار ومائة مليون، ولكنَّنا مع ذلك، نلاحظ أنَّ اليهود الموجودين اليومَ في فلسطين، والَّتي حوَّلوها إلى إسرائيل، يملكون الخبرة العلميَّة الَّتي جعلت بعض الدول الكبرى تحتاجهم، كالصين والهند، حتى بريطانيا وفرنسا في بعض الأمور، ونحن مَنْ الذي يحتاجنا؟ إننا نجد أنَّ الكثيرين من أبناء تلك المجتمعات الحيَّة يملكون الخبرة العلميَّة، سواء في مسألة صنع الطيران، أو في صنع الأسلحة، أو في كثير من الأسرار الكونيَّة، بحيث استطاعوا أن يشاركوا أمريكا في كثير من قضايا عالم الفضاء، وما إلى ذلك، فأصبحوا حاجةً للعالم من خلال ما يملكون من علم.

أما نحن في العالم العربي، وربما في العالم الإسلامي، وبفعل الأوضاع السياسيَّة، فإننا لا نستقبل ولا نقدّر علماءنا، بحيث نجد أنَّ من تخصَّص ونال شهادات عليا في أمريكا وفي أوروبا، يصبح عاطلاً من العمل في بلاده، وفي أحسن الأحوال، قد لا يجد له عملاً في مجال اختصاصه، فيعيّن أستاذاً في ثانوية أو في أيّ عمل آخر... بينما نجد أن أمريكا وأوروبا تشتريان الأدمغة... فنحن أمَّة لا تحترم العلم والعلماء، بينما هم يحترمون العلم والعلماء، حتى العلماء العرب والمسلمين، لا لسواد عيوننا، ولكن حتى نخدمهم، وحتى يستفيدوا من طاقاتنا.

لذلك، فالمسألة المعاصرة هي مسألة أنَّ العلم هو أساس الحضارة، وأساس التقدّم، وأساس العزّة والقوَّة والمنعة في العالم، وبقدر ما تمتلك من مقدّرات علميَّة، يحتاجك العالم، وتكون محترماً لديه. لذلك كنّا نقول للكثير من شبابنا، إنَّ عليكم أن تتخصَّصوا - بحسب ظروفكم - في أعلى درجات التخصّص، ونحن نقرأ في أبحاث الفقه، أنَّ هناك واجبات تسمَّى بالواجبات (النظاميَّة)، وهي الواجبات التي يتوقَّف عليها سير نظام الأمَّة، ومن هذه الواجبات، حاجة الأمَّة إلى العلوم التي يتوقَّف عليها نظامها، وهناك بعض الآراء الفقهيَّة التي تقول: إنَّه يجب على الأمَّة أن تبذل المال لأولئك الذين تحتاج الأمَّة لأن يتعلّموا حتى يقيموا لها نظامها على جميع المستويات.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 14.

[1]بحار الأنوار، ج71، ص 411.

في واقعنا المعاصر، نعرف أنَّ قيمة الأمم في العالم هي بمقدار ما تملك من خبرة وما تملك من علم، ونعرف أيضاً أنَّ الدول الكبرى إنما سيطرت على الدول الصّغرى أو دول العالم الثالث واستعبدتها من خلال ما تمتلكه من علم وخبرة، لأنَّ العلم والخبرة جعلاها تنتج من هذا العلم ما يحتاجه العالم في حربه وسلمه، ونحن نقرأ في الكلمة المأثورة، وربما تنسب إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ(ع): "امننْ على من شئْتَ تكنْ أميره، واحتج إلى من شئْتَ تكن أسيره، واستغن عمّن شئت تكن نظيره"1، فإنَّنا عندما نكون شعوباً مستهلكة، لا تنتج ما تأكل أو ما تلبس أو ما تحتاجه في كلّ قضايا الحياة، فإننا نشعر بالحاجة إلى الدول الكبرى التي تفرض علينا شروطها السياسية والأمنية والتربوية والاقتصادية لتلبية حاجاتنا، والقضيَّة ليست مجرَّد أن نستورد - مثلاً - من هذا البلد أو ذاك، لأنّ كلَّ عملية استيراد ترتبط بشروط تنتقص من كلِّ أوضاعنا، ومن كلّ حريَّاتنا واستقلالنا.

وأضربُ مثلاً آخر: اليومَ نحن نتحدث عن اليهود أنهم شذّاذ آفاق، وأنهم لا يمثّلون في العالم كثرةً عدديَّة، ولعلَّ إحصائيات عدد اليهود في العالم لا تتجاوز العشرين مليوناً، بينما عدد العرب - إذا تحدَّثنا عن عرب ويهود - قد يبلغ حوالي ثلاثمائة مليون، وإذا تحدَّثنا عن المسلمين، فإنه قد يتجاوز عددهم المليار ومائة مليون، ولكنَّنا مع ذلك، نلاحظ أنَّ اليهود الموجودين اليومَ في فلسطين، والَّتي حوَّلوها إلى إسرائيل، يملكون الخبرة العلميَّة الَّتي جعلت بعض الدول الكبرى تحتاجهم، كالصين والهند، حتى بريطانيا وفرنسا في بعض الأمور، ونحن مَنْ الذي يحتاجنا؟ إننا نجد أنَّ الكثيرين من أبناء تلك المجتمعات الحيَّة يملكون الخبرة العلميَّة، سواء في مسألة صنع الطيران، أو في صنع الأسلحة، أو في كثير من الأسرار الكونيَّة، بحيث استطاعوا أن يشاركوا أمريكا في كثير من قضايا عالم الفضاء، وما إلى ذلك، فأصبحوا حاجةً للعالم من خلال ما يملكون من علم.

أما نحن في العالم العربي، وربما في العالم الإسلامي، وبفعل الأوضاع السياسيَّة، فإننا لا نستقبل ولا نقدّر علماءنا، بحيث نجد أنَّ من تخصَّص ونال شهادات عليا في أمريكا وفي أوروبا، يصبح عاطلاً من العمل في بلاده، وفي أحسن الأحوال، قد لا يجد له عملاً في مجال اختصاصه، فيعيّن أستاذاً في ثانوية أو في أيّ عمل آخر... بينما نجد أن أمريكا وأوروبا تشتريان الأدمغة... فنحن أمَّة لا تحترم العلم والعلماء، بينما هم يحترمون العلم والعلماء، حتى العلماء العرب والمسلمين، لا لسواد عيوننا، ولكن حتى نخدمهم، وحتى يستفيدوا من طاقاتنا.

لذلك، فالمسألة المعاصرة هي مسألة أنَّ العلم هو أساس الحضارة، وأساس التقدّم، وأساس العزّة والقوَّة والمنعة في العالم، وبقدر ما تمتلك من مقدّرات علميَّة، يحتاجك العالم، وتكون محترماً لديه. لذلك كنّا نقول للكثير من شبابنا، إنَّ عليكم أن تتخصَّصوا - بحسب ظروفكم - في أعلى درجات التخصّص، ونحن نقرأ في أبحاث الفقه، أنَّ هناك واجبات تسمَّى بالواجبات (النظاميَّة)، وهي الواجبات التي يتوقَّف عليها سير نظام الأمَّة، ومن هذه الواجبات، حاجة الأمَّة إلى العلوم التي يتوقَّف عليها نظامها، وهناك بعض الآراء الفقهيَّة التي تقول: إنَّه يجب على الأمَّة أن تبذل المال لأولئك الذين تحتاج الأمَّة لأن يتعلّموا حتى يقيموا لها نظامها على جميع المستويات.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 14.

[1]بحار الأنوار، ج71، ص 411.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية