كتابات
22/11/2022

مسؤوليّةُ المعلِّمِ نقدُ أساليبه التَّعليميَّة والسَّعي إلى تطويرِها

مسؤوليّةُ المعلِّمِ نقدُ أساليبه التَّعليميَّة والسَّعي إلى تطويرِها

إنَّ عملكم [أيُّها المعلِّمون] علمٌ وفنّ, من هنا، انطلقوا لِتُتْقِنوا ما تعلَّمتم، ولتراجعوا ما تعلَّمتم. لا تتجمَّدوا حول ما درستموه لتستظهروه كي تعلّموه. ليكن علمكم الذي تعلَّمتموه جزءاً من ذاتكم، حاولوا أن تفتِّشوا عن الجديد في كلّ يوم. ربّما درستم مناهجَ التربية، ولكنَّنا نعرف أنَّ هذه المناهج تتطوَّر، فلاحقوا في قراءاتكم كلَّ ما يمكن أن تنطلق فيه العقول في تطوير مناهج التربية، ثمّ ادرسوا أساليبكم وانقدوها.. إذا أعطيتم درساً، ورأيتم أنَّ الطلاب لم يفهموه، لا تتَّهموا الطلَّاب بالغباء، ولا تسارعوا إلى اتّهامهم بذلك، فربَّما يكون أسلوبكم غبيّاً وأنتم أذكياء، لأنَّ مشكلة الكثيرين من الأذكياء أنّهم لا يستعملون ذكاءهم. من هنا، فنحن نجد الكثير من الأغبياء ينجحون، وكثيراً من الأذكياء يسقطون، لأنَّ الذكيَّ يعتمد على ذكائه، فلا يحفظ ولا يدرس ولا يتعمَّق، ولذلك عندما يأتي إلى الامتحان، يشعر بأنّه لا يملك أيّ إمكانات، ولكنَّ الغبيَّ يحاول أن يصنع لنفسه ذكاءً جديداً.

وفي كثير من الحالات، قد ينجح الممثّل بما لا ينجح به البطل الحقيقيّ، لأنَّ البطل قد تنفتح بطولته في نفسه، فيفقد حركة البطولة في حياته، وقد ينطلق الممثِّل ليتقمَّص شخصيَّة البطل، فتتحوَّل إلى طبيعة فيه، وكثيراً ما يغلب التطبّع الطَّبع.

لذلك، إذا رأيتم فشلاً، كرِّروا التجربة وطوِّروا الأسلوب، انقدوا أساليبكم وفهمكم، ولا تعتمدوا على أنّكم درستم هذه المادَّة وأنّكم تستظهرونها. في كلّ ليلة، حضِّروا مادّتكم حتّى ولو كنتم تعرفونها، فلعلّكم تكتشفون شيئاً جديداً، لعلّكم تكتسبون أسلوباً جديداً، لعلَّكم تفتحون أُفقاً جديداً. لتكن لديكم روحية الإبداع، في أن تُبدِعوا لا أن تُقلِّدوا، ولا أعتقد أنّ المبدعين يفوقونكم عقولاً، ليست عقولهم من ذهب وعقولنا من فضَّة، ليست أفكارهم من ألماس وأفكارنا من حجر، لكنَّهم انفتحوا على روحية الإبداع ليكتشفوا المجهول، ونحن عشنا اللامبالاة أمام المجهول.

من الممكن لكلِّ إنسان يملك فكراً إذا عاش مسؤوليَّة فكره في إنسانيَّته، ومسؤولية فكره في حركة أُمّته، أن يُبدع.

وهكذا، حاوِلوا أن تطوِّروا أفكاركم، وأن تقرأوا وتحاوروا وتسألوا دائماً، لا تستغرقوا في كلمة "المعلّم" يطلقها النَّاس عليكم لتعتبروا أنَّ دور "التلمذة" عندكم قد انتهى ليبدأ دور المعلِّم. حاولوا أن تعيشوا روح التلمذة دائماً، لأنَّ الإنسان كلَّما انفتح له بابٌ من العلم، اقتنع بجهله أكثر، وعندما ينفتح له أُفق في العلم، فإنَّه يعرف كثيراً من الآفاق الَّتي يجهلها من خلال ذلك. لا بدَّ للإنسان أن يكون تلميذ الحياة.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

إنَّ عملكم [أيُّها المعلِّمون] علمٌ وفنّ, من هنا، انطلقوا لِتُتْقِنوا ما تعلَّمتم، ولتراجعوا ما تعلَّمتم. لا تتجمَّدوا حول ما درستموه لتستظهروه كي تعلّموه. ليكن علمكم الذي تعلَّمتموه جزءاً من ذاتكم، حاولوا أن تفتِّشوا عن الجديد في كلّ يوم. ربّما درستم مناهجَ التربية، ولكنَّنا نعرف أنَّ هذه المناهج تتطوَّر، فلاحقوا في قراءاتكم كلَّ ما يمكن أن تنطلق فيه العقول في تطوير مناهج التربية، ثمّ ادرسوا أساليبكم وانقدوها.. إذا أعطيتم درساً، ورأيتم أنَّ الطلاب لم يفهموه، لا تتَّهموا الطلَّاب بالغباء، ولا تسارعوا إلى اتّهامهم بذلك، فربَّما يكون أسلوبكم غبيّاً وأنتم أذكياء، لأنَّ مشكلة الكثيرين من الأذكياء أنّهم لا يستعملون ذكاءهم. من هنا، فنحن نجد الكثير من الأغبياء ينجحون، وكثيراً من الأذكياء يسقطون، لأنَّ الذكيَّ يعتمد على ذكائه، فلا يحفظ ولا يدرس ولا يتعمَّق، ولذلك عندما يأتي إلى الامتحان، يشعر بأنّه لا يملك أيّ إمكانات، ولكنَّ الغبيَّ يحاول أن يصنع لنفسه ذكاءً جديداً.

وفي كثير من الحالات، قد ينجح الممثّل بما لا ينجح به البطل الحقيقيّ، لأنَّ البطل قد تنفتح بطولته في نفسه، فيفقد حركة البطولة في حياته، وقد ينطلق الممثِّل ليتقمَّص شخصيَّة البطل، فتتحوَّل إلى طبيعة فيه، وكثيراً ما يغلب التطبّع الطَّبع.

لذلك، إذا رأيتم فشلاً، كرِّروا التجربة وطوِّروا الأسلوب، انقدوا أساليبكم وفهمكم، ولا تعتمدوا على أنّكم درستم هذه المادَّة وأنّكم تستظهرونها. في كلّ ليلة، حضِّروا مادّتكم حتّى ولو كنتم تعرفونها، فلعلّكم تكتشفون شيئاً جديداً، لعلّكم تكتسبون أسلوباً جديداً، لعلَّكم تفتحون أُفقاً جديداً. لتكن لديكم روحية الإبداع، في أن تُبدِعوا لا أن تُقلِّدوا، ولا أعتقد أنّ المبدعين يفوقونكم عقولاً، ليست عقولهم من ذهب وعقولنا من فضَّة، ليست أفكارهم من ألماس وأفكارنا من حجر، لكنَّهم انفتحوا على روحية الإبداع ليكتشفوا المجهول، ونحن عشنا اللامبالاة أمام المجهول.

من الممكن لكلِّ إنسان يملك فكراً إذا عاش مسؤوليَّة فكره في إنسانيَّته، ومسؤولية فكره في حركة أُمّته، أن يُبدع.

وهكذا، حاوِلوا أن تطوِّروا أفكاركم، وأن تقرأوا وتحاوروا وتسألوا دائماً، لا تستغرقوا في كلمة "المعلّم" يطلقها النَّاس عليكم لتعتبروا أنَّ دور "التلمذة" عندكم قد انتهى ليبدأ دور المعلِّم. حاولوا أن تعيشوا روح التلمذة دائماً، لأنَّ الإنسان كلَّما انفتح له بابٌ من العلم، اقتنع بجهله أكثر، وعندما ينفتح له أُفق في العلم، فإنَّه يعرف كثيراً من الآفاق الَّتي يجهلها من خلال ذلك. لا بدَّ للإنسان أن يكون تلميذ الحياة.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية