كتابات
14/11/2022

أركانُ الإيمانِ الأربعة

أركانُ الإيمانِ الأربعة

عن الإمام عليّ (ع): «الإيمانُ على أربعة أركان: التوكُّل على الله»، بما يمثِّله التوكّل على الله من إرجاع الأمور إليه سبحانه وتعالى، لأنّ المؤمن يختزن في داخل نفسه أنَّ الله هو منتهى كلّ شيء، وهو المرجع لكلّ شيء، وأنّه هو الَّذي يمكن أن يمنح الإنسان الأمن حيث لا يجد مجالاً للأمن، أو يهيِّئ له الأسباب بعد أن يكون قد استنفد الأسباب.

وقد ذكرنا أكثر من مرَّة، أن التوكل يختلف عن الاتكالية، فالاتكالية هي أن تترك نفسك من دون أن تخطِّط، ومن دون أن تعمل، وإنما تقف أمام ما تريده لتقول توكَّلت على الله قولاً من دون حركة، أما التوكّل على الله، فهو أن تستنفد كلّ الأسباب التي بين يديك في كلّ المجالات التي تهمّك؛ في حفظ مالك، أو زراعة أرضك، أو ما تريد أن تصنعه من حاجاتك، أو ما تواجه به العدوّ في خططك للنَّصر؛ أن تستنفد كلَّ أسباب ذلك، وتقف أمام ما يخبِّئه لك الغيب، لتقول لله: يا ربّ، لقد عملت كلَّ ما عندي من الوسائل في سبيل تحقيق ما أريده، ووقفت الآن أمام الغيب الذي لا أملك أمره، إنَّني أتوكَّل عليك في ذلك كلِّه؛ فإنَّ ذلك كلَّه في يدك.

«والتفويض إلى الله»، كما جاء في قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}(غافر: 44)، لتعتبر أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الَّذي يهيِّئ لك من أمرك فرجاً ومخرجاً، ويرزقك من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب، ويحرسك من حيث تحترس ومن حيث لا تحترس، وهو الَّذي يتكفَّل لك - بقدرته ورحمته - بكلِّ شيء، ممّا يصعب عليك تحقيقه، أو ممّا يمنحك أمنه في مواقع الخوف.

«والتَّسليم لأمر الله»، في كلِّ ما يقضي به، وفي كلِّ ما يحرِّك حياتك.

«والرِّضا بقضاء الله»(1)، لأنَّ الإنسان يعرف أنَّ الله هو المهيمن على الأمر كلِّه، وهو الَّذي يقضي في كلِّ أمور الحياة، سواء من جهة سنن الله في الكون، أو من جهة سننه في الحياة الإنسانيَّة، وأنّه لا يقضي إلَّا بما يصلح الإنسان.

فمن أخذ بهذه الأركان الأربعة، فقد جمع أسس الإيمان في عقله وقلبه، وفي حركته في الحياة.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 16.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج75، ص 65.

عن الإمام عليّ (ع): «الإيمانُ على أربعة أركان: التوكُّل على الله»، بما يمثِّله التوكّل على الله من إرجاع الأمور إليه سبحانه وتعالى، لأنّ المؤمن يختزن في داخل نفسه أنَّ الله هو منتهى كلّ شيء، وهو المرجع لكلّ شيء، وأنّه هو الَّذي يمكن أن يمنح الإنسان الأمن حيث لا يجد مجالاً للأمن، أو يهيِّئ له الأسباب بعد أن يكون قد استنفد الأسباب.

وقد ذكرنا أكثر من مرَّة، أن التوكل يختلف عن الاتكالية، فالاتكالية هي أن تترك نفسك من دون أن تخطِّط، ومن دون أن تعمل، وإنما تقف أمام ما تريده لتقول توكَّلت على الله قولاً من دون حركة، أما التوكّل على الله، فهو أن تستنفد كلّ الأسباب التي بين يديك في كلّ المجالات التي تهمّك؛ في حفظ مالك، أو زراعة أرضك، أو ما تريد أن تصنعه من حاجاتك، أو ما تواجه به العدوّ في خططك للنَّصر؛ أن تستنفد كلَّ أسباب ذلك، وتقف أمام ما يخبِّئه لك الغيب، لتقول لله: يا ربّ، لقد عملت كلَّ ما عندي من الوسائل في سبيل تحقيق ما أريده، ووقفت الآن أمام الغيب الذي لا أملك أمره، إنَّني أتوكَّل عليك في ذلك كلِّه؛ فإنَّ ذلك كلَّه في يدك.

«والتفويض إلى الله»، كما جاء في قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}(غافر: 44)، لتعتبر أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الَّذي يهيِّئ لك من أمرك فرجاً ومخرجاً، ويرزقك من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب، ويحرسك من حيث تحترس ومن حيث لا تحترس، وهو الَّذي يتكفَّل لك - بقدرته ورحمته - بكلِّ شيء، ممّا يصعب عليك تحقيقه، أو ممّا يمنحك أمنه في مواقع الخوف.

«والتَّسليم لأمر الله»، في كلِّ ما يقضي به، وفي كلِّ ما يحرِّك حياتك.

«والرِّضا بقضاء الله»(1)، لأنَّ الإنسان يعرف أنَّ الله هو المهيمن على الأمر كلِّه، وهو الَّذي يقضي في كلِّ أمور الحياة، سواء من جهة سنن الله في الكون، أو من جهة سننه في الحياة الإنسانيَّة، وأنّه لا يقضي إلَّا بما يصلح الإنسان.

فمن أخذ بهذه الأركان الأربعة، فقد جمع أسس الإيمان في عقله وقلبه، وفي حركته في الحياة.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 16.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج75، ص 65.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية