كتابات
12/12/2022

يومَ القيامةِ كلٌّ يحملُ خطاياه

يومَ القيامةِ كلٌّ يحملُ خطاياه

يقول أمير المؤمنين (ع): "لا يغرَّك الناس من نفسك، فإنَّ الأمر يصل إليك من دونهم" .

قد يخدعك النَّاس عن نفسك: أنتَ اعمل كذا والباقي علينا، وعلى "ذمَّتنا". هذا الَّذي يقول "على ذمّتي" مَن هو؛ هل هو نبيّ، هل هو وصيّ؟ لا. يقول الله لك يوم القيامة مَن فلان حتّى تجعل ذمّته ضماناً لك؟ لا أحد يقدر أن يحمل خطيئة أحد {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[العنكبوت: 12 ـــ 13].

لا أحد يستطيع أن يحمل خطايا أحد، كلّ إنسان يحمل خطاياه على ظهره، لا تصدّقوا أحداً. فكِّر في نفسك، بكلّ عملٍ تعمله؛ هل يقرّبك من الله أم يبعدك عنه؟ هل ينجّيك من سخط الله أم لا؟ لأنّك ستموت وحدك، وسيغلق اللّحد عليك وحدك، وستقف يوم القيامة وحدك {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً}[مريم: 95]، {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ}[الأنعام: 94]، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}[النَّحل: 111]. ما معنى هذه الآية؟! أنا أُكرِّرها دائماً على نفسي وعليكم: أنتَ وحدك ستكون المحامي عن نفسك، لا يوجد محامي دفاع، ولا يوجد شهود دفاع {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء: 14].

هكذا فكِّر دائماً واستشعر الواقع الذي تعيش. إنَّ إمامنا الإمام زين العابدين (ع) في دعاء أبي حمزة الثمالي يقول: "فما لي لا أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني وأيّامي تخاتلني، وقد خَفَقَتْ فوق رأسي أجنحة الموت"، يعني يمثّل الموت مثل الطائر الذي يكون فوق رأسك، وعندما يأتي تسمع حفيف أجنحته على رأسك، وبعد ذلك، يقف على رأسك "وقد خَفَقتْ فوق رأسي أجنحة الموت، فما لي لا أبكي؛ أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكرٍ ونكيرٍ إيّاي، أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حامِلاً ثقلي على ظهري، أنظُرُ مرّةً عن يميني وأُخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأنٍ غير شأني {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}[عبس: 37 ـــ 41].

هذا الجوّ يجب أن نستشعره دائماً في حياتنا العامّة والخاصّة، لأنّ ما يحكمنا هو عبوديّتنا لربّنا، وعلينا أن نكون مخلصين في هذه العبودية، بأن نفكِّر في كلّ أمورنا انطلاقاً من خوفنا من الله سبحانه وتعالى، فإنْ كنت طالباً، يكون همّك أن تحمل شهادتك آخر السنة أمام رفاقك، أو كنتَ تاجراً، تعمل على أساس أن تكون النَّاجح في تجارتك.

ولكن علينا أن نفكِّر أن نكون الناجحين في امتحان الله في الدنيا، حتّى نأخذ شهادتنا في الآخرة {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ}[الحاقة: 19 ـــ 37].

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

يقول أمير المؤمنين (ع): "لا يغرَّك الناس من نفسك، فإنَّ الأمر يصل إليك من دونهم" .

قد يخدعك النَّاس عن نفسك: أنتَ اعمل كذا والباقي علينا، وعلى "ذمَّتنا". هذا الَّذي يقول "على ذمّتي" مَن هو؛ هل هو نبيّ، هل هو وصيّ؟ لا. يقول الله لك يوم القيامة مَن فلان حتّى تجعل ذمّته ضماناً لك؟ لا أحد يقدر أن يحمل خطيئة أحد {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[العنكبوت: 12 ـــ 13].

لا أحد يستطيع أن يحمل خطايا أحد، كلّ إنسان يحمل خطاياه على ظهره، لا تصدّقوا أحداً. فكِّر في نفسك، بكلّ عملٍ تعمله؛ هل يقرّبك من الله أم يبعدك عنه؟ هل ينجّيك من سخط الله أم لا؟ لأنّك ستموت وحدك، وسيغلق اللّحد عليك وحدك، وستقف يوم القيامة وحدك {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً}[مريم: 95]، {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ}[الأنعام: 94]، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}[النَّحل: 111]. ما معنى هذه الآية؟! أنا أُكرِّرها دائماً على نفسي وعليكم: أنتَ وحدك ستكون المحامي عن نفسك، لا يوجد محامي دفاع، ولا يوجد شهود دفاع {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء: 14].

هكذا فكِّر دائماً واستشعر الواقع الذي تعيش. إنَّ إمامنا الإمام زين العابدين (ع) في دعاء أبي حمزة الثمالي يقول: "فما لي لا أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني وأيّامي تخاتلني، وقد خَفَقَتْ فوق رأسي أجنحة الموت"، يعني يمثّل الموت مثل الطائر الذي يكون فوق رأسك، وعندما يأتي تسمع حفيف أجنحته على رأسك، وبعد ذلك، يقف على رأسك "وقد خَفَقتْ فوق رأسي أجنحة الموت، فما لي لا أبكي؛ أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكرٍ ونكيرٍ إيّاي، أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حامِلاً ثقلي على ظهري، أنظُرُ مرّةً عن يميني وأُخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأنٍ غير شأني {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}[عبس: 37 ـــ 41].

هذا الجوّ يجب أن نستشعره دائماً في حياتنا العامّة والخاصّة، لأنّ ما يحكمنا هو عبوديّتنا لربّنا، وعلينا أن نكون مخلصين في هذه العبودية، بأن نفكِّر في كلّ أمورنا انطلاقاً من خوفنا من الله سبحانه وتعالى، فإنْ كنت طالباً، يكون همّك أن تحمل شهادتك آخر السنة أمام رفاقك، أو كنتَ تاجراً، تعمل على أساس أن تكون النَّاجح في تجارتك.

ولكن علينا أن نفكِّر أن نكون الناجحين في امتحان الله في الدنيا، حتّى نأخذ شهادتنا في الآخرة {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ}[الحاقة: 19 ـــ 37].

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية