كتابات
14/11/2022

معنى أنْ تكونَ مؤمناً في مواجهةِ التحدِّياتِ والقوى الظَّالمة

معنى أنْ تكونَ مؤمناً في مواجهةِ التحدِّياتِ والقوى الظَّالمة

عندما تكون مؤمناً، فمعنى ذلك أنَّك تقف ضدّ التيّار؛ تيّار العبوديَّة الذي يراد له أن يفرض على النَّاس، وتقف ضدّ تيّار الظّلم عندما يُراد فرضه على النَّاس، وتقف ضدّ تيّار الانحراف عندما يراد فرضه على الناس. معنى أن تكون مؤمناً أنّك تسبح ضدّ التيّار؛ التيّار الذي يتحرّك في نطاق الشهوات، والتيّار الذي يتحرّك في نطاق الأطماع، والتيّار الذي يتحرّك ضدّ القوى الظَّالمة هنا وهناك.

ما معنى أن تكون مؤمناً؟ أن تكون حالة شاذّة في المجتمع، حالة شاذّة لا تنطلق من أنّك شاذّ عن حركة الحياة، ولكنّك شاذّ عن حركة الواقع السيّئ الذي يحاول أن يجعل الانحراف طبيعة والظلم طبيعة والعبودية طبيعة. من الطبيعي جداً أن يكون الحقّ في كلّ مكان شذوذاً عن كلّ حالة الباطل التي قد تسيطر على أساس وضعٍ معيّن أو على أساس قوّة معيَّنة.

هناك حديث مرويّ عن الإمام عليّ (ع)، يتوجَّه إلى المؤمنين الملتزمين الواعين الصَّامدين: "لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً، وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً، وَلَتُسَاطُنَّ سَوْطَ اَلْقِدْرِ، حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ، وَأَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ، وَلَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا، وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا" 1. الفتن والمشاكل والأحداث الَّتي تأتي هنا وهناك، سوف تكون غربالاً لكثير من الناس الذين كانوا في زمن الرّخاء وفي زمن الطمأنينة أبطالاً وثوّاراً، وكانوا وكانوا، حتّى إذا جاء الغربال، كان الكثير من الناس يعيشون في الأعالي وتأتي الفتنة لتسقطهم، وكثيرون من الناس كانوا يعيشون في الأسافل وتأتي الفتنة لترفعهم.

إذا اشتبكتْ دموعٌ في خدودٍ تبيَّنَ مَن بكى ممَّن تباكى

إذا أردت أن تميِّز بين الذين يبكون من قلوبهم وبين الَّذين يتباكون من عيونهم، انظر إلى الدموع كيف تجري، مَن كانت الدّموع تملأ وجهه وتنزل على جسده، فهو الذي يبكي من قلبه، وهو الصَّادق في بكائه، أمّا الذي يعتصر عينيه لتسقط دمعة هنا ودمعة هناك، فهو المتباكي.

اسمعوا حديثاً آخر، ماذا ينتظر المؤمنون؟ {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء}[البقرة: 214]. يقول الإمام الصّادق (ع): "وقَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَوْمٌ يُقْتَلُونَ ويُحْرَقُونَ ويُنْشَرُونَ بِالْمَنَاشِيرِ، وتَضِيقُ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِرُحْبِهَا، فَمَا يَرُدُّهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَيْه شَيْءٌ مِمَّا هُمْ فِيه مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ وَتَرُوا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ولَا أَذًى، بَلْ مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِالله الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ دَرَجَاتِهِمْ، واصْبِرُوا عَلَى نَوَائِبِ دَهْرِكُمْ تُدْرِكُوا سَعْيَهُمْ" 2.

تلك هي تهمتهم؛ أنّهم مؤمنون وملتزمون، وأنّهم يريدون أن يطيعوا الله ولا يطيعوا غيره. عندما تريد أن تلتزم الحياة كرسالة، وعندما تريد أن تكون قريباً من الله ومن رحمته ورضوانه، وعندما تسعى من أجل أن تستحقَّ جنَّته، لا بدَّ لك من أن تصبر بكلِّ ما للصَّبر من معنى، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 155 ــ 157].

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[1]الكافي، الشيخ الكليني، ج1، ص 417.

[2]الكافي، ج8، ص 272.

عندما تكون مؤمناً، فمعنى ذلك أنَّك تقف ضدّ التيّار؛ تيّار العبوديَّة الذي يراد له أن يفرض على النَّاس، وتقف ضدّ تيّار الظّلم عندما يُراد فرضه على النَّاس، وتقف ضدّ تيّار الانحراف عندما يراد فرضه على الناس. معنى أن تكون مؤمناً أنّك تسبح ضدّ التيّار؛ التيّار الذي يتحرّك في نطاق الشهوات، والتيّار الذي يتحرّك في نطاق الأطماع، والتيّار الذي يتحرّك ضدّ القوى الظَّالمة هنا وهناك.

ما معنى أن تكون مؤمناً؟ أن تكون حالة شاذّة في المجتمع، حالة شاذّة لا تنطلق من أنّك شاذّ عن حركة الحياة، ولكنّك شاذّ عن حركة الواقع السيّئ الذي يحاول أن يجعل الانحراف طبيعة والظلم طبيعة والعبودية طبيعة. من الطبيعي جداً أن يكون الحقّ في كلّ مكان شذوذاً عن كلّ حالة الباطل التي قد تسيطر على أساس وضعٍ معيّن أو على أساس قوّة معيَّنة.

هناك حديث مرويّ عن الإمام عليّ (ع)، يتوجَّه إلى المؤمنين الملتزمين الواعين الصَّامدين: "لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً، وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً، وَلَتُسَاطُنَّ سَوْطَ اَلْقِدْرِ، حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ، وَأَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ، وَلَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا، وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا" 1. الفتن والمشاكل والأحداث الَّتي تأتي هنا وهناك، سوف تكون غربالاً لكثير من الناس الذين كانوا في زمن الرّخاء وفي زمن الطمأنينة أبطالاً وثوّاراً، وكانوا وكانوا، حتّى إذا جاء الغربال، كان الكثير من الناس يعيشون في الأعالي وتأتي الفتنة لتسقطهم، وكثيرون من الناس كانوا يعيشون في الأسافل وتأتي الفتنة لترفعهم.

إذا اشتبكتْ دموعٌ في خدودٍ تبيَّنَ مَن بكى ممَّن تباكى

إذا أردت أن تميِّز بين الذين يبكون من قلوبهم وبين الَّذين يتباكون من عيونهم، انظر إلى الدموع كيف تجري، مَن كانت الدّموع تملأ وجهه وتنزل على جسده، فهو الذي يبكي من قلبه، وهو الصَّادق في بكائه، أمّا الذي يعتصر عينيه لتسقط دمعة هنا ودمعة هناك، فهو المتباكي.

اسمعوا حديثاً آخر، ماذا ينتظر المؤمنون؟ {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء}[البقرة: 214]. يقول الإمام الصّادق (ع): "وقَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَوْمٌ يُقْتَلُونَ ويُحْرَقُونَ ويُنْشَرُونَ بِالْمَنَاشِيرِ، وتَضِيقُ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِرُحْبِهَا، فَمَا يَرُدُّهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَيْه شَيْءٌ مِمَّا هُمْ فِيه مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ وَتَرُوا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ولَا أَذًى، بَلْ مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِالله الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ دَرَجَاتِهِمْ، واصْبِرُوا عَلَى نَوَائِبِ دَهْرِكُمْ تُدْرِكُوا سَعْيَهُمْ" 2.

تلك هي تهمتهم؛ أنّهم مؤمنون وملتزمون، وأنّهم يريدون أن يطيعوا الله ولا يطيعوا غيره. عندما تريد أن تلتزم الحياة كرسالة، وعندما تريد أن تكون قريباً من الله ومن رحمته ورضوانه، وعندما تسعى من أجل أن تستحقَّ جنَّته، لا بدَّ لك من أن تصبر بكلِّ ما للصَّبر من معنى، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 155 ــ 157].

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[1]الكافي، الشيخ الكليني، ج1، ص 417.

[2]الكافي، ج8، ص 272.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية